قصة بابلو اسكوبار Pablo Emilio Escobar Gaviria الذي يُعد من أبرز الشخصيات التي عانت منها الحكومة الكولومبية، إذ أنه مؤسس منظمة إجرامية تُسمى كارتل ميديلين، و على الرغم من أنه كان دائماً مطلوباً من العدالة فقد وصل إلى المناصب الحكومية بدهاء وخبث شديد أجبر الجميع على احترامه، إلا أن هذا النعيم لم يدُم فقد لاحقته السلطات وسجنته ولكنه فر هارباً منها، بل وقام بقتل العديد من الشخصيات السياسية بطُرق إجرامية، فماذا عن نشأته و قصته الإجرامية ونهايتها، نتعرف عليها من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، تابعونا.
قصة بابلو اسكوبار
نشأ بابلو وسط سبعة أبناء وكان هو الابن الثالث، إذ أنه ولد في الأول ديسمبر عام 1949 في مدينة ريونيغرو، في كولومبية، كما سبقة في تلك العمليات الإجرامية أخيه عندما بدأ في تهريب الويسكي حين كان ممنوعاً في القرن العشرين، حيث كانت من الأنشطة المحظورة التي تُعتبر غير مشروعة.
لم ينل بابلو شهادته الجامعية، إذ أنه تخرج من الثانوية العامة في عام 1969، وانتقل ليستكمل دراسته في كلية الاقتصاد في جامعة لاتينامريكانا مع أبناء عمه، ولكنه خرج من الكلية وتوجه لإجراء أعماله التجارية الشخصية بذاته.
فيما صرحت والدته في أحد الأيام أنه قد برزت عليه علامات المكر والخبث منذ الابتدائية، وازدادت هذه السمات الغير نزيهه في مرحلة الثانوية؛ إذ أنه قام في تلك المرحلة بالعديد من الأمور التي تُخالف القانون والأعمال الغير مشروعة التي من بينها بيع اليناصيب المزيفة، كما أنه باع شهادات الثانوية العامة المزيفة، وتطرق إلى بيع الامتحانات والقصص المصورة.
توفى بابلو فيعام 1993 وذلك بعد إطلاق النار عليه وعلى عصابته من قِبل الشرطة، فيما يُرجح البعض أنه توفى في السجن بطريقة لم تُكتشف حتى الآن.
ثروة بابلو اسكوبار
وكذا فنجده قام بالعديد من الأفعال التي تبرز فيها شخصية قيادية ولكنها ليست نافعه للمجتمع بل تضره بهذا المكر والخبث والدهاء والحنكة، إذ أنه كان يقرض أمواله بفائدة منخفضة، فضلاً عن أنه بدأ في عام 1966 بسرقة شواهد القبور”هي عبارة عن لوحه يُكتب عليها بيانات المتوفي ليُستدل على قبره” وبيعها، وتلي هذه المرحلة قيامه بسرقة السيارات وتفكيكها بصحبه عصابته وذلك في سن العشرين.
تطورت هذه البوادر الإجرامية عند بابلو وبدأ في الاستعانة بالمجرمين في خطف الرؤساء والمسؤولين للحصول على فدية، وبالفعل فقد كّون ثروته من هذه العمليات، ولكنه ذاع صيته عندما قام بقتل رجل الأعمال دييجو إشفاريا ميساس في عام 1971، حتى بعد تلقيه فدية تُقدر بحوالي 50,000 دولار أمريكي، ومن هنا كانت بداية قصته مع تجارة المخدرات، إذ قام المهرب ألفارو باريتو بتبنيه، وقد اكتسب كل من الشهرة والغنى.
قدرت ثروة بابلو بحوالي 30 مليار دولاراً أي وكما وصفها الجميع بأنها التي تساوي الدخل القومي لدولة بارجواي، إذ كان يربح اسكوبار في اليوم الواحد حوالي 60 مليون دولاراً يومياً، وقد كان يتعامل مع الأموال بعدم حِرص، وكذا فقد قام بحرق الأموال عندما شعرت ابنته بالبرد، وجاءت هذه نتيجة لتهريب الكوكايين والتي كانت تزن البضائع التي كان يقوم بتهريبها حوالي 15 طناً يومياً.
الجدير بالذكر أنه كان يقوم بشراء ألابطة لكي يحفظ بها النقود بحوالي 4000 دولاراً يومياً، إذ جاءت هذه المعلومة في كتاب The Accountant’s Story الذي قام بكتابته شقيق بابلو.
رغم الحياة المليئة بالكثير من الصراعات والأموال الطائلة التي اكتسبها بابلو إلا أنه لا يُعد من النماذج الجيدة التي يُحتذى بها، إذ أنه قام بالعديد من الأفعال التي تجلب الحزن وعدم الشعور بالراحة والخزي والعار، لذا يجب أن نضع في الحُسبان أن الأموال ليست كل شئ بل الأخلاق.