تعرف معنا عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم على مارية القبطية قصة الاسلام ، والذي اختلف في أمرها العلماء والفقهاء فلا نعرف هل تزوجها الرسول صلى الله عيه وسلم، أم أنها ملك يمين، وأُطلق عليها لقب أم المؤمنين، وقام الملك المقوقس القبطي حاكم الإسكندرية في مصر بعام 7 هجرياً، بإهداء مارية القبطية وأختها سيرين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُقصد بمعنى كلمة قبط أهل مصر.
فكانت السيدة مارية من سرارية (الجواري)، وأنجبت إبراهيم ابن النبي، ويُقال أن ولدها تسبب في عتقها، وحررها، وقد توفى وهو عمره صغير للغاية.
وعُرف عن والدها أنه كان من عظماء أهل مصر، وهذا ما وُرد في حديث المقوقس مع حامل الرسالة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
لذا سنتحدث خلال السطور التالية بشيء من التفصيل عن السيدة مارية القبطية رضي الله عنها، فقط عليك مُتابعتنا.
وُلدت مارية بنت شمعون القبطية بقرية حفن من كورة أنصنا، والتي تقع في مصر، وكان لديها أخت واحدة وهي سيرين بنت شمعون، وكان للرسول صلى الله عليه وسلم كان له أربع إماء، وهي من بينهن
فقال أبو عبيدة:”كان له أربع مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها بعض السبى، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش”.
جاءت مارية القبطية إلى المدينة المنورة، خلال عام 7هــ، بعد إتمام صلح الحديبية بين المشركين بمكة، وسيدنا مُحمد، وقد بدأ سيدنا مُحمد في دعوة الناس إلى الإسلام، وكتب مجموعة من الكتب وأرسلها إلى ملوك العالم؛ لكي يدعوهم للدين الإسلامي.
ومن ضمن الملوك التي أُرسل إليهم الكتاب كان حاكم الإسكندرية المقوقس، وفي هذا الوقت كان يتولى أيضاً منصب النائب العام للدولة البيزنطية بمصر، وقد أرسل النبي هذا الكتاب مع حاطب بن أبي بلتعة والمعروف بفصاحته وحكمته، وحينما قرأ الحاكم الكتاب أعجب بسيدنا مُحمد وأراد أن يبعث مع رسالته للنبي هدية وكانت عبارة عن جاريتين هم مارية وأختها سيرين و1000تمثال ذهب، بالإضافة إلى بغلة، وعشرين ثوب، وشيخ كبير يطلق عليه مابور.
وحينما وصلوا إلى المدينة اختار سيدنا محمد السيدة مارية له، أما أختها سيرين فقد خص بها ووهبها إلى حسان بن ثابت رضي الله عنه.
وكانت مارية تتسم بأنها جميلة الطلعة، وبيضاء، وحينما جاءت إلى المدينة غارت منها السيدة عائشة فقالت:”ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية……..”
بعد مرور سنة كاملة على وصول مارية إلى المدينة، حملت وفرح سيدنا مُحمد بهذا الخبر فرحة كبيرة؛ لأن في هذا الوقت اقترب عمره من الستين، وقد توفى أولاده جميعهم ماعدا فاطمة الزهراء.
وأنجبت مارية ابنها إبراهيم في شهر ذي الحجة بعام 8 هـ، وكان الطفل جميل للغاية ويُشبه سيدنا مُحمد، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى سيدنا إبراهيم خليل الرحمن.
وعاش هذا الطفل عام وبضعة أشهر وكان يهتم به ويرعاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه مرض بشدة قبل أن يتم عامه الثاني، ومات بين يدي رسول الله ، وهو لديه 18شهر، وهنا بكى النبي ودمعت عينيه، وأيضاً حزنت عليه أمه مارية بشدة.
توفيت رضي الله عنها في العام الـ 16 الهجري، الموافق لـ637 ميلادياً، بعد الرسول بخمس سنوات، وكان ذلك في عهد خلافة سيدنا عُمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودُفنت في البقيع.
وقد جمع سيدنا عمر بن الخطاب الناس من أجل الصلاة عليها، وبالفعل اجتمع أعداد كبيرة من المُهاجرين والصحابة والأنصار لكي يصلوا عليها صلاة الجنازة، ودُفنت بجانب ابنها إبراهيم، وأيضاً بجوار نساء أهل البيت النبوي.