يعيش الأفراد مع بعضهم البعض في مجتمع واحد باختلاف الديانات، وكذلك العديد من الاختلافات الطبيعية فيما بينهم، وأكد الله سبحانه وتعالى أن الاختلاف هو من الأمور الطبيعية بين الناس، كما يوجد للاختلاف العديد من الفوائد المختلفة، لذلك يمكن التعرف على دور الاختلاف في اثراء الفكر من خلال موقع موسوعة.
دور الاختلاف في اثراء الفكر
يمكن التعرف على كافة المعلومات المختلفة التي تتحدث في هذا الصدد من خال ما يلي:
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين عم بعضنا البعض، حيث إن للاختلاف فوائد عديدة وذكره الله في كتابه العزيز حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
لذلك فإن الاختلاف هو من الأمور السائدة والطبيعية في كل مكان وزمان ولا بد من التعامل معه بصدر رحب.
بالإضافة إلى أن الاختلاف له دور كبير في إثراء الفكر، وهذا يرجع إلى أننا نتعامل مع مجتمع مختلف إلى حد بعيد.
وبالتالي يكون لكل فرد من الأفراد ثقافة خاصة به وبالتالي تأتي الاستفادة من هنا من خلال تبادل الثقافات ووجود المعرفة.
فوائد الاختلاف في إثراء الفكر
خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين من حيث الديانات والثقافات واللغات والعديد من الأمور المختلفة، وتوجد العديد من الفوائد المختلفة الناتجة عن هذا الاختلاف ويمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
تفتيح العقول وتغذيتها بالأفكار المختلفة عند تبادلها، فعندما يمتلك كل فرد فكرة تختلف عن الفكرة التي يمتلكها الفرد الآخر فيصبح هناك فكرتين يمكن للفرد أن يستفيد من إحداهما في قضية أخرى لديه.
يعزز من عمليات الإبداع ويثري اللغات والمصطلحات والثقافات بين الأشخاص نتيجة لتبادل المعلومات فيما بينهما.
يؤدي الاختلاف في الفكر دورًا في إثراء المجتمعات، فعندما يعرف كل فرد مختلف السمات التي تؤثر على غيره من الأفراد، فذلك يساعده على رؤية الصورة كاملة خلال بناءه لشخصيته وتكوينها.
يساعد هذا الاختلاف على زيادة إنتاجية المجتمع ماديًا وفكريًا بسبب الثراء الفكري للمجتمع الناتج عن الاختلاف فيه.
يجعل الاختلاف العقول تستوعب مختلف المصطلحات الواردة في الثقافات الأخرى.
يساهم الاختلاف الفكري في خدمة القضايا التي يتم طرحها ولكن بشرط أن يتم استغلاله على النحو الأمثل.
التشبع بالثقافات الأخرى.
تعلم اللغات الأجنبية.
تكوين قاعدة معارف كبيرة من كافة الأعراق.
التعرف على عادات وتقاليد جديدة.
الارتقاء بالذوق العام النابع من الفكر الواسع.
تطور الفكر والسلوك.
تنمية مختلف المهارات وتبادل الثقافات المختلفة.
يساعد على تعزيز مختلف جوانب النقد بين الأشخاص.
كيفية التعامل مع الاختلاف
لكي يتم تحقيق أعلى استفادة من الاختلاف والعمل على تنمية الفكر وإثرائه لا بد من التعامل مع الاختلاف بطرق عديدة، ويمكن معرفتها من خلال ما يلي:
عدم انتقاد الشخص لذاته: انتقاد الأشخاص يقلل من الناقد نفسه، حيث يمكن للمرء أن ينتقد سلوك، أو تصرف، أو يتحدث في اختلاف بينه وبين الآخر، لكن لا يخوض في عرقه أو نسبه أو اسمه.
الاختلاف بهدف التعلم: يجب أن يكون الهدف من الاختلاف والنقاش فيه سامي، كالتعلم من الاختلاف أو الخروج بمعلومة جديدة، أو التثقيف وتبادل الفكر، أما الخلاف بهدف الشعور بالأفضلية وتدليل الذات والبرهنة على أنك الأفضل فهذا لا يعد أختلاف بل انحطاط أخلاقي، غير مقبول على كافة المستويات.
الالتزام بأدب الحوار: أدب الحوار أهم من الحوار ذاته، فإن الالتزام بها من تعاليم الدين، فالتعدي وتخطي حدود أداب الحوار يفقده أهميه، كما يذيب الود بين المتحاورين، ويسبب الكراهية والعداوات.
تحديد الهدف: يجب وضع المتحاور نصب عينه إنه يتحاور للوصول لنتيجة، فعدم تجديد الهدف من الحوار يفقده أهم قوائمه، ويجب أن يكون الهدف الأسمى في الحوار هو آلا نفقد صداقتنا.
الاحتفاظ بالإيجابيات وتجنب السلبيات: ينتج عن أي اختلاف فكري مجموعة من الإيجابيات والسلبيات، وفي تلك الحالة يجب الاستفادة من الأفكار الإيجابية وتجنب السلبي منها، فذلك يساهم في إثراء الفكر من خلال زيادة التعاون بين مختلف الناس وتبادل الثقافات المختلفة فيما بينهم.
