اذاعة عن السلوك الحسن ، حيث أن السلوك الحسن وحسن الخلق هما وجهان لعملة واحدة، وهي الأخلاق الحميدة، والفطرة السليمة القوية التي وُلد الإنسان بها، وهذه الفطرة عبارة عن جميع الصفات الحميدة، وجميع خصال الخير التي وضعها الله تعالى في الإنسان، واتباعها يُعد مجاهدة كبيرة للشيطان الذي يهدف إلى تخريب فطرة الإنسان السليمة، وإفشاء كل ما هو سيء في عباد الله؛ فالشيطان هو العدو الأول، وفي هذا المقال من موسوعة نُقدم إذاعة مدرسية عن الأخلاق.
السلوك هو الشيء الذي يُعبر عما يوجد في تفكيرك، وما تضمره للآخرين في نفسك، وبه تتم ترجمة ما تُفكر به تجاه الآخرين، وتجاه نفسك في المواقف المختلفة التي تُوضع بها بشكل يومي، والسلوك الحسن هو السلوك الإيجابي بجميع مظاهرة المتعددة، ومن أمثلة هذه المظاهر: التعاون، مساعدة الآخرين، التجاوز عن الأخطاء، إتقان العمل، مُعاملة الناس بالحسنى، عبادة الله سبحانه وتعالى حسن عبادة، بر الوالدين، احترام الآخرين، العطف على الصغار، وغير ذلك الكثير من المظاهر التي لا تنتهي؛ فالسلوك الحسن هو مصطلح عام يتسع ليشمل جميع الأفعال الإيجابية في العالم.
صباح المحبة، والود، والإيجابية في هذا اليوم الدراسي المشرق المُفعم بالنشاط، حديثنا اليوم في هذه الإذاعة الصباحية هو السلوك الحسن الذي تُعبر عنه المعاملات الطيبة بين الناس، والتي تنجم عن الأخلاق الحسنة الموجودة في فطرتنا الإنسانية السليمة، والتي لم ينجح الشيطان في إضاعتها، إفسادها، وهذه الأفعال هي أكثر ما يُرضي الله تعالى عن عباده؛ لذلك يجب أن نلتزم اتباع السلوك الحسن في جميع الأوقات.
خير ما نبدأ به فقراتنا الإذاعية هو كلام الله سبحانه وتعالى، مع الطالب……….
قال الله تعالى في سورة القلم:”ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16).
في حديث عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أَنْهاكُمْ عَمَّا يُنْبَذُ في الدُّبَّاءِ، والنَّقِيرِ، والْحَنْتَمِ، والْمُزَفَّتِ. وَزادَ ابنُ مُعاذٍ، في حَديثِهِ عن أبِيهِ: قالَ: وقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِلأَشَجِّ، أشَجِّ عبدِ القَيْسِ: إنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الحِلْمُ، والأناةُ”. حديث صحيح ورد قي صحيح مسلم.
والآن مع فقرة الشعر العربي، يُقدمها الطالب…….
يقول أحمد شوقي أمير الشعراء:
كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ.
يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ.
رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ.
هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ.
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ.
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ.
تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ.
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ.
أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ.
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ.
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ.
لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ.
فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ.
وفي ختام فقراتنا الإذاعية لهذا اليوم نود أن نؤكد على ضرورة التحلي بجميع الصفات الأخلاقية الحسنة، والسلوك السوي الإيجابي قدر استطاعتنا، كما يجب أيضًا أن نُشيد بالأخلاق الحميدة التي يتميز بها طلاب مدرستنا.