الصدق والأمان من الصفات التي يجب على كل مسلم التحلي بها في حياته، سواء كان في التجارة أو في كافة أمور الحياة المختلفة، وبالتالي يمكننا عرض العديد من القصص عن الصدق في التجارة من خلال موقع موسوعة.
قصص عن الصدق في التجارة
الصدق والأمانه في التجارة عن سبب للبركة في الأموال، وبالتالي يمكن التعرف على القصة من خلال ما يلي:
تعد من أهم وأبرز القصص على الإطلاق هي قصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع السيدة خديجة.
حيث كانت السيدة خديجة رضي الله عنها هي من أشرف الخلق في بني قريش، كما أنها كانت تمتلك مال تستأجر فيه الرجال ليتاجروا لها بمالها، وعندما سمعت عن أخلاق النبي وصدقته وكرمه، وعظم أمانته، عرت عليه أن يتاجر بمالها في الشام وتعطيه أجراً مضاعفاً عن الأجر الذي كانت تعطيه للرجال الآخرين الذين كانوا يتاجرون بمالها.
وقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم عرض السيدة خديجة وقد سافر مع غلامه ميسرة، ومن ثم وصل إلى الشام وباع السلعة التي خرج فيها من مكة، واشترى سلع من بلاد الشام، وعاد إلى مكة بها، وعندما ابتاعت السيدة خديجة السلع التي قدم فيها النبي لها ربحت الضعف.
وبعد ذلك أعطت السيدة خديجة للنبي الأجر الذي اتفقت عليه معه، فكان في تجارة النبي بمال السيدة خديجة الكثير من المنافع والفوائد التي عادت على النبي، فغير المال الذي تلقاه جراء تجارته، والمنفعة التي طالت السيدة خديجة في تجارتها، فكانت بلاد الشام نركز لدعوة النبي، ونشر تعاليم الدين فيها.
وقد ذاع صيت النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الحميدة، كما كانت سماحة نفسه، وأمانته، وصدقه في البيع سبباً لزواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها.
قصص عن الصدق والأمانه في عهد الرسول
من أفضل القصص التي جاءت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هي القصة التي جرت مع الإعرابي والذي خرج إلى المعركة مع الرسول وكانت لا يوجد له أغراض دنيوية، وبالتالي يمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
روى شداد بن الهاد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أنَّ رجلًا مِنَ الأعرابِ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فآمَنَ بِهِ واتَّبعَهُ وقالَ: أُهاجرُ معَكَ فأوصى بِهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعضَ أصحابِهِ فلمَّا كانَت غزوةٌ، غنِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيها أشياءَ، فقَسمَ وقسمَ لَهُ فأعطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ لَهُ وَكانَ يرعى ظَهْرَهُم، فلمَّا جاءَ دفَعوا إليهِ فقالَ: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قَسمَهُ لَكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ. فأخذَهُ فجاءَ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا مُحمَّدُ، ما هذا؟ قالَ: قَسمتُهُ لَكَ، قالَ: ما على هذا اتَّبعتُكَ، ولَكِنِّي اتَّبعتُكَ على أن أُرمَى هاهُنا وأشارَ إلى حلقِهِ بسَهْمٍ فأموتَ وأدخلَ الجنَّةَ، فقالَ: إن تَصدُقِ اللَّهَ يَصدُقْكَ فلبثوا قليلًا، ثمَّ نَهَضوا إلى العدوِّ، فأتى بِهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُحمَلُ، قد أصابَهُ سَهْمٌ حيثُ أشارَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أَهوَ هوَ؟ قالوا: نعَم قالَ: صدقَ اللَّهَ فصدقَهُ وَكَفَّنَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في جُبَّةٍ، ثمَّ قدَّمَهُ فصلَّى عليهِ، فَكانَ مِمَّا ظَهَرَ مِن صلاتِهِ عليهِ: اللَّهمَّ إنَّ هذا عَبدُكَ، خرجَ مُهاجرًا في سبيلِكَ، فقُتلَ شَهيدًا، أَنا شَهيدٌ علَيهِ”.
قصة عن الصدق والأمانه للأطفال
من أجمل القصص التي يمكن روايتها للأطفال لتوضيح مدى أهمية الصدق والأمانه، ويمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
عرف نبي الله صلى الله عليه وسلم بصدقه وأمانته، حيث اشتهر وسط الناس بالصادق الأمين، وحتى الكفار اعترفوا بذلك.
فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما عندما نزلت الآية 214 من سورة الشعراء: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}.
حيث قال: “لمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ورَهْطَك منهم المُخلَصينَ قال: وهنَّ في قراءةِ عبدِ اللهِ، خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى الصَّفا فصعِد عليها ثمَّ نادى: (يا صَبَاحاه) فاجتمَع النَّاسُ إليه فبيْنَ رجُلٍ يجيءُ وبيْنَ رجُلٍ يبعَثُ رسولَه فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يا بني عبدِ المُطَّلبِ يا بني فِهْرٍ يا بني عبدِ مَنافٍ يا بني يا بني أرأَيْتُم لو أخبَرْتُكم أنَّ خَيلًا بسَفْحِ هذا الجبلِ تُريدُ أنْ تُغِيرَ عليكم أصدَّقْتُموني) ؟ قالوا: نَعم قال: فإنِّي ({نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: 46]) فقال أبو لَهَبٍ: تبًّا لك سائرَ اليومِ أمَا دعَوْتُمونا إلَّا لهذا ثمَّ قام فنزَلت: ({تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] وقد تَبَّ وقالوا: ما جرَّبْنا عليك كذِبًا”، أخرجه البخاري، ومسلم باختلاف يسير.
وعندما كان أبو سفيان بن حرب يعلم هرقل زعيم الروم وقيصرهم بأخلاق النبي، وصفة الصدق الملازمة له، وورد ذلك في الحديث الصحيح: “[عن عبد الله بن عباس قال:] أَخْبَرَنِي أبو سُفْيَانَ، أنَّ هِرَقْلَ قَالَ له: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أنَّه أمَرَكُمْ بالصَّلَاةِ، والصِّدْقِ، والعَفَافِ، والوَفَاءِ بالعَهْدِ، وأَدَاءِ الأمَانَةِ، قَالَ: وهذِه صِفَةُ نَبِيٍّ”، أخرجه البخاري، ومسلم بنحوه.