تقبل الآخر: حيث يجب على المتحاور أن يكون متقبل لمن يتحدث إليه، ولا يشعره بالدونية والانحطاط، ولا يشن هجوم عليه ولا يتهمه بأنه أقل منه في شيء، كما يجب ألا ينحاز إلى رأيه الشخصي وألا يحاول فرض رأيه على غيره.
تقبل الاختلاف ذاته: يجب عدم ترجمة الاختلاف على إنه خلاف، ويجب أن يتعامل على أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية أبداً.
عدم التعصب: فالاختلاف الصحي هو تبادل الآراء المختلفة دون التعصب لأيًا منها.
قواعد لا بد من اتباعها للاستفادة من الاختلاف
يمكننا التعرف على كافة القواعد التي لا بد من اتباعها للاستفادة من الاختلاف من خلال السطور الآتية:
الإصغاء جيدًا إلى حديث الطرف الآخر والتدقيق في الكلمات التي يقولها حتى تُفهم الفكرة التي يطرحها، وهذا بدوره يؤدي إلى احترام اختلاف وجهات النظر.
الإيمان بالاختلاف وتقبله كجزء من العلاقات الإنسانية التي فطر الله عليها بني البشر.
يجب أن يسود الاحترام بين الطرفين، فإذا قام أحد الطرفين بمهاجمة الآخر سينشغل الأخير بالرد عليه والدفاع عن ذاته، وسيتحول النقاش إلى مشادة غير مقبولة.
يجب عند الحديث الاستناد إلى الأدلة والمنطق بما يدعم الرأي الشخصي، حتى لا يكون هذا الحديث مرسل.
قبل مناقشة الفرد لفكرته مع غيره يجب عليه دراستها أولًا والتأكد من صحتها، وفي حال تأكده من خطأها وبأنها لن تكون مفيدة فعليه أن يتراجع عنها.
لا بد على الفرد أن يأخذ رأي الجميع في الفكرة التي يمتلكها قبل أن يعلن أنها صحيحة.
في حالة وجود خلاف شخصي بين طرفي الحديث يجب عليهما تنحية هذا الخلاف جانبًا والتركيز على القضية المطروحة، وذلك لأن التركيز على تلك الخلافات سيؤدي إلى تمسك كل طرف برأيه بغض النظر عن صحته.
أسباب الاختلافات بين الناس
الاختلاف بين الناس قائم على الفروقات بين الأفراد في العديد من الأمور المختلفة، ويمكن توضيح ذلك لك من خلال الجدول الآتي:
البيئة والتنشئة
تعكس العوامل البيئية والتنشئة الفروق الفردية بين الناس في السلوك، والمواقف، والأساليب، والشخصيات، وغيره، إذ تشملان تأثير الأشخاص، والمجتمع، والثقافة، والعادات، والأفكار، والمثل العليا، والقيم، فيُؤثر ذلك في السلوك بشكل مباشر أو غير مباشر.
تأثير الطبقة والعرق
إنّ الطبقة الاجتماعية والعرق من أسباب الاختلاف بين الناس، حيث يُؤثر ذلك على شخصية كل فرد من الأفراد، وما يتعلق بشخصياتهم وتكوينهم وقدراتهم، فهذا الأمر هو حصيلة البيئة الاجتماعية والجغرافية والثقافية، كما أظهرت العديد من الدراسات وجود اختلافات وفروق في نمط الحياة بين الأمريكيين والزنوج والصينيين واليابانيين والإنجليز والهنود.
العمر
العمر أحد أسباب الاختلاف بين الناس، حيث إنّ الطفل والشاب وكبير السن يختلفان عن بعضهم بسبب فارق السن، كما أنّ هذا الأمر يُؤثر على مستوى التعلم والقدرة على التكيف، حيث تزداد القدرة على التعلم والتكيف بشكل طبيعي مع تقدم العمر، وعندما يكبر الإنسان يُمكن أن تزداد مسؤولياته الاجتماعية، ويكون أقدر على التعامل مع عواطفه، وذلك على عكس الطفل الذي لا يستطيع التحكم بمشاعره، ويحتاج إلى التدرج في التعلم.
الوضع الاقتصادي والتعليم
إنّ أحد أسباب الاختلاف بين الناس تكون نتيجة الحالة الاقتصادية ومستوى التعليم، وهذا بدوره يُؤثر على التقدم في مناحي الحياة المختلفة، فهناك فجوة واسعة في سلوكيات الأشخاص المتعلمين وغير المتعلمين، حيث يُؤثر ذلك على السمات الاجتماعية والعاطفية والفكرية؛ لما لتعليم من أهمية كبرى في التنمية الاجتماعية والفردية.
المعتقدات الدينية
إنّ المعتقدات الدينية أحد أسباب الاختلاف بين الناس؛ لأنّها ترتبط بمفاهيم ومعتقدات والاهتمامات والطقوس التي يتبعها مجموعةً من الناس، مما يُؤثر على سلوكهم وطريقة نظرتهم وتقديرهم للأمور في الحياة.