نتناول في هذا الموضوع بابًا هامًا من أبواب النحو الدقيقة التي يجب بذل الجهد فيها لإتقانها، ولكن بمجرد إتقانها ستجد -عزيزي القاريء- أنه من أمتع أبواب النحو وأجملها. نعرضه لكم بطريقة سهلة ميسرة بعيدًا عن تعقيدات النحويين وخلافاتهم، فنتكلم عن تعريفه وأركانه وأدواته وأنواعه وإعرابها، راجين المولى عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا (الموسوعة).
هو الإخراج بإلا أو إحدى أخواتها ما يظن أنه كان داخلًا في الحكم السابق.
فمثلًا: سمعت من يقول: حضر الطلاب، فظننت أن الطالب محمدًا حاضر؛ لأنه جزء من الطلاب ولكن القائل أكمل فقال: حضر الطلاب إلا محمدًا، فعلمت بذلك أن محمدًا ليس ضمن حكم الحضور، فهذا هو الاستثناء.
إذا طبقنا على المثال السابق “حضر الطلاب إلا محمدًا” لاستخرجنا أركان الاستثناء وهي:
المستثنى منه: وهو الشيء العام في المثال، وهو “الطلاب”.
المستثنى: وهو الشيء الخاص الذي أخرجناه من المستثنى منه، وهو “محمدًا”.
أداة الاستثناء: وهي الرابط بينهما، وهي “إلا”.
وهي:
إلا-غير-سوى-ليس-لايكون-خلا-عدا-حاشا.
ينقسم الاستثناء إلى عدة أنواع طبقًا لاعتبارات مختلفة، وهي:
مثل: لعب الأولاد إلا خالدًا، ف”خالدًا” وهو المستثنى جزء من “الأولاد” وهو المستثنى منه.
مثل: أكلت الأبقار إلا حصانًا، ف”الحصان” وهو المستثنى ليس جزءًا من”الأبقار” وهي المستثنى منه.
مثل: ما جاء إلا علي، فالمستثنى منه ليس موجودًا، فنحن لا نعرف “علي” جزء من ماذا؟ ويسمى هذا الاستثناء ب”الاستثناء المفرغ”، ولا بد أن يأتي قبله نفي أو نهي أو استفهام.
مثبت، مثل: نجح الطلاب إلا المهمل.
منفي: أي فيه نفي أو نهي أو استفهام، مثل ما أكرمت أحدًا إلا المجتهد.
لاحظ أن:
يمكن أن يكون للاستثناء التام نوعين مختلفين؛ فيمكن أن يكون تامًا متصلًا، أو تامًا منقطعًا، مثبتًا أو منفيًا.
إذا أردنا إعراب مثال الاستثناء مثل:حضر الطلاب إلا محمدًا، فسنلاحظ الآتي:
1-المستثنى منه يعرب حسب موقعه في الجملة، ف”الطلاب” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
2-أداة الاستثناء”إلا نقول أنها أداة استثناء.
3-نأتي لإعراب المستثنى، ولكي تحدد الإعراب الصحيح للمستثنى يجب عليك أولًا أن تحدد نوع المستثنى ومن هنا فالمستثنى إما :
1– تامًا مثبتًا متصلًا أو منقطعًا:
مثل: نجح الطلاب إلا المهمل، و، فهو تام لأن المستثنى منه موجود، فسنعرب المستثنى الإعراب الآتي فنقول:
المهمل: مستثنى منصوب وجوبًا، وعلامة نصبه الفتحة.
2– تامًا منفيًا منقطعًا عند جميع العرب ما عدا تميم:
مثل:لم ينجح إلا المجتهدين:
المجتهدين: مستثنى منصوب وجوبًا وعلامة نصبه الياء.
1-تامًا منفيًا متصلًا:
مثل: ما جاء الطلاب إلا محمدًا أو محمد،
محمدًا: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة
محمد: بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والبدل يعرب هنا حسب إعراب ما قبل إلا فإذا كان مرفوعًا كان البدل مرفوعًا وهكذا، فالطلاب مرفوعة لأنها فاعل إذًا فالبدل مرفوع.
2- تامًا منفيًا منقطعًا عند تميم:
مثل: لم ينجح إلا المجتهدين أو المجتهدون، فيجوز عندهم النصب أو البدلية، بخلاف باقي العرب فلا يجوز عندهم إلا النصب.
مثل: ما جاء إلا محمد
فنعتبر أن الاستثناء غير موجودن فكأنك قلت: جاء محمد، فمحمد فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
تاخذ غير إعراب المستثنى كما سبق إعرابه، وتكون نعتًا أو وصفًا، أما المستثنى نقسه فهو مضاف إليه دائمًا،
مثل:ما حضر غير طالب،
غير:فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
طالب:مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
ومثل غير “سوى”.
يشترط فيهما أن يكون الاستثناء تامًا متصلًا، وأن لا يتغير شكل “لايكون” عن شكلها الحالي فلا تصح “لاأكون” أو غير ذلك،
فإذا أعربنا الآتي:
حضر الطلاب ليس (أو لايكون) عليًا:
ليس:فعل ماض مبني على الفتح
لايكون:لا نافية ويكون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و”ليس” و”لا يكون”من الأفعالر الناسخة فتحتاج اسمًا وخبرًا فاسمها ضمير مستتر وخبرها هو المستثنى، إذًا:
عليًا: خبر ليس أو لا يكون منصوب وعلامة نصبه الفتحة
والجملة في محل نصب حال أو لا محل لها من الإعراب.
إما قبلهما في الجملة “ما” أو ليس قبلهما:
مثل:نجح الطلاب ما خلا( أو ما عدا) المهمل:
خلا:فعل ماض مبني على الفتح المقدر،والفاعل ضمير مستتر، وعدا مثلها.
المهمل:مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
فيجوز الإعراب السابق،
ويجوز إعرابهما حرفا جر وما بعدهما “المستثنى” اسم مجرور
هي مثل خلا وعدا لكن الأكثر استعمالها حرف جر وما بعدها اسم مجرور.
كان ذلك بحثًا موجزًا عن الاستثناء نرجو أن يكون قد وفى باحتياجاتكم وباحتياجات طلبة العلم الأعزاء، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير، شاركونا بآرائكم حول الموضوع على الموسوعة.