تقدم موسوعة في ذلك المقال صفات الامام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى صاحب التاريخ العظيم والسيرة العطرة الغنية بالإنجازات التي قام بتقديمها للمملكة العربية السعودية كان ولا زال الشعب السعودي والعالم العربي يستفيد منه ويتمتع بأثرها حتى الآن، فهم قائد البطولات التي تمت من أجل قيام إمارة الدرعية الذي يمثل أول الأسماء التي إطلاقها على الدولة السعودية الأولى.
حيث مرت المملكة بمراحل عديدة ومختلفة قبل أن يتم توحيدها والتي كانت عبارة عن مناطق وأراضي متفرقة بشبه الجزيرة العربية إلى أن تم توحيدها وتأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود والتي ظلت منذ ذلك الوقت في التوسع حتى بلغت ذلك المبلغ من الازدهار والتقدم في كافة النواحي، ونظراً لتلك الإنجازات العظيمة تتجه رغبة الكثيرون إلى التعرف على صفاته وتفاصيل حياته الاجتماعية والسياسية.
هو الإمام (محمد بن سعود بن محمد آل مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي) يرجع أصله إلى بني حنيفة الذين قاموا بتأسيس دولتهم الأولى منذ عصر قبل الإسلام بوادي العرض المسمى أيضاً بوادي حنيفة نسبةً لحنيفة بن لجيم الذي يمثل مقر قبيلة بني حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، كما تمت تسمية وادي اليمامة بوادي حنيفة، وقد استطاع الإمام محمد بن سعود في وقت وجيز من وضع حجر الأساس للدولة السعودية من خلال مد نفوذه بالمنطقة وعلاقته الطيبة بين مختلف القبائل.
حرص الإمام محمد بن سعود على بث الأمن والاستقرار بكافة أنحاء مدينة الدرعية حتى صارت ذات قوة كبيرة ونفوذ مستقرة عن طريق ما أقامه من علاقات فيما بين القبائل والحواضر المحيطة بالدرعية، وقد ساعد ذلك الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على تأييد توليه الإمامة الإصلاحية التي كان قد بدأ بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من أجل إقامة الدولة ونشر كافة المبادئ الدعوية المرتكزة أساساً على مبادئ الإسلام الحنيف.
ومن أبرز الصفات التي عرفت عن الإمام محمد بن سعود واشتهر بها حيث كان لها أثر بالغ في إدارة شؤون الدولة ما كان يتمتع به من قوة شخصية وشجاعة، تمسكه بالعدل والحزم، الحكمة في القيادة والحكم، الحرص على رعاية شؤون جميع السعوديين وبشكل خاص الأرامل والمحتاجين، إلى جانب اتصافه بالتدين الشديد ومخافة الله تعالى في القول والفعل.
ليست الصفات مجرد عبارات تقال على سبيل المدح بل إن أفعال الإمام محمد بن سعود خير دليل على ما كان يتصف به من صفات محمودة تترأسها الحكمة والعقلانية فيما كان يقوم به من أفعال وما يصدر عنه من أقوال والتي بدأت بالظهور منذ اتفاقه واتحاده مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي الذي كان فقيه وداعية بالدين الإسلامي يسعى إلى تطهير الدولة الإسلامية وأراضي شبه الجزيرة العربية من الدجل والمعاصي.
ولكي يتم توطيد العلاقة بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب قاما بتزويج الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود من ابنة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكانت الانطلاقة لدعوة كلاً من الإمام والشيخ من مدينة الدرعية (المنطقة الوسطى بجانب مدينة الرياض العاصمة الحالية للمملكة)، وقد وصف المؤرخون الإمام محمد بن سعود بالوفاء والسيرة الحسنة، سخي حسن المعاملة، كما وصفه جون فيلبي (بأنه كان يتحلى بتقوى وإنسانية أكثر من شجاعة وأقدام في الحروب).
على الرغم من المشاكل والصراعات التي تعرضت لها الدولة السعودية الأولى إلا أنها تمكنت من التصدي لها والوقوف حتى أصبحت دولة عظيمة متقدمة من تزدهر بالعلوم والمعارف وكلاً من النواحي الاقتصادية والعلمية كل ذلك قد حدث على يد حكامها الأربعة وهم بالترتيب:
للإمام محمد بن سعود شجرة عائلة ونسب عريق يمتد حتى الآن حيث إن حكم المملكة العربية السعودية لم يخرج من نسبه وعائلته حتى اليوم، إذ توالى على المملكة ملوك وحكام عظماء قدموا لها الخدمات بإخلاص وجهد على نهج جدهم محمد بن سعود رحمه الله وقد كان له ثلاث إخوة هم (ثنيان بن سعود، مشاري بن سعود، وفرحان بن سعود)، أما عن الأبناء والأحفاد فهم:
وقد توفي الإمام محمد بن سعود رحمه الله عام 1179 هـ/1765م، وقد خلفه وتولى بعده الحكم ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود حتى انتهى حكمه حين تعرض للاغتيال بالعشر الأواخر من شهر رجب عام (1218 هـ)، تلاه في الحكم الإمام سعود الذي وافته المنية خلال قيادته لمسيرة صد حملات عثمانية كانت آتية من مصر يقودها محمد علي باشا عام (1228هـ)، وبعده تمت مبايعة الإمام عبد الله الذي استمر في مواصلة الحروب والذي ما لبث أن فشل نتيجة عدم التزامه بما أوصاه به والده حين قال (لا تقاتل الترك بأرض مكشوفة).