الأب من أهم النعم التي ينعم الله عز وجل بها على الإنسان؛ لذا تقدم الموسوعة صور عن الاب ؛ فلقد أمر الله عز وجل الناس بطاعة الوالدين في حياتهما، وذلك بالإحسان إليهما، وبعد مماتهما، وذلك بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، ولقد قَرَن الله جل شأنه طاعة الوالدين بطاعته سبحانه وتعالى، وهذا دليلٌ على أن طاعة الوالدين واجبةٌ، كما أنه دليلٌ على أن طاعة الوالدين من طاعة الله عز وجل، وغضب الوالدين من غضب الله عز وجل، فيجب على الإنسان أن يُراعيَ حقوق والديه، وأن يُحسنا إليهما في كبرهما، كما ربياه في صغره؛ حتى كبر، فالأب هو الجسر الذي تسير عليه لكي تبني مستقبلك، هو الوحيد في هذا العالم الذي يُريدك أن تكون أفضل منه، وكيف لا؟ وأنت تحمل اسمه، فهيا معًا نرى صورًا عن الأب.
إن للأب دورٌ كبيرٌ في بناء الأسرة، التي من خلالها يُبنى المجتمع، فالأب هو الذي يحمل على عاتقه متطلبات الأسرة، فهو الذي يسهر الليالي في عمله؛ حتى يُوفر الحياة السعيدة لأبنائه؛ وذلك بتوفير الجانب المادي، والجانب المعنوي لهمن كما أنه له دور مهم في مساعدة الأم في تربية أطفاله الصغار، كما أنه ركن رئيسيٌّ من أركان الأسرة، هذا الركن متى فُقد لن تستطيع السرة أن تبنيَ مستقبلًا مشرقًا، فالأسرة كالسفينة، وكما أن للسفينة قبطانًا يُحرك السفينة ويُوجهها، فكذلك للأسرةِ قائدٌ وموجهٌ وهو الأب؛ فهو الذي يُوزّع الأدوار التي يقوم بها كل فردٍ من أفراد السرة، وهو الذي يُخطط لأفراد الأسرة الخطط اللازمة في تأمين مستقبلهم، وتوفير حياة أكثر سعادةً.
وللأب على أولاده واجبات لا بد لهم من القيام بها، وأهم تلك الواجبات هي الاحترام؛ فالابن لا بد وأن يُوقر أباه في كل مكانٍ يتواجد معه فيه، بل وفي كل مجلسٍ يجلس فيه، فهو صاحب الفضل بعد الله عز وجل في أن يكون على الحالة التي فيها الآن، كذلك يجب على الابن أن يرعى أباه في كبره كما رعاه في صغره؛ فالأب حينما يتقدم به السن لا يستطيع القيام بأعمالٍ كثيرةٍ، فلا بد أن يُساعده ابنه في القيام بهذه الأعمال، وفي جعله طوال الوقت سعيدًا، كما كان يفعل هو مع الابن حينما كان صغيرًا.
ولقد وردت آيات كثيرةٌ تدل على وجوب طاعة الوالدين، حتى إن الآيات قد نصّت على الإحسان إلى الوالدين، وزيارتهما، ورعايتهما؛ حتى وإن كانا كافرين، فما بالك إن كانا مُسلمين، فالوالدين سببٌ فرعيٌّ في تواجدك بعد السبب الأصلي وهو الله عز وجل؛ فيجب عليك أن تكون بارًّا بهما، وأن لا تقل لهما ما يُغضبها؛ لأن ما تقدمه لوالديك، هو دينٌ سيرده لك أولادك؛ فاحرص على أن تكون من السعداء.