الطور هو جبل يقع في منتصف شبه جزيرة سيناء، كما أنه قريب من جبل كاترين، ودير سانت كاترين، وتنضم تلك المناطق في وقتنا الحالي إلى جمهورية مصر العربية، ويبلغ ارتفاع الجبل حوالي 2290 متر فوق سطح البحر، وترجع مكانته العظيمة في الأديان السماوية لأنه يرتبط بسيدنا موسى عليه السلام، وموسى هو رسول الله الذي أرسله إلى بني إسرائيل ليخرجهم من ظلمات الجهل والشرك والكفر، إلى نور الإيمان بالله عز وجل، والتحرر من استعباد المخلوقات، إلى عبادة الخالق الواحد الأحد.
يحرص الكثير من الأشخاص على الذهاب إلى هذا الجبل والصعود إلى قمته، كما أنه نقطة جذب سياحية مهمة، ويرجع سبب انجذاب الأشخاص إليه إلى طبيعته الخلابة والمدهشة، فعند الصعود إلى قمته يستطيع الأشخاص رؤية سلسلة كبيرة ورائعة من الجبال التي تقع في منطقة جنوب سيناء، كما أن قمته العالية تسمح برؤية شروق الشمس وغروبها بصورة أروع مما يمكن، فيقوم الأشخاص بقطع مسافة كبيرة على أقدامهم والصعود لمسافة عالية وبذل جهد كبير بهدف الاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي أبدع الله عز وجل في خلقها، كما يحرص التابعين للأديان السماوية بزيارة هذا الجبل لما له من قيمة عالية وقدسية كبيرة في الثقافة الدينية.
أُطلق على جبل الطور الكثير من الأسماء المختلفة والتي تحمل معاني متنوعة، فقد سُمي بجبل تابور، وأصل اسم تابور يوناني، ويشير إلى المكان العالي المرتفع، كما أُطلق عليه اسم الطابور، وقد أوضح الباحثون أن اسم طابور يرجع أصله إلى لغة يطلق على الأوغاريت، وعُرفت تلك اللغة في سوريا، وبالتحديد في منطقة رأس الشمر، وكلمة طابور تشير إلى النور والضوء الساطع، وذلك لأن أصحاب تلك اللغة كانوا يعبدون إله النور الذي يُسمى طابور عليه، كما يُسمى جبل الطور بجبل التجلي في الديانة المسيحية، وسبب تسميته بهذا الاسم هو أن المسيح عيسى عليه السلام تجلي عليه عندما صعد برفقة تلاميذه بطرس ويوحنا ويعقوب إلى قمة هذا الجبل ليبتعدوا فيه، فبالرغم من اختلاف المسميات له، إلا أنه من المؤكد أن لجبل الطور مكانة عظيمة ومقدسة في كافة الأديان والمعتقدات.