من هو ابن سيرين ؟، سؤال نوضح لك إجابته في موسوعة، يعد الإمام محمد بن سيرين من أشهر علماء الفقه وعلم التفسير وعلم تفسير الأحلام الذي اشتهر ببراعته فيه، إذ أنه يعد من أهم فقهاء تفسير الأحلام وقد اجتهد في تفسير مختلف الرؤى، كما أنه كان مشهورًا بورعه وعلمه المتسع نظرًا لأنه عايش الكثير من الصحابة.
وقد نال استحسان وثناء من العديد من العلماء من أبرزهم مورق العجلي الذي قال عنه:”ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين“، كما قال عنه محمد بن جرير الطبري:”كان ابن سيرين فقيهًا، عالمًا، ورعًا، أديبًا، كثير الحديث، صدوقًا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك، وهو حجة“، وقد قال عنه ابن عون:”كان محمد يأتي بالحديث على حروفه“.
من هو ابن سيرين
اسمه الحقيقي أبو بكر ابن أبي عمرة محمد بن سيرين، ولد في عام 33 هجريًا بالبصرة في فترة خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
يرجع أصلة إلى جرجرايا ببغداد، وكان لديه خمس أخوات وهم: خالد، محمد، أنس، معبد، يحيى، حفصة.
كان والده يعمل حدادًا ويملكه أنس بن مالك، أما والدته فكانت تُدعى صفية وهي من الحجاز وكانت أمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
عايش بن سيرين العديد من الصحابة ونال منهم العلم والفقه من بينهم: عبد الله بن زبير، زيد بن ثابت، أنس بن مالك، أبي هريرة، عمران بن الحصين، عبد الله بن عمر، عبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
تتلمذ على يده على العديد من العلماء من بينهم: هشان بن حسان، ابن عون، قتادة بن دعامة، مهدي بن ميمون، عوف الأعرابي، يونس بن عبيد، خالد الحذاء، قرة بن خالد.
صفات ابن سيرين
الورع والتقوى
من أبرز الصفات التي اتصف بها ابن سيرين الورع والتقوى، فمن أبرز المواقف التي تدل على ورعه أنه سمع شخص ما يسب الحجاج بن يوسف والذي كان قد توفي.
عندما سمع ابن سيرين سب الحجاج بن يوسف قال لمن يسبه :”صه يا ابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد”.
كما أنه كان يقبل على طاعة الله ليلاً بعد أن يعود من عمله في التجارة، حيث كان يصلي قيام الليل ويتلو القرآن الكريم.
كان يقبل كثيرًا على قراءة القرآن الكريم حيث كان يخصص له 7 أوراد يوميًا.
كما أنه كان يصوم صيام النبي داود.
كما أن ورع وتقوى ابن سيرين أضفى له الهيبة بين الناس ممن يعرفوه، فعندما يروه الناس في الطريق يبدأون بذكر الله حيث ينتبهون له.
مناصرة الحق
بجانب شهرته بالورع، فإنه من بين الصفات الأخرى التي اشتهر بها كانت أنه يناصر الحق ولا يخاف الله لومة لائم.
من أبرز المواقف التي تدل على نصرته للحق، أنه حينما سُئل من والي بني أمية حيث قال “كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر؟”، كان رد ابن سيرين:””تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ. فغمزه ابن أخيه بمنكبه”»، فالتفت إليه قائلا: “إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)”.
بر الوالدين
كان ابن سيرين شديد البر بوالدته حيث كان يتحدث إليها بصوت منخفض لا يرفع صوته عليها.
من بين مظاهر بره لوالدته صبغ ثيابها في العيد، وشراء لها أجود الثياب.
الأمانة
اتصف ابن سيرين بأمانته والتي برزت في تجارته، فكان حريصًا على عدم الغش في تجارته.
