نتحدث اليوم عن نواسخ المبتدأ والخبر من والنواسخ هي الأفعال والحروف التي تغير إعراب المبتدأ والخبر فتجعل المبتدأ اسمًا لها، وتجعل الخبر خبرًا لها، ومنها ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر، ومنها ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، ومنها ما ينصب المبتدأ والخبر، فتابعونا على موسوعة لنتعرف معًا على الأفعال الناسخة والحروف الناسخة مع الأمثلة التي توضحها إن شاء الله تعالى.
الحروف الناسخة والافعال الناسخة وعملها
الافعال الناسخة مع الامثلة
كان واخواتها
كان واخواتها هي عبارة عن ثلاثة عشر فعلًا، وهي: {كان – أصبح – ظل – بات – صار – أمسى – ليس – زال – برح – فتيء – انفك – فتيء – دام}:
وهي أفعال ناسخة ترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها.
ومنها ما يعمل بشرط تقدم النفي أو شبه النفي، وهي أربعة أفعال: {زال – برح – فتيء – انفك}، أي يتقدمها: ما أو لا أو هل أو لم، فشبه النفي يعني النهي والاستفهام الإنكاري والدعاء، مثل: ما زال الولد صغيرًا، وا يزال العمل مستمرًا، وما برح العدل أساس الملك، وما فتيء المطر ينزل، ولا تبرحوا نافعين، وهل يزال أبوك نائمًا؟ ولا زال أبوك خيره وفير.
ومنها ما يعمل بشرط تقدم “ما” المصدرية الظرفية، وهو فعل واحد، وهو: {دام}، مثل قوله تعالى: “وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا”.
أما باقي الأفعال فتعمل بلا شرط.
كما أن هناك ما يتصرف تصرفًا ناقصًا من هذه الأفعال، وهو: {زال – انفك – فتيء – برح}، فيأتي منها المضارع والماضي فقط.
ومنها ما هو جامد، فلا يأتي منه سوى الماضي، وهما فعلان: {ليس – دام}.
أما باقي الأفعال فتتصرف تصفًا كاملًا، فيأتي منها الماضي والمضارع والأمر.
كاد واخواتها
كاد وأخواتها عبارة عن أربعة عشر فعلًا، وهي: {كاد – كرب – أوشك – حرى – اخلولق – عسى – أنشأ – طفق – علق – جعل – أخذ – قام – هلهل – هبَّ}، وهي تعمل مثل كان وأخوتها فترفع المبتدأ وتنصب الخبر:
وتنقسم هذه الأفعال بحسب معناها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول ما يدل على المقاربة، وهو: {كاد – كرب – أوشك}، مثل: كادت الشمس تشرق، وكرب الشتاء ينقضي، وأوشك الغمام أن ينقشع.
والقسم الثاني ما يدل على الرجاء، وهو: {عسى – حرى – اخلولق}، مثل: حرى الجو أن يعتدل، واخلولقت السماء أن تمطر، وعسى المريض أن يبرأ.
أما باقي الأفعال فهي تدل على الشروع في الخبر، مثل: أنشأ الشجاع يتقدم، وطفق الجيشان يتقدمان، وعلق الأطفال يبكون.
ويشترط في هذه الأفعال أن يكون خبرها جملةً فعليةً فعلها مضارع، والذي يمكن ان يدخل عليه “أن”.
فيكثر اقتران خبر {عسى – أوشك} بأن، ويقل مع {كاد – كرب}، ويجب مع {حرى – اخلولق}، ويمتنع مع أفعال الشروع وهي باقي الأفعال.
ظن واخواتها
ظن وأخواتها سبعة أفعال وهي: {ظن – حسب – زعم – خال – علم – رأى – وجد}، وهذه الأفعال تنصب المبتدأ ويسمى مفعولًا أولًا، وتنصب الخبر ويسمى مفعولًا ثانيًا، وهي تنقسم بحسب معناها إلى نوعين:
ما يفيد ترجيح الخبر، وهي: {ظن – حسب – زعم – خال}، مثل: ظن الولد العلم سهلًا، وحسبت المعلم حاضرًا، وزعمت عليًا متفوقًا، وخال المسافر القطار سريعًا.
أما باقي الأفعال فتفيد تيقن حصول الخبر، مثل: علمت الصديق وفيًا، ورأيت الاجتهاد أفضل الأعمال، ووجدت العلم أعظم اسباب القوة.
الحروف الناسخة مع الامثلة
ما الحجازية
وهي حرف ناسخ يعمل عمل ليس عند الحجازيين بثلاثة شروط، وهي:
ألا تقع بعدها إنْ الزائدة.
ألا ينتقض نفي خبرها بإلا.
ألا يتقدم خبرها على اسمها.
ومثال ما اجتمعت فيه الشروط قوله تعالى: “ما ها بشرًا”.
أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فهي مهملة تفيد النفي فقط.
إن واخواتها
إن وأخواتها ستة أحرف، وهي: {إنَّ – أنَّ – كأنَّ – لكنَّ – ليت – لعلَّ}، وهي تنصب المبتدأ وترفع الخبر، فالحرفان الأولان للتوكيد والثالث للتشبيه، والرابع للاستدراك، والخامس للتمني والسادس للترجي، مثل: إن الله رحيم بعباده، وعلمت أن الله غفور رحيم، وكأن محمدًا قادمًا، والشمس طالعة لكن الجو ممطر، وليت الشباب دائم، ولعل الله يرحمنا.
لا النافية للجنس
وهي تنفي الخبر عن جنس المبتدأ، وتكون عاملةً بشرط أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وألا يتقدم خبرها على اسمها، ويكون خبرها مرفوعًا، وتكون أحوال اسمها وإعرابه كالتالي:
المضاف: مثل: لا طالب علم مقصر، فيكون اسمها منصوبًا.
الشبيه بالمضاف: مثل: لا باحثًا في العلم متخاذل، فيكون اسمها منصوبًا.
المفرد: مثل: لا مؤمن كذاب، فيبنى على ما ينصب به، فهو هنا مبني على الفتح.
كان ذلك حديثنا اليوم عن الافعال الناسخة والحروف الناسخة، نرجو أن نكون قد وفقنا في عرضه عليكم، ونسأل الله تعالى ان يعلمنا، وأن ينفعنا بما علمنا. إنه ولي ذلك والقادر عليه. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.
