إليكم قصيدة عن الوطن بالفصحى من أهم شعراء العربية على الإطلاق، دائمًا ما تغنى شعراء العربية ببلادهم؛ لما لديهم من شعور عميق بالوطنية، بالإضافة إلى ما يشعرون به من حب لبلادهم في المواقف، والأحداث المختلفة التي تمر على أوطانهم العظيمة، فكم مر على بلادنا العربية من أهوال، وأحداث كثيرة، وحروب، وثورات؛ فما أنقصت من شعور حب الوطن، وما نزعته يومًا، بل دائمًا ما كانت تُزهر هذا الشعور في قلب كل مواطن عربي، وفي هذا المقال قامت موسوعة بعرض أفضل قصائد الشعر لحب الوطن.
المَشرِقانِ عَلَيكَ يَنتَحِبانِ
قاصيهُما في مَأتَمٍ وَالداني.
يا خادِمَ الإِسلامِ أَجرُ مُجاهِدٍ
في اللَهِ مِن خُلدٍ وَمِن رِضوانِ.
لَمّا نُعيتَ إِلى الحِجازِ مَشى الأَسى
في الزائِرينَ وَرُوِّعَ الحَرَمانِ.
السِكَّةُ الكُبرى حِيالَ رُباهُما
مَنكوسَةُ الأَعلامِ وَالقُضبانِ.
لَم تَألُها عِندَ الشَدائِدِ خِدمَةً
في اللَهِ وَالمُختارِ وَالسُلطانِ.
يا لَيتَ مَكَّةَ وَالمَدينَةَ فازَتا
في المَحفِلَينِ بِصَوتِكَ الرَنّانِ.
جارَ التُرابِ وَأَنتَ أَكرَمُ راحِلٍ
ماذا لَقيتَ مِنَ الوُجودِ الفاني.
إِن كانَ لِلأَخلاقِ رُكنٌ قائِمٌ
في هَذِهِ الدُنيا فَأَنتَ الباني.
وِجدانُكَ الحَيُّ المُقيمُ عَلى المَدى
وَلَرُبَّ حَيٍّ مَيتِ الوِجدانِ.
هَل قامَ قَبلَكَ في المَدائِنِ فاتِحٌ
غازٍ بِغَيرِ مُهَنَّدٍ وَسِنانِ.
في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَبِرِّهِ
ما ضَمَّ مِن عُرفٍ وَمِن إِحسانِ.
يَتَساءَلونَ بِأَيِّ قَلبٍ تُرتَقى
بَعدَ المَنابِرِ أَم بِأَيِّ لِسانِ.
لَو أَنَّ أَوطاناً تُصَوَّرُ هَيكَلاً
دَفَنوكَ بَينَ جَوانِحِ الأَوطانِ.
أَو كانَ يُحمَلُ في الجَوارِحِ مَيِّتٌ
حَمَلوكَ في الأَسماعِ وَالأَجفانِ.
أَو كانَ لِلذِكرِ الحَكيمِ بَقِيَّةٌ
لَم تَأتِ بَعدُ رُثيتَ في القُرآنِ.
مَن لِلحَسودِ بِمَيتَةٍ بُلِّغتَها
عَزَّت عَلى كِسرى أَنوشِروانِ.
يا صَبَّ مِصرَ وَيا شَهيدَ غَرامِها
هَذا ثَرى مِصرَ فَنَم بِأَمانِ.
اِخلَع عَلى مِصرَ شَبابَكَ عالِياً
وَاِلبِس شَبابَ الحورِ وَالوِلدانِ.
فَلَعَلَّ مِصراً مِن شَبابِكَ تَرتَدي
مَجداً تَتيهُ بِهِ عَلى البُلدانِ.
فَلَوَ اَنَّ بِالهَرَمَينِ مِن عَزَماتِهِ
بَعضَ المَضاءِ تَحَرَّكَ الهَرَمانِ.
مِصرُ الأَسيفَةُ ريفُها وَصَعيدُها
قَبرٌ أَبَرُّ عَلى عِظامِكَ حاني.
أَقسَمتُ أَنَّكَ في التُرابِ طَهارَةٌ
مَلَكٌ يَهابُ سُؤالَهُ المَلَكانِ.
وطني ! يا أيها النسرُ الذي يغمد منقار اللهبْ
في عيوني,
أين تاريخ العرب؟
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين وغضب.
وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرةْ
وجبيني منزلاً للقُبَّرهْ.