من بين المواقف التي تدل على أمانته أنه كان يرغب في بيع الزيت حتى يستطيع سد ديونه فلم يتمكن من بيعه بل صبه بالكامل حتى لا يشتريه أحد، مما ترتب على ذلك أنه تعرض للحبس بسبب عدم رد الدين.
بجانب صفتي الورع ومناصرة الحق فإنه من صفاته الأخرى ما يلي:
كان يحرص على عدم الخوض في أعراض الناس والتحدث عنهم بسوء.
كان لا يحب أن يظهر طاعته لله أمام الناس، حيث كان يقبل على طاعة الله ليلاً.
الصفات الشكلية لابن سيرين
اتصف ابن سيرين بقصر طوله بلحية طويلة ومفرق الشعر.
كما عرُف عنه بأنه مخضب بالحناء.
أما عن مظهره في الملبس فكان يرتدي عمة على رأسه، إلى جانب الوشاح الذي يضعه على كتفه، إلى جانب أفخم أنواع الثياب، فحينما يحل موسم الشتاء كان يرتدي ثياب من الفراء..
عمله في الرواية والفقه
من أبرز العوامل التي ساعدت ابن سيرين في العمل بالرواية والفقه أنه كان متصل بالكثير من الصحابة الذين نهل منهم العلم والفقه، وقد بلغ عدد الصحابة 30 صحابي.
عمل ابن سيرين في رواية الحديث كما هو دون تغيير أي شيء فيه حيث قال عنه ابن عون ” كان محمد بن سيرين يحدث بالحديث على حروفه”.
أما في الفقه فقد كان دراسًا بالأمور التي حللها وحرمها الله، ولكن كان يبرز تورعه إذا سئُل في الحلال والحرام حيث قال عنه الأشعث “كنا إذا جلسنا إليه حدثنا وتحدثنا وضحك وسأل عن الأخبار، فإذا سئل عن شيء من الفقه والحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان”
عمله في تفسير الأحلام
عمل ابن سيرين في تفسير العديد من الرؤى، فقد روى رجلاً حلم أنه كان يقوم بحراثة أرض لا تنبت فكان تفسير له قائلاً :”أنت تعزل عن امرأتك”.
وعندما جاءه رجل يروى له أنه رأى في الحلم أنه يلعق غسل من جام فقال له ابن سيرين:”اتَّق الله وعاود القرآن فإنَّك قرأته ثم نسيته”.
يُنسب لابن سيرين كتابًا لتفسير الأحلام، ولكن الكثير أشار إلى أن هذا الكتاب لم يؤلفه حيث أنه يعد مجرد كتابًا مترجمًا عن ابن سيرين، كما أن البعض أشار إلى أن هذا الكتاب يضم تفسيرات خاصة بابن سيرين مجموعة في مؤلف واحد.
من أبرز المشكيين في نسبة هذا الكتاب لابن سيرين كارل بروكلمان والزركلي.
أما عن أبرز ممن جزموا بأن هذا الكتاب منسوب لابن سيرين فهم باسل البريدي ومحمود طعمة الحلبي.
وفاة ابن سيرين
توفي ابن سيرين عن عمر يناهز 77 عامًا وذلك في عام 110 هـ، وقد تم دفن جثمانه في البصرة.
يوجد له ضريح في مرقد الحسن البصري، إذ أن توفي بعد وفاة الحسن البصري بمدة بلغت 110 يوم.
أوصى أولاده بأن يتقوا الله حيث قال ابن عون “كانت وصية محمد بن سيرين لأهله وبنيه: «أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين وأوصاهم بما أوصى به».
وبهذا نكون قد تعرفنا على من هو ابن سيرين حيث عرضنا لك مولده ونشأته، إلى جانب أبرز صفاته الخلقية والشكلية، بالإضافة إلى عمله في الرواية والحديث وتفسير الأحلام ووقت وفاته.
وللمزيد يمكنك متابعة ما يلي من الموسوعة العربية الشاملة: