وُلد ليوناردو دافنشي في اليوم لخامس عشر من شهر نيسان لسنة 1452 ميلادياً، وكانت ولادته في إيطاليا، وبالتحديد في مدينة توساكانا التي تقع بالقرب من مدينة فينشي، وقضى طفولته مع أُمه، وعند بلوغه سن الخمسة أعوان انتقل ليكمل حياته مع والده، فنشأ وترعرع في كنفه، وساعده والده على تلقي العلوم المختلفة، فعلمه القراءة والكتابة، كما حرص على تعليمه أساسيات الحساب والرياضة، وعند بلوغ دافنشي عامه الخامس عشر، لاحظ أبيه أن ولده يمتلك موهبة الرسم، فحرص على تدريبه، وأرسله إلى الفنان أندريا ديل فيروشيو ليعلمه الرسم ويدربه عليه، فتعلم دافنشي الرسم والنحت، وعند إتمامه العشرين عاماً التحق بنقابة الفنانين، وعند بلوغه عامه الثلاثين، أقدم على دراسة الهندسة والرياضيات.
وقد انتقل دافنشي إلى ميلانو في عام 1482 ميلادياً بهدف العمل لخدمة الدوق، وظل في عمله لأكثر من سبعة عشر عاماً، حتى تم إدراج اسمه كرسام ومهندس معماري في سجلات العائلة المالكة في الدولة آنذاك، واستطاع أن يحصل على التقدير الكبير من الجميع، وأصبح في منزلة عالية، كما كان الدوق يستشيره في الأمور العسكرية وأمور الهندسة، وطوال حياته قد قدم العديد من الأعمال الفنية الرائعة، والتي خلدها التاريخ حتى يومنا هذا، ومن أشهر أعماله الفنية لوحة الموناليزا، ولوحة العشاء الأخير، ولوحة معركة أنغياري، وسنعرض عليكم في الفقرات التالية نبذة مختصرة عن كل لوحة.
تُعد تلك اللوحة من أشهر أعمال ليوناردو دافنشي الفنية، وقد رسم تلك اللوحة بأمر من الدوق، الذي كان يرغب في وضع اللوحة في كنيسة سانتا ماريا ديلي غراسي، وبالتحديد في قاعة تناول الطعام بالكنيسة، فبدأ دافنشي برسم اللوحة في عام 1495 ميلادياً، واستغرق ثلاث سنوات في رسمها، حتى انتهى منها في عام 1498 ميلادياً، وفي تلك اللوحة قام برسم المسيح بصُحبة اثني عشر رجلاً يتناولون الطعام في ليلة عيد الفصح.
بدء دافنشي في رسم لوحة الموناليزا في عام 1503 ميلادياً، حتى انتهى منها في عام 1506 ميلادياً، وفي تلك اللوحة قام برسم صورة امرأة تبتسم ابتسامة بسيطة وغامضة، وانتشرت الأقاويل حول هوية تلك المرأة، فهناك من قال أن هويتها مجهولة، وهناك من قال أن تلك اللوحة تشير إلى زوجة أحد التُجار وكان اسمها ليزا ديل جيوكوندو، وتم وضع تلك اللوحة في باريس وبالتحديد في متحف اللوفر، ويذهب الزوار من كل أنحاء العالم لرؤيتها ومعرفة مدى إبداع أعمال دافنشي.
قام دافنشي برسم لوحة معركة أنغياري ليتم تزيين بها جدار قاعة المجلس التي توجد بقصر فيكو، وقد رسمها في عام 1503 ميلادياً، ومن الجدير بالذكر أن تلك اللوحة قد تلفت قبل الانتهاء من رسمها، وذلك لأن دافنشي قرر أن يكون حجمها ضخماً للغاية، فظل سنوات عديدة يرسمها، حتى لم يستطيع الانتهاء منها.