يقصد به تلك المواد الدخيلة على المياه، والتي لا تنتمي لها، وتساعد في تغير خصائصها سواء الفيزيائية أو الكيميائية، والحيوية، ولا يتم الاستفادة من هذا التغير بشكل طبيعي، بل يقلل من استخدام الماء، وقد يكون مصادر هذه المواد الطبيعة، أو الإنسان، وفي النهاية نرى أن تلوث المياه يؤدي إلى حدوث أضرار بيئية، وصحية.
وهذا التلوث يقصد به تلك السلوك الخاطئ الذي يقوم به الفرد، سواء في البحر، النهر، أو المحيط، وقد يكون هذا التلوث على شكل بيولوجي، أو كيميائي، ولكنه بالطبع يؤثر في شكل الحياة الطبيعية، ومن الممكن أن يجعلنا نفقد الأسماك البحرية، والتي تعد ثروة كبيرة للإنسان، فليس هناك كائن على وجه الأرض يستطيع أن يعيش دون مياه، فهي سر الحياة.
في تعريف أخر يقصد به إدخال مواد ما، بشكل مباشر أو غير مباشر بواسطة الإنسان، مما يسبب في النهاية حدوث ضرر سواء للبيئة، أو لصحة الفرد، بالإضافة إلى ذلك نجد أن الأنشطة البحرية تصاب بالضرر، ويُصعب صيد الأسماك بعد ذلك، وفي النهاية نسبة التلوث تزداد مع زيادة المواد التي يتم طرحها في النهر.
أسباب تلوث المياه
يمكن أن نلخصها في النقاط التالية:-
رمي مياه المجاري الملوثة بالمنظفات المختلفة مثل البكتريا، والميكروبات.
نزول مياه الأمطار وتكون مليئة بالمواد الملوثة ومنها ذرات التراب، أكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت.
رمي الأسمدة الكيماوية التي تستخدم في مجال الزراعة، ومنها الأسمدة العضوية، والغير عضوية وتعتبر كل ذلك مخلفات تنتج عن الحيوان والإنسان.
استخدام المبيدات الحشرية عند رش النبات.
بناء المفاعلات النووية: تسبب تلوث حراري للمياه، ومن الممكن أن يسبب تلوث إشعاعي للأجيال، والكائنات القادمة .
مخلفات المصانع المختلفة.
الأتربة المعلقة والمترسبة في المياه تخفض كمية الضوء النافذ إلى الماء، وبالتالي كل ذلك يؤثر على تنفس الكائنات البحرية، ويضر بنمو النبات.
المواد الكيميائية الملوثة التي تطلقها عملية استخراج المعادن ومعالجتها، ومن بين تلك المواد الزرنيخ، والرصاص، والزئبق.
الملوثات الحيوية مثل الديدان الطفيلية، وتعتبر مياه الصرف الصحي، والفضلات هي الأساس في وجود هذه الملوثات في النهر.
حدوث تسرب للمواد النفطية، البترول، أو إحدى مشتقاته، مما يسبب الضرر، وموت الكثير من الكائنات البحرية، والأسماك.
أضرار ناتجة عن تلوث المياه
هناك أضرار عديدة من بينها:-
إحداث تغير في درجة حرارة الماء، ومن ثم يقل عدد الكائنات المائية.
تدمير السلسلة الغذائية سواء للحيوانات ومن ثم بعد ذلك الإنسان.
أيضاً يسبب انتشار الأمراض، فهو سبب رئيسي لموت الكثير من الأشخاص حول العالم بسبب إصابتهم بمشاكل صحية مختلفة، أو الإصابة بالكوليرا، والتيفود، أو تليف الكبد، أو غيرها من الأمراض.
يمكن أن يتسمم الشخص؛ بسبب تناول أسماك كانت تتواجد في مياه ملوثة.
حلول القضاء على تلوث المياه
هناك الكثير من الحلول التي يمكننا العمل عليها للحد من تلوث المياه ومن ضمن تلك الحلول:-
عمل رصد لجميع المسطحات المائية وحمايتها ومنع وصول أي مواد ملوثة وضارة.
القيام بحرق أو شفط بقع النفط، قبل حدوث تسرب لها في المياه.
من المهم بناء منشئات مختلفة لعمل معالجة ملائمة للماء الملوث.
عمل إعادة تدوير للمياه عن طريق معالجة مياه الصرف الصحي، واستخدامها في الصناعات، و ري الزرع، وذلك قبل أن تصل إلى مصدر الماء.
استبدال مشتقات النفط كبديل عن الفحم الحجري؛ لأنها ستكون أقل ضرر بكل تأكيد.
لابد من دفن المخلفات الكيميائية في مكان بعيد في الصحراء، ويبعد عن المياه.
عمل محطات تكرير الماء، حتى تكون مناسبة للاستعمال من قبل الأشخاص.
لابد من نشر الوعي لدى الشعوب، وعمل ندوات تثقيفية لهم بأهمية مصدر المياه، والمحافظة عليه، وعدم تلويثه بأي مخلفات.
وأخيراً لابد من وضع قوانين صارمة، ولازمة لكل من يتسبب في حدوث أي تلوث، أو يقوم باستغلال المياه بشكل سلبي، وذلك لحماية المياه من أي تلوث قد يشكل بعد ذلك ضرر للبيئة والإنسان.
التحديات العالمية المتعلقة بالمياه
حددت الأمم المتحدة مجموعة من النقاط الخاصة المرتبطة بالمياه على مستوى العالم، وتلك التحديات كما يلي:
يفتقر قرابة ربع سكان الأرض لفرص في الحصول على خدمات مياه الشرب، والتي من المفترض أن تهتم بها الدول، ليتم إدارتها بشكل آمن، يضمن الأمن القومي للدول على مستوى العالم.
يