إليكم اذاعة عن التسامح الذي تحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعامله مع من حوله؛ حتى وصل تسامحه إلى مُعاملته مع جاره اليهودي الذي يؤذيه، وأخلاق رسول الله هي سنته التي يجب أن نتبعها؛ للتقرب إلى الله عز وجل؛ والتسامح من وسائل الإسلام القوية لإرساء دعائم المجتمع السوي الراقي الذي يتنزه عن الشحناء، والكراهية؛ لذلك يجب اكتسابها، وفي هذا المقال من موسوعة نُقدم لكم إذاعة مدرسية عن التسامح.
التسامح من أهم الصفات الخلقية القويمة التي يزرعها الوالدان في أطفالهما منذ الصغر؛ وذلك لما لهذه الصفة من منافع تعود على كل من الفرد، والمجتمع؛ حيث تدعم الصحة النفسية للفرد، وتُقومه بشكل دائم؛ الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمع بسبب التعاملات الراقية بين البشر؛ مما يُقلل من ظاهرة التشاحن، والتباغض، والحقد، والكره، وتنطلق صفة التسامح من أصل التحلي بصفة العفو، والصفح عن المُسيء، والتي يُنعم الله تعالى بها على عباده، هذا بالإضافة إلى أن التسامح، والعفو يُعدان من أفعال كظم الغيظ التي تحدث عنها الله تعالى في كتابة العزيز، وما لها من عظيم الأجر، حيث قال الله تعالى في سورة آل عمران:”وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)”، وفي هذه الآية دلالة على وصول من يتحلى بهذه الصفات إلى درجة الإحسان التي يعدها الكثير من العلماء أنها أعلى من درجة الإيمان، والتي يكون هدفها عبادة الله تعالى بسبب محبتهم له، وليس بسبب الخوف منه.
صباح التسامح، والحب، والأمل، والتفاؤل، التسامح هي أكثر الصفات التي تمد الجميع بالطاقة الإيجابية؛ فهو من صفات الأشخاص الأسوياء في هذا العالم، كما أن العفو، والصفح الذي ينبع منه التسامح من الصفات المُحببة عن الله سبحانه وتعالى، وأمر بها الله في قرآنه الكريم؛ فعندما يتحلى المرء بهذه الصفة؛ فإنه يكون قد امتثل لأوامر الله عز وجل، وهي من الصفات التي تحتاج إلى مجاهدة النفس لاكتسابها، كما أنها من صفات رسولنا الكريم.
في حديث صحيح عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، {خُذِ العَفْوَ} وأْمُرْ بالعُرْفِ قالَ: ما أنْزَلَ اللَّهُ إلَّا في أخْلَاقِ النَّاسِ، قالَ: أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِن أخْلَاقِ النَّاسِ، أوْ كما قالَ. ورد في صحيح البخاري.
قال الله تعالى:”وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)”. سورة البقرة
قال ابن الساعاتي:
معاليك أعلى أن يحيط بها الوصفُ بجلُّ سؤالي أن تسامحَ أو تعفو.
بأيّ لسانِ أذكر المجد بعدما مضتْ حججٌ لم يأتِ من قبلي حرف.
فجيدُ النَّدى من حلية المجد عاطلٌ وأذن المعالي لا يصاغ لها شنف.
ضلالاً لفضلي من تساق لهُ الدُّمى سواهُ ومن تتلى بآلائه الصُّحف.
وأيُّ يدٍ أولى بتقبيل شاكر من اليد أدنى نيلها سحبٌ وطف.
صفاقهُ وجهٍ مجرمٍ من حيائهِ ونبوةُ قلبٍ ما لقسوتهِ عطف.
غدرتُ به غدرَ الزمان بأهلهِ وأنكرتُ حقاً يقتضيني بهِ العرف.
لأمرٍ جفاني كلُّ إلفٍ ولذَّةٍ فلا لذَّةٌ تصبو إليَّ ولا إلف.
ونازع فكري كلُّ نظمٍ عهدتهُ مطيعاً فمدحي لا يهزُّ بع عطف.
وها أنا لا أبكي على رسم منزلٍ ولا يطبيني غصن بانٍ ولا حقف.
عرائسٍ فكرٍ عنَّست بعد خطبها فما لغوانيها هداءٌ ولا زفُّ.
لقد قيدتني الحادثات وقصَّرت خطاي فلي من تحت أثقالها رسف.
كأن لم يلد قبلي من الناسُ مذنبٌ تغمَّدهُ عفوٌ ولا محسنٌ يهفو.
سلامٌ على الفضل المنيرة شمسهُ فما دون باغيها حجابٌ ولا سجف.
وفي نهاية إذاعتنا المدرسية لهذا اليوم نؤكد على قيمة التسامح بالنسبة للمجتمع، وللفرد، كما نؤكد على ضرورة التحلي بهذه الصفة الأخلاقية المحمودة التي تكون سببًا كبيرًا في رضا الله سبحانه وتعالى عن عباده.