في هذا المقال نعرض لكم موضوع تعبير عن الربيع للصف الخامس ، تتعاقب فصول السنة ما بين الخريف والشتاء والربيع والصيف، ويُعد فصل الربيع من أجمل تلك الفصول على الإطلاق، ففيه تجتمع جميع مظاهر البهجة وتتجدد مظاهر الحياة بعد انتهاء فصل الشتاء؛ حيث تعتدل حرارة الجو وتتفتح الزهور وتثمر الأشجار أجمل أنواع النباتات، ويأتي هذا الفصل حاملًا معه شعور البهجة والفرحة الذي يضفيه على الجميع، ونظرًا لجمال هذا الفصل فقد تغنى به العديد من الشعراء في قصائدهم التي يصفون فيها مدى الفرحة التي يبعثها في النفوس، ويحتاج طلاب المرحلة الابتدائية لكتابة موضوع تعبير عن فصل الربيع، وفي السطور التالية على موسوعة نقدم لكم موضوعًا عن شم النسيم ومظاهر الفرحة فيه؛ تابعونا.
يأتي فصل الربيع بعد انتهاء فصل الشتاء ليكون تمهيدًا لقدوم فصل الصيف، فموعده كل عام يوم 21 مارس ويستمر لمدة 3 أشهر وينتهي في شهر مايو، وبعد سقوط الأمطار في فصل الشتاء على مختلف مناطق العالم؛ تنمو النباتات في فصل الربيع بفضل تلك المياه وبفضل سطوع أشعة الشمس، لذلك تظهر العديد من مظاهر الجمال التي كانت غائبة طوال فصل الشتاء، فنجد أن الأزهار تصبح متفتحة، والأشجار مثمرة، والأرض مكتسية باللون الأخضر، والجو معتدلًا، والشمس ساطعة دافئة، والسماء مُزينة باللون الأزرق الصافي الخالي من الغيوم.
وفيه تتجلى جميع تلك المظاهر الجمالية في جميع المناطق الطبيعية وعلى رأسها الحدائق؛ فمن يريد حقًا الاستمتاع بجمال هذا الفصل عليه قضاءه في تلك الحدائق للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة وبسماع تغريد العصافير ورؤية الأعشاب النامية التي تُضفي على أراضي الحدائق خضارًا لا مثيل له في الجمال والإبداع، لذلك فهو يُطلق عليه أيضًا اسم شم النسيم، فنفس الإنسان تهدأ عند الجلوس وسط تلك المناظر، وحواسه تستمتع بمظهر طبيعي بديع أوجده الخالق سبحانه وتعالى.
وأكثر ما يُدخل السرور على قلب الإنسان رؤيته لأسراب الطيور والعصافير المغردة التي تحلق في السماء الصافية في صفوف مُنظمة تزيد من جمال وإبداع هذا المنظر الطبيعي الرائع، حيث تعود تلك الطيور للتحليق بعد انتهاء فصل الشتاء وانقشاع غيوم السماء وسكون الرياح والعواصف، فتشدو بأجمل الأغاني والتي يسمعها الإنسان لينسى بها كل همومه.
ولا تقتصر عودة مظاهر الحياة في فصل الربيع أو شم النسيم على الجو والنباتات فقط، بل تمتد أيضًا لتشمل العديد من الكائنات الحية ومنها الطيور التي تعود إلى مواطنها الأصلية وتقوم بالتزاوج ووضع البيض، وأيضًا الحيوانات والتي تظل طوال فصل الشتاء مختبئة في بيوتها هربًا من البرد القارس والأمطار الغزيرة، وبمجرد قدوم فصل الربيع تخرج من بياتها الشتوي لتستأنف ممارسة حياتها بشكل طبيعي والبحث عن غذائها.
ومن المظاهر البديعة التي لا تظهر إلا في فصل الربيع؛ عودة الطيور المهاجرة إلى بيوتها، وعودة ظهور أشعة الشمس الدافئة بعدما غابت كثيرًا طوال فصل الشتاء فتنعكس على جداول الماء لتضفي عليها لونًا ذهبيًا بديعًا، بالإضافة إلى ظهور الفراشات ذات الألوان الجميلة والتي تحلق في الجو لتضيف البهجة على الأجواء، ولتشكل مع الطبيعة الخلابة لوحة فنية طبيعية غاية في الإبداع والجمال.
ولعل أكثر ما يُدخل على النفس التفاؤل والبهجة تلك المناظر الخلابة والهواء المنعش المُعبأ برائحة الزهور الجميلة، والتي تجعل الناس تسترخي وسط جمال الطبيعة، ناسيين مشكلات الحياة وضغوطها وهمومهم التي أثقلتهم، فيستمتعون بالطقس المعتدل الذي يتوسط ما بين برودة الجو وجفافه، فلا يعاني الناس الخمول بسبب برودة الشتاء أو من الاختناق بسبب حرارة الصيف.
