اختلفت الأقاويل حول الاسم الحقيقي لعنترة، فقد قال الكثيرون أنه اسمه “العتر” بدون زيادة للنون، ويعني العتر في معناه “الذبح”، وسمي بعنترة نظراً لشجاعته في القتال والفروسية، وكان عنترة يملك شق في شفتيه، فسماه قومه “الفلحاء”، وسُمي عنترة بأبو الفوارس، و أبي المعايش، وأبي المغلس، وأبي أوفى، وكانت تعبر تلمك الألقاب على صفات عنترة من الشجاعة والإقدام في الحروب، بالإضافة إلى لونه شديد السواد الذي أخذه من أمه زبيبة الحبشية.
كان يتصف عنترة بصفات تميزه عن الباقيين من قومه، فيرجع أصله ونسبه من أب عربي وأم حبشية مما أكسبه بعض الصفات من كليهما، فكان وجه عنترة ضخم وشديد السواد، وكان دائماً عابس، وملمس شعره خشن وشدقه كبير، وكان يتصف بن شداد بضخامة الجسد فكان عريض المنكبين وطويل القامة بالإضافة إلى العظام الصلبة.
عاش بن شداد حياة مليئة بالذل والإهانة بسبب عدم الاعتراف بنسبه من أبيه، فعاش حياته يلقبه أبوه بالعبد ويحرمه من متاع الحياة، فذاق حياة مليئة بالمرارة والصعوبة، وكان السبب في تلك الحياة زوجة والده التي كانت ما دامت تشغل نيران الغضب في أبيه ضد أبنه عنترة حتى يقوم بأذيته وعقابه، وفي أحد المرات قامت زوجة الأب باتهام عنترة بمحاولة الاعتداء عليها واغتصابها، فجن جنون الأب وانهال على عنترة بالضرب بالسيف واليد وألحق به الأذى، حتى حاول الكثيرون إبعاد الوالد عن ابنه حتى لا يقتله بعقابه هذا.
وفي يوم من الأيام اشتد القتال بين بني عبس وبين قبيلة طيء، وكان بني عبس يهزمون في تلك المعركة وكادت قبيلة طيء تنتصر وتسلب أبو عنترة كل ملكه، فاستنجد عمرو بن شداد بعنترة وقال له كر ي عنترة، ولكن عنترة رفض وقال له أنه عبد والعبد لا يحسن الكر، فقال له أبوه أنه حر، فشرع عنترة في القتال وجلب النصر لقبيلته، ومن هنا انتهت حياة عبودية عنترة وباشر باقي حياته كحر.
عاش عنترة قصة حب قوية ووثيقة مع ابنه عمه عبلة بنت مالك، وكان يكتب الشعر في حسن وجهها ورجاحة عقلها، ولكن كانت هناك الكثير من الحواجز التي تحول بينهما، فعندما تقدم عنترة لعمه مالك ليطلب يد محبوبته عبلة، رفض عمه رفضاً قاطعاً وقال له أن عبلة بنت الأحرار لن تتزوج بعبد أسود اللون، وتكرر سؤال عنترة عن الزواج كثيراً، حتى قام مالك بتعجيزه وطلب منه مهراً يعجز عنترة عن دفعه، وقال أنه يوافق على الزواج بشرط جلب ألف ناقة نعمان كمهر لعبلة.
لم ييأس بن شداد وخاص الكثير من الصراعات من أجل جلب النوق ووقع في العديد من المشاكل كما تم أسره في مرة، ولكنه في النهاية استطاع أخذ النوق وذهب بها إلى عمه، ولكن عمه استمر في رفض عنترة حتى بعد أن نفذ طلباته، وفي النهاية قال مالك أنه سيجعل ابنته عبلة تتزوج من يأتي له برأس عنترة، واختلفت الأقاويل حول نهاية تلك القصة، فقال الكثيرون أنها انتهت بزواجهم، وقال الآخرون أن عنترة قد قتل على يد فارس، ولم تتزوج عبلة منه.
توفي عنترة بن شداد عن عمر يناهز التسعين، وبالتحديد في عام 608مـ، وتختلف الأقاويل حول الطريقة التي مات بها بن شداد، فقال البعض أنه قد قتل على يد الأسد الرهيص، وقال البعض الأخر أنه بعد هزيمة قبيلة عنترة من قبيلة طيء في إحدى معاركهم، قام فارس يلقب بربيعة بقتل عنترة بعد رؤيته ينزل من فوق حصانه.
المراجع 1