في المقال التالي نعرض لكم معلقة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل شرح الأبيات بالتفصيل، فتلك القصيدة من أشهر المعلقات التي كُتبت في العصر الجاهلي، فقد كتبها الشاعر امرئ القيس الكندي المُلقب بالملك الضليل، في القرن السادس الميلادي، وقد كُتبت القصيدة بغرض الغزل والوصف، فبدأها الشاعر بالوقوف على الأطلال، وغزل الحبيبة، ووصف الخيل والليل، ورحلات الصيد، وفي السطور التالية من موسوعة نوضح لكم شرح الأبيات بالتفصيل.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل شرح الابيات
امرؤ القيس قفا نبكي مع الشرح
تقول قصيدة امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل، بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
كأني غداة البين يوم تحملوا، لدي سمرات الحي ناقف حنظل.
وقوفاً بها صحبي على مطيهم، يقولون لا تهلك أسى وتحمل.
وليل كموج البحر أرخي سدوله، على بأنواع الهموم ليبتلي.
فقلت له لما تمطي بصلبه، وأردف أعجازاً وناء بكلكل.
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل، بصبح وما الإصباح منك بأمثل.
وقد اغتدي والطير في وكناتها، بمنجرد فيد الاوابد هيكل.
له أيطلا ظبي وساقا نعامة، وإرخاء سرحان وتقريب تتفل.
فعن لنا سرب كأن نعاجه، عذارة دوار في الملاء المذيل.
فعادى عداءً بين ثور ونعجة، دراكاً ولم ينضح بماء فيغسل.
وظل طهاة اللحم ما بين منضج، صفيف شواء أو قدير معجل.
تحليل معلقة امرؤ القيس قفا نبكي
شرح الأبيات الأولى
في البداية، بدأ امرؤ القيس قصيدته بالبكاء على الأطلال، وهي عادة معروفة عند شعراء الجاهلية، ومن ثم ذكر الحزن علي حبيبته، فيتكلم الشاعر في الأبيات مع صاحبه ويقول له فلنبكي على حبيبتي التي فارقتني، وعلى ذكرى منزل خرجت منه.
ثم يستكمل الأبيات ويقول أنه لحظة توديع البيت وتوديع المحبوبة وقف يبكي وعيناه تدمع بحرقة مثل الحنظل، وألم هذا البكاء في حلقه، وعينه، وأنفه.
ثم يقول أنه في وقت بكائه جاءه أصحابه يقولون له لا تترك نفسك للأحزان، فتهلك من شدة الحزن على ما فقدت، وحاول أن تظهر أمام الناس في مشهد أقوى ولا تظهر حزنك لهم.
ثم ينتقل الشاعر للحديث عن ذكرياته مع الليل، فيقول أنه جلس في الكثير من الليالي وحيداً بدون مؤنس له حين يشتد الظلام الحالك، ويقول أن هذا الليل يختبر الشاعر في قوة تحمله وشجاعته وصبره.
ثم تطول فترة الليل تلك على الشاعر ويمتد لوقت طويل، فيبدأ الشاعر في مخاطبة الليل ومحاورته، وكل تلك الأبيات كناية عن الحزن الكبير الذي يشعر به كاتب الأبيات، وكناية عن الشدائد والهموم التي يواجهها.
ثم يأمر الليل بأن يذهب بعيداً عنه حتى يتخلص من أحزانه، ويقول له اذهب حتى يأتي نور الصباح ويخلصني منك، لكنه يتبع كلامه قائلاً أنه يعاني من الحزن في الصباح مثلما يعاني منه في ظلمات الليل.
شرح الأبيات الثانية
ويكمل الشاعر أبياته بوصف شجاعته في ركوب الخيل ووصف مهارة الفروسية التي يمتلكها وهو يركب على فرس سريع في الركض له شعر قصير وضخم الحجم.
فيقوم الشاعر بوصف الفرس وبمدى قوته على خوض القتال والحروب والكر والفر سريعاً، والإقبال والإدبار، كما يصف سرعة الفرس بسرعة سقوط حجر كبير من قمة عالية.
ويشبه خاصرتي الفرس بخصرتي الظبي، ويشبه ساقه بساق النعامة، وأنه يسير كالذئب، وأن عداوته للآخرين مثل عداوة الثعلب، ففي هذا البيت استخدم الشاعر أربع تشبيهات.
ثم انتقل ليصف رحلات الصيد التي كان يقوم باصطياد البقر الوحشي فيها، ويصف تحرك هذا البقر بأنه حسن مثل حركة الفتيات العذارى.
ثم يقول أنه فرسه كان يركض سريعاً، حتى استطاع النيل من بقرة وثور في وقت واحد وبأقل مجهود.
ثم يرجع الشاعر باللحم الذي اصطاده ليطبخه الخدم بالشواء على الحجارة، ويضعون بعضه في قدر على النار يجعله ينضج سريعاً.