الصحابي الذي قامت الملائكة بتغسيله هو حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، وكان من أقرب الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، كان حنظلة من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام من الأنصار، وقد رافق النبي دائماً وسعى لتعلم تعاليم الشريعة الإسلامية منه، كما هاجر مع النبي عليه الصلاة والسلام ومع الصحابة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لمحاربة المشركين وقتالهم،ومن الجدير بالذكر أنه قد نصر الإسلام بقلبه وبلسانه وبيده، فكان أبيه يعادي الشريعة الإسلامية ويعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاول إبعاد ابنه عن الصحابة، ولكن لم يتأثر حنظلة، بل زاد تعلقه بالله وبالدين وبالنبي عليه الصلاة والسلام.
استشهد الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه في غزوة أحد، وكان لحنظلة قصة مؤثرة عن استشهاده، فقد ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له أنه يرغب في الزواج من جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول، فزوجه إياها النبي عليه الصلاة والسلام، ومن ثم قامت غزو أحد بين المسلمين والمشركين، ففي اليوم التالي من الزواج سمع حنظلة بأن جيش المسلمين يحتاج إلى المزيد من المقاتلين لينصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهض الصحابي من فراشة مسرعاً للجهاد في سبيل الله عز وجل، وترك منزله والتحق بالجيش شارك في القتال دون أن يقوم بالاغتسال.
وبينما كان حنظلة يُقاتل في جيش المسلمين، قام أبو سفيان بن حرب بالتعاون مع الأسود بن شعوب والهجوم على حنظلة، وطعنه من ظهره، حتى سقط على الأرض واستشهد في الحال.
السبب في تسمية حنظلة بن أبي عامر الأنصاري بغسيل الملائكة هو أنه بعد انتهاء قتال المسلمين مع المشركين في غزوة أُحد اكتشف الصحابة استشهاده، فتوجهوا إلى زوجته التي لم يمكث معها إلا يوم واحد فقط ليخبرونها باستشهاد زوجها، فقالت لهم زوجته بأنه عندما سمع النداء خرج مسرعاً للمشاركة في القتل والوقوف في جيش المسلمين دون أن يغتسل.
وحينها أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم على حنظلة لقب غسيل الملائكة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد شاهد الملائكة تقوم بغسل جسد حنظلة بمياه المزن، والمزن هو مياه مطهرة من عند الله سبحانه وتعالى، وذلك تكريماً من المولى عز وجل للصحابي الجليل لما قام به من جهاد في سبيل الله، وقد قال الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم عندما توجهوا إلى جثمان الصحابي الجليل، وجدوا المياه تتساقط من رأسه.
وبهذا نكون قد أوضحنا لكم من هو الصحابي الجليل الذي لُقب بغسيل الملائكة، وسبب تسميته بهذا الاسم.