لذلك تجدد حيوية ونشاط الناس في فصل الربيع، فاعتدال الجو يساعدهم على القيام بالأنشطة التي لم يستطيعون القيام بها في فصل الشتاء، ومنها الذهاب إلى الأماكن الطبيعية للاستمتاع بمناظرها البديعة، بأرواح مليئة بالبهجة والمرح.
كما يُعد فصل الربيع فرصة مناسبة لزراعة الحشائش ومختلف أنواع النباتات، وذلك استغلالًا لكمية مياه الأمطار التي تم تخزينها بعد هطولها في فصل الشتاء، لذلك نجد الكثير من أنواع النباتات لا تنمو ولا تزهر إلا بحلول فصل الربيع.
ويستغل الكثير من الناس تلك المناسبة في الحصول على الزهور الجميلة المتفتحة وإهدائها لأمهاتهم لتكون أجمل ما يُمكن إهداؤه في عيد الأم والذي يتوافق مع هذا الفصل، فليس هناك أجمل من أن يحتفل الأبناء بهاتين المناسبتين من خلال الخروج إلى المتنزهات والاستمتاع بالجو الرائع فيها والتقاط الصور التذكارية بها؛ لتكون ذكرى عظيمة لا يمكن محوها.
والكثير من الناس باختلاف أعمارهم ينتظرون قدوم فصل الربيع للانطلاق إلى الحدائق والمتنزهات للاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية واستنشاق الهواء العليل بهدف الترويح عن النفس والاسترخاء، فيجلسون على الأعشاب الخضراء وسط الزهور المتفتحة يستمتعون بتغريد العصافير ويقضون وقتًا رائعًا لا يُنسى.
كما أن هناك الكثير يقضون تلك الأيام الرائعة في المناطق الطبيعية التي تحتوي على مناظر ذات جمال أخاذ مثل السهول والشلالات والتي تكتسي باللون الأخضر في هذا الفصل المبهج، حيث ينطلقون في رحلات ترفيهية إلى تلك الأماكن، فيستمتعون بالجلوس والتصوير أمامها وينطلق الأطفال في مرح وبهجة.
ويُعد شم النسيم فرصة عظيمة لمن لا يمتلكون القدرة المادية على السفر من أجل الاحتفال والاستمتاع به، فيمكن للجميع قضاء تلك الأيام المبهجة داخل الأماكن العامة كالجنائن والمتنزهات التي تفتح أبوابها للزوار مجانًا.
لذلك تحرص الجهات الحكومية المختصة في تلك المناسبة على إعداد تلك الجنائن لاستقبال الزوار، من خلال تنظيفها جيدًا وتهيئة المقاعد المناسبة وزراعة النباتات وتقليم الأشجار بها، حتى تبدو جميع تلك المظاهر الطبيعية في أبهى وأجمل صورة.
وهناك الكثير يفضلون قضاء أيام هذا الفصل في المنزل، حيث تكثر التجمعات العائلية والتي يستمتع أفرادها بتناول التسالي أثناء مشاهدة التلفاز مع الأهل والعائلة.
وفي ختام موضوعنا عن فصل الربيع؛ تجدر الإشارة إلى أنه في هذا الفصل تتجسد قدرة الخالق سبحانه وتعالى في خلق المناظر الطبيعية الخلابة التي تُدخل السرور على القلب وتريح النفس وتسر العين، لذلك يجب على الجميع حُسن استغلال تلك النعمة من خلال المحافظة على جمال ونظافة الحدائق وعدم قطف الأزهار التي تتفتح فيها وعدم قطع الأشجار أو التسلق عليها لعدم كسر فروعها وللاستفادة من فوائدها الجمة.
كما يجب أيضًا عدم قطف العُشب للحفاظ على خُضرة الأرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة المياه وعدم إلقاء القمامة والقاذورات فيها، ومثلما استمتع الناس بالجلوس وسط تلك المناظر الخلابة، يجب عليهم إتاحة الفرصة لغيرهم للاستمتاع مثلهم.
ففصل الربيع من أكثر الفصول التي يسعد بها جميع الناس أكثر من بقية فصول السنة، وهو نعمة كبيرة من الله وهبها لنا للاستمتاع بها ولتدبر خلقه، وحتى تكون فرصة جميلة يستريح بها الإنسان من مشكلاته وهمومه؛ لذا تلك النعمة العظيمة تستوجب منا الحفاظ عليها وعدم تشويهها، والاعتداء على تلك النعمة بمثابة جريمة تستحق العقاب.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي عرضنا من خلاله موضوع تعبير عن الربيع للفصل الخامس، مع شرح أهم مظاهر فصل الربيع وواجبنا نحوه؛ تابعونا على الموسوعة العربية الشاملة.
