على الرغم من تداول العديد من المسلسلات التليفزيونية قصة الحجاج بن يوسف الثقفي كامله إلا أنه إلا الآن هناك خلاف عليها، وكذلك على موقفه إن كان ظالمًا أم مظلومًا. فمن هو الحجاج وما هي قصته بالتفصيل، هذا ما سنتعرف عليه من خلال قال اليوم على موسوعة، فتابعونا.
في العام الحادي والأربعين من الهجرة وُلد الحجاج بالطائف، وسُمي كُليب. إلا أنه سرعان ما استبدله بالحجاج. تربى على القرآن الكريم فحفظه وأجاد أحكامه، كما حضر العديد من مجالس العلم للصحابة والتابعين، مما جعله من الملمين بأمور الدين، تأثر الحجاج بوالده كثيرًا فراح يُعلم الصبيان أمور الدين، ويُساعدهم في حفظ القرآن الكريم كما كان يفعل أبيه دون أن يحصل على مقابل في ذلك. وعلى الرغم من أنه كان يُعظم القرآن الكريم ويحب تعليمه للصبيان، إلا أن هذه المهنة لم يكن يرضى عنها بالشكل الكافي.
وفي هذا الوقت كانت الطائف منقسمة ما بين ولاية الأمويين، وكذلك ولاية الزبير بن العوام، الذي حكم البلاد بالشدة مما اضطر الحجاج إلى السفر للشام، وهناك كانت بدايته السياسية. فكانت الإمارة التي يقنط بها تُعاني من العديد من المشكلات الناتجة من نقص عدد المجندين بالشرطة، وكذلك عدم تحمل المسؤولية من قبل البعض. فما كان منه إلا أنه تحمس للأمر وطلب الانضمام إلى صفوف رجال الشرطة، وسرعان ما أثبت مهارة عالية جعلته يترقى في منصبه فيتمكن من ضبط الجند، وإصلاح جوانب الخلل والقصور في أفراد الشرطة.
تمادى وأسرف الحجاج في معاقبة رجال الشرطة، والشد عليهم، وذلك بعدما استهانوا بأعمالهم، وتقاعسوا عنها، وعندما عاتبه عبد الملك بن مروان فيما يفعل، قال له:”أنت يا أمير المؤمنين من وليتني عليهم، وعليه أنا صوتك الذي تتحدث به”.
وفي يوم من الأيام قرر عبد الملك بن مروان الخروج في جيش كبير لقاتله هؤلاء العصاة الخارجين عن الدولة. ومن بينهم مصعب بن عمير، وكان الحجاج واحدًا من جنود هذا الجيش. ولأن أهل الشام لم يعتادوا على الحروب أو القتال، فحاول الحجاج أن يجد حل ليتمكن من إقناعهم بالأمر، فلم يجد إلا الشدة وسيلة لإجبارهم على الخروج. فما كان منه إلا أن هدد جميع البشر بأنه إذا علم أن هناك رجل قادر على حمل السلاح، تخلف عن الخروج معه لقتال الخارجين، فإنه سيقتله ويحرق جسده، وينال ماله بالكامل، وبالفعل عملها الحجاج وقتل معارض، ليستسلم الجميع لأوامره بالإجبار.
يُذكر أنه على الرغم من حبه الشديد للدين، وإخلاصه للإسلام، وزهده في الدنيا وملذاتها، إلا أنه غالى كثيرًا في شدته، ومواقفه.
وفي يوم من الأيام أمر عبد الملك بن مروان بالتخلص من عبد الله بن الزبير، وذلك من خلال إعداد جيش قوي يترأسه الحجاج، والذي حاصر مكة، ومنح الأمان للزبير ولأصحابه في حالة الاستسلام. إلا أن الزبير اعترض على الأمر ولم يقبله فما كان منه إلا أن دخل معه في قتال، فقُتل الزبير.
لم يكتفي الحجاج بقتل الزبير وحسب بل أنه صلبه، وأرسل إلى السيدة أسماء بنت أبي بكر أمه، وأهانها بأسلوبه فما كان منها إلا أنها أحسنت الرد عليه، وكذبته فيما أفترى به على ولدها عبد الله بن الزبير. ولكن الأمر كان مختلف بالنسبة لعبد الملك بن مروان، والذي أقر الحجاج على ولاية مكة، إلا أن أهلها لم يتقبلوه فكان في خلاف دائم معهم ومع أهل المدينة، الأمر الذي دعا لعزله من الحجاز عام 75 هـ، وتوليته على العراق، واستمر في ولايتها ما يقرب من 20 عامًا قضى فيها على الخوارج، وحكم فيها البلاد بالشدة والحزم. وكانت له بعض الإنجازات تمثلت في:
في عام 95 هـ وتحديدًا في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك توفي الحجاج بعد إصابته بسرطان المعدة، ودُفِن في واسط تلك المدينة التي شيدها في حياته، وعلى الرغم من أنه ارتكب الكثير من الأخطاء التي تؤخذ عليه إلا أنه كان دومًا يُقدم المساعدات لأهل القرآن، ويُجاهد في سبيل نشر الإسلام.