في المقال التالي نعرض لكم بحثاً عن حقوق الجار وفضل الإحسان إليه، فقد شرع الدين الإسلامي العديد من الحقوق والواجبات التي تضمن سلام المجتمع واستقراره، ومن ضمن تلك التشريعات، الواجبات التي يجب الالتزام بها تجاه الجيران، فقد خلق الله عز وجل الإنسان، وجعله اجتماعياً بالفطرة، يسعى إلى التعرف على الآخرين، ومشاركة الأحداث السعيدة والحزينة معهم، وحتى يستطيع الإنسان تكوين تلك العلاقات، يجب أن يحترم الآخرين ويقدرهم، ويعاملهم برأفة ولين وحب، الأمر الذي سيساعد على نشر التسامح والمودة بين الناس، ولهذا سنعرض لكم من خلال الفقرات التالية من موسوعة أبرز الواجبات التي يجب أن نلتزم بها تجاه الجيران.
الجار هو الذي يسكن في المنزل المجاور لك، أو يسكن معك في منطقة واحدة، ولا يقتصر تعريف الجار على من يشاركك المنطقة السكنية، فمن يعمل معك في مكان واحد هو جارك أيضاً، وهناك الكثير من الحقوق التي فرضها الدين الإسلامي على الناس، فعند الالتزام بها، يسود الحب والأمان بيننا، ومن أبرز تلك الحقوق:
قد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الجار في المعاملة، ومراعاة حقوقه، وعدم إلحاق الأذى به، ونجد في كتاب القرآن الكريم أن الله عز وجل جعل معاملة الجيران بالحسنى من العبادات التي يؤجر عليها العبد، وذلك لأن المولى سبحانه وتعالى قال في سورة النساء “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”.
كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة نقتدي بها في جميع أمور الحياة، فإذا اتبعنا سنته ونهجه فلن نضل أبداً، وقال أوصى رسولنا الكريم بحسن معاملة الجار، وعدم أذيته بالقول أو الفعل، وإلحاق الضرر به، فكان من شيمه عليه الصلاة والسلام الرأفة بالآخرين، والمعاملة بالحسنى دوماً.
وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث الصحيحة التي توضح أهمية المعاملة بالحسنى مع الجيران، فعند أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، أنه أتى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له “يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عندما يحسن الفرد إلى جاره، فإنه يجد السعادة في الدنيا، والأجر العظيم في الدار الأخرة، ومن أبرز المنافع التي يحصل عليها الفرد عند معاملة الجيران معاملة طيبة: