هل للأعاصير أثار جسيمة على البيئة؟ سؤال يطرحه الكثيرين إذا كانوا لا يعرفون ما معنى الإعصار ونقاط قوته أو ضعفه، فالأعاصير تؤثر تأثيرًا بليغًا على الإنسان والبيئة المحيطة به، لذا نجد وجود الأعصار في أي دولة يسبب حالة من الذعر في العالم، فالطوارئ والكوارث الطبيعية لا يمكن استنتاج متى ستتوقف أو إلى أين ستتجه.. لذا من خلال موقع الموسوعة سنعرض لك كافة المعلومات التي تخص تأثير الأعصار على البيئة.
هناك دراسة تم إظهارها مؤخرًا تدل على أن وجود إعصار في مدينة ما يولد ارتباك في طبقات المياه سواء في المحيطات أو البحار، بحيث تنقلب المياه التي في الأعلى لتصبح داخل المحيط بينما تخرج المياه السفلية إلى الأعلى، وتكون المياه الدافئة التي كانت على سطح المياه محمولة لأعماق كبيرة تجعلها لا تفقد الحرارة الموجودة فيها إلا بعد مرور سنوات طويلة، وبعد أن تكون سارت آلاف الأميال.
توجد أيضًا آثار مختلفة للأعاصير على البيئة والأراضي والحيوانات والسواحل وغيرها، لذا سنعرض لك من خلال هذا المقال كل ما يتعلق بآثار الأعاصير:
عندما يطرأ إعصار على مكان ما نجد أن الظروف البيئية المحيطة تتغير نتيجة ما حدث، وقد ترى التغيرات تنقسم إلى نوعين أحدهما مباشر والآخر غير مباشر، كما تجد بعضهم يحدث بشكل فوري والبعض الآخر يكون على فترات طويلة، فلا يوجد إعصاران لهما ذات النتائج، ويرجع ذلك إلى اختلاف سرعة الرياح في كل إعصار ومكان قدومه، بالإضافة إلى العوامل الجوية التي يمر بها خلال وصوله إلى المدينة، لذا من الممكن أن تجد بعض العواصف الاستوائية تنتج عنها أضرار ضخمة في الطبيعة والممتلكات الموجودة بها.
قد تجد أن الأعاصير تؤثر بشكل كبير على بعض أنواع الطيور التي تعيش في المدن الساحلية، حيث إن هناك عدد كبير من الطيور يتمركز في هذه المناطق أمثال خطاف البحر والنوارس وغيرها، فعلى سبيل المثال إذا ضرب إعصار مدينة ما وكانت هذه الطيور في فترة التكاثر، يكون هناك أعداد كبيرة من الوفيات نظرًا لعدم صمودها أمام شدة الرياح في هذا الوقت، كما أن أغلب هذه الطيور تضع العش الخاص بها على الأرض أو في أماكن ليست عالية بشكل كبير، لذا نجدها تختفي مع الرياح، ويقل طعامها بسبب تلف النباتات.
كما تؤثر أيضًا في حالة كانت الطيور تعيش داخل الأشجار الموجودة في الغابات على سبيل المثال، لآن أغلب هذه الطيور تعيش داخل تجويف الشجرة، والإعصار يقتلع الشجرة أو يجعلها تنفجر كل جزء في مكان، مما يؤثر على أعداد الطيور والنظام الغذائي القائم في الغابة أو أي مكان.
من الطبيعي أن يتأثر اقتصاد الدول بوجود إعصار، فوجود أي نوع من أنواع الكوارث الطبيعية سواء براكين فيضانات إعصارات أو حرائق يقضي على الكثير من الموارد ويستهلك كميات كبيرة من المواد في إعادة الإصلاح، هذا بعيدًا عن كونه يستنزف العديد من الأرواح وهي الخسارة الكبرى بالنسبة لكل الدول، بالإضافة إلى أن في بعض الأحيان يكون الإعصار مستمر لأكثر من يوم، مما يجعل الأعمال تتوقف ويؤثر على الاقتصاد العام للدولة.
شاهد أيضًا: أضرار العواصف الرعدية
يعتبر أكثر ما يتأثر بالأعاصير هو النبات ومجال الزراعة، حيث لا تتحمل النباتات قوة الرياح ووجود الأتربة المصاحبة في كثير من الأحيان بهطول أمطار غزيرة، فالأمر أشبه بنقل النبات إلى أماكن غير ملائمة له، لذا نجد النباتات تموت وتضعف، فيكون هناك تأثيرات واضحة ومباشرة مثل تدمير النبات بشكل كامل واقتلاع الماشية والبساتين، أو تأثيرات طويلة المدى مثل التأثير على خصوبة الأرض بشكل عام.