وطني , إنا ولدنا وكبرنا بجراحك
وأكلنا شجر البلّوط…
كي نشهد ميلاد صباحك
أيها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سببْ
أيها الموت الخرافيُّ الذي كان يحب
لم يزل منقارك الأحمر في عينيَّ
سيفاً من لهب…
وأنا لست جديراً بجناحك
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين … وغضب !
علِّقوني على جدائل نخلهْ
واشنقوني … فلن أخون النخلهْ !
هذه الأرض لي… وكنت قديماً
أحلبُ النوق راضياً ومولَّهْ
وطني ليس حزمه من حكايا
ليس ذكرى, وليس قصةً أو نشيداً
ليس ضوءاً على سوالف فُلّهْ
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفلٌ يريد عيداً وقبلهْ
ورياح ضاقت بحجرة سجن
وعجوز يبكي بنيه .. وحلقهْ
هذه الأرض جلد عظمي
وقلبي…
فوق أعشابها يطير كنحلهْ
علِّقوني على جدائل نخلهْ
واشنقوني فلن أخون النخلهْ !
مطر على أشجاره ويدي على
أحجاره , والملح فوق شفاهي
من لي بشبّاك يقي جمر الهوى
من نسمة فوق الرصيف اللاهي ؟
وطني ! عيونك أم غيومٌ ذوَّبت
أوتار قلبي في جراح إلهِ !
هل تأخذنَّ يدي ؟ فسبحان الذي
يحمي غريبا من مذلِّة آهِ
ظلُّ الغريب على الغريب عباءةٌ
تحميه من لسع الأسى التيّاهِ
هل تُلْقِيَنَّ على عراء تسولي
أستار قبر صار بعض ملاهي
لأشمَّ رائحة الذين تنفَّسوا
مهدي… وعطر البرتقال الساهي
وطني ! أُفتِّش عنك فيك فلا أرى
إلاّ شقوق يديك فوق جباهِ
وطني أتفتحُ في الخرائب كوة؟
فالملح ذاب على يدي وشفاهي
مطر على الإسفلتِ, يجرفني إلى
ميناءِ موتانا … وجرحُك ناهِ
وطني ! يعلمني حديدُ سلاسلي
عنف النسور , ورقة المتفائلِ
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا
ميلادَ عاصفةٍ … وعرس جداولِ
سَدُّوا عليَّ النور في زنزانةٍ
فتوهَّجتْ في القلب … شمسُ مشاعلِ
كتبوا على الجدار.. مرج سنابلِ
رسموا على الجدار صورَ قاتلي
فمحتْ ملامحَها ظلالُ جدائلِ
وحفرتُ بالأسنان رسمك دامياً
وكتبتُ أُغنية العذاب الراحلِ
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
وغرزت في شعر الشموس أناملي
والفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا إلاّ وعود زلازلي !
لن يبصروا إلاّ توهُّج جبهتي
لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديساً.. بِزَيّ مُقاتلِ
أَبا الشَعبِ إِطلَع مِن حِجابِكَ يَلتَقي
بِطَرفِكَ مِثلُ العارِضِ المُتَدَفِّقِ.
جَماهيرُ لا يُحصي اليَراعُ عَديدَها
هِيَ الرَملُ إِلّا أَنَّهُ لَم يُنَسَّقِ.
هُوَ الشَعبُ قَد وافاكَ كَالبَحرِ زاخِراً
وَكَالجَيشِ يَقفو فَيلَقٌ إِثرَ فَيلَقِ.
تَطَلَّع تَجِدهُ حَولَ قَصرِكَ واقِفاً
يُحَدِّقُ تَحديقَ المُحِبِّ لِمُوَفَّقِ.
لَقَد لَبِسَتهُ الأَرضُ حِلياً كَأَنَّهُما
أَياديكَ فيهِ لَم تَزَل ذاتُ رَونَقِ.
وَأَلقَت عَلَيهِ الشَمسُ نَظرَةَ عاشِقٍ
غَيورٍ تَلَقّاها بِنَظرَةِ مُشفِقِ.
يَهَشُّ لِمَرآكَ الوَسيمِ وَإِنَّما
يَهَشُّ لِمَرأى الكَوكَبِ المُتَأَلِّقِ.
وَيَعشَقُ مِنكَ البَأسَ وَالحِلمَ وَالنَدى
كَذَلِكَ مَن يَنظُرُ إِلى الحُسنِ يَعشَقِ.
يَكادُ بِهِ يَرقى إِلَيكَ اِشتِياقُهُ
فَيا عَجَباً بَحرٌ إِلى البَدرِ يَرتَقي.
تَفَرَّقَ عَنكَ المُفسِدونَ وَطالَما
رَموا الشَعبَ بَِلتَفريقِ مُقلِقٌ أَيُّ مُقلِقِ.
وَكَم أَقلَقوا في الأَرضِ ثُمَّ تَراجَعوا
يَقولونَ شَعبٌ مُقلِقٌ أَيُّ مُقلِقِ.
وَكَم زَوَّروا عَنهُ الأَراجيفَ وَاِدَّعوا
وَأَيّدَهُم ذَيّاكُمُ الزاهِدِ التَقي.
لِمَن يَرفَعُ الشَكوى وَقَد وَقَفوا لَهُ
عَلى البابِ بِالمِرصادِ فَاِسأَلهُ يَنطُقُ.
وَأَما وَلا واشٍ وَلا مُتَجَسِّسٌ
فَقَد جاءَ يَسعى سَعيَ جَذلانَ شَيِّقِ.
يُطارِحُكَ الحُبَّ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ
وَحَسبُكَ مِنهُ الحُبَّ غَيرَ مُزَوَّقِ.
وَها جَيشُكَ الطامي يَضُجُّ مُكَبِّراً
بِما نالَ مِن عَهدٍ لَدَيكَ وَمَوثِقِ.
يُطَأطِئُ إِجلالاً لِشَخصِكَ أَرأُساً
يُطَأطِئُ إِجلالاً لَها كُلُّ مَفرِقِ.
لِهامٍ مَتى تَنذِر بِهِ الدَهرَ يَصعَقُ
وَإِن يَتَعَرَّض لِلحَوادِثِ تَفَرَّقِ.
يُفاخِرُ بِالسِلمِ الجُيوشَ وَإِنَّهُ
لِأَضرِبَها بِالسَيفِ في كُلِّ مَأزَقِ.
وَأَشجَعَها قَلباً وَأَكرَمَها يَداً
إِذا قالَ لَم يَترُك مَجالاً لِأَحمَقِ.
أَلا أَيُّها الجَيشُ العَظيمُ تَرَفُّقاً
مَلَكتُ قُلوبَ الناسِ بِالعِرفِ فَاِعتِقِ.
وَيا أَيُّها المَلِكُ المُقيمُ بِيَلدِزٍ
أَرى كُلَّ قَلبٍ سِدَّةً لَكَ فَاِرتِقِ.
أَلا حَبَّذا الأَجنادُ غَوثاً لِخائِفٍ
وَيا حَبَّذا الأَحرارُ وَرداً لِمُستَقِ.
وَيا حَبَّذا عيدُ الجُلوسِ فَإِنَّهُ
أَجَلُّ الَّذي وَلّى وَأَجمَلُ ما بَقي.
يَا مَنْ لَهَا شَرفُ الأصَالَةِ
فِي المَصْونَاتِ الغَوَالِي.
وَقَعَتْ إِلَيْكَ صَحِيفَةٌ
سَنْتِيسُ خَطٍّ بِهَا مِثَالِي.
وَأَبَى عَلَيْهِ الفنُّ إِلاَّ
أَنْ يَعَابِثُ بِالظِّلاَلِ.
فَظَنَنْتُهَا مِمَّا يَخُصُّ بِهِ
الكِبَارُ مِن الرِّجَالِ.
وَبَذَلْتِ فِيهَا مَا بَذَلْتِ
تَكَرُّماً وَوَهَبْتِهَا لِي.
مَنْ لِي بِشُكْرٍ فِي
نَفَاسَتِه عَلَى قَدْرِ النَّوَالِ.
فَاصُوغُ وصفَ حِلاَكِ مِنْ
وَحي الحَقِيقَةِ لاَ الخَيَالِ.
وَإِلَيْكِ أُهْدِيهِ وَقَدْ
أَبْلَغْتُهُ حَدَّ الكَمَالِ.
لَكِنَّنِي إِنْ أَسْتَطِعْ
تَصْويرَ مَا بِكِ مِنْ جَمَالِ.
هَلْ يُجْتَلى بِالنَّقْلِ مَا فِي
الأَصْلِ مِنْ شَرَفِ الخِصَالِ.
كانت هذه مجموعة من أجمل أبيات الشعر العربي في حب الأوطان التي كتبها أهم الشعراء في الأوطان العظيمة التي طالما تغنى بحبها الشعراء، وطالما تكاثرت عليها الحروب.