أما إذا كنت تود معرفة النباتات الأكثر عرضة إلى التلف فهي النباتات الاستوائية بما فيها أشجار الفاكهة المتنوعة، وذلك لكونها تتعرض للكثير من الأعاصير القوية، كما يكون الموز بأنواعه المختلفة أكثر الأنواع التي تتضرر بسبب شدة الرياح التي تقطع الأشجار أو تفجرها بسبب قوة الهواء، كما تتكسر الأشجار بشكل عام فتجد الفروع تطير في الهواء وهو ما يمكنه أن يؤثر على باقي النباتات الضعيفة في الأرض إذا جاء عليهم.
مما لا شك فيه إن الأعاصير تؤثر بشكل كبير على المناطق الساحلية على طوال المحيطات أو البحار، حيث إن الشواطئ تتآكل بفعل الرياح العاتية، كما إن امتداد المياه وعملية المد والجزر الغير منتظمة في وقت الأعاصير تؤدي إلى تآكل الجرف من الجوانب، وفي الأغلب دائمًا ما تفقد المناطق الساحلية مساحات كبيرة من الشاطئ نتيجة الإعصار.
هناك أنواع مختلفة من الأعاصير التي تهب على كل منطقة حسب مكان خروج الإعصار والعوامل المحيطة بالبيئة، لذا إذا مر إعصار مداري في أي وقت نجد أن الكائنات البحرية تعاني من مشاكل في نقص الغذاء الذي لم يعد متوفرًا في مكانه المعتاد، بالإضافة إلى نقص الأكسجين الذي يعتبر الكارثة الكبرى المسببة لموت الأسماك بأعداد كبيرة بعد مرور إعصار، فالأسماك تحتاج الأكسجين لتتمم عمليات التمثيل الغذائي وإلا تموت.
في بعض الأعاصير يخرج البحر أو المحيط على المدن الساحلية، ويخرج مع الماء الكائنات الحية المندفعة بفعل التيار الهوائي السريع، ومن الطبيعي أنه عند هدوء العاصفة تعود المياه مرة أخرى إلى أماكنها، في هذه الحالة بنسبة كبيرة تموت كافة الكائنات البحرية التي كانت خرجت إلى البر مع الرياح، لآن انسحاب الماء لا يستطيع أن يحملها معه، بالرغم من كونه يحمل الكثير من القمامة معه إلى داخل المحيطات والبحار.
للأسف تؤثر الأعاصير بشكل كبير على الهيكل التنظيمي للحياة البيئية، خاصة ما يتعلق بالنظام الإيكولوجي الخاص بالأراضي الرطبة والغابات الساحلية، ويضم ذلك مستنقعات المانجروف وغابات المرتفعات، حيث أن الأراضي الرطبة يمكن أن يتم اقتلاع الأشجار منها بسهولة، كما أن أغلب النباتات بها تكون نباتات غير قوية من جهة الجذور، بالإضافة إلى أن وجود إعصار يعني إمكانية وصول الرواسب والمياه المالحة والمواد العضوية من المحيطات إلى داخل الأرض والتربة.
هذا الأمر يؤثر بشكل أكبر على الأماكن التي تكون في ارتفاعات منخفضة عن مستوى سطح البحر، حيث نجده يتضرر بشكل كبير، مع العلم أنه إذا حدث هذا الأمر في إحدى الغابات وتدمرت أجزاء كبيرة منها نجد أن درجة الحرارة والرطوبة بالإضافة إلى مستوى الإضاءة العام في الغابة يتأثر بشكل كبير، وهو بدوره يجعل نظام الغابة يختل حتى فيما يخص ظهور الفاكهة والنبات في مواعيده من السنة، ويظل هذا الأمر لمدة طويلة.
تكون الموجات الناتجة عن الأعاصير قوية لدرجة كبيرة مما يجعلها تؤثر على الشعب المرجانية بشكل سيء، فالشعب المرجانية أغلبها ذات مستعمرات ضعيفة فيمكن أن يجرفها الإعصار بشكل كامل، مع العلم أن قوة المستعمرة تكون حسب شكلها وكميتها والموقع الموجودة فيه، كما تعتمد أيضًا على اتجاهها واتجاه الإعصار القادم، ونجد في هذه الحالة أن الشعب المرجانية التي لها شكل رقيق تكون أكثر تضررًا من الشعب الذي يكون شكلها الخارجي على هيئة صخور، وقد تتسبب الشعاب المرجانية المنجرفة بفعل التيار بتدمير شعاب مرجانية أخرى قد تكون أقوى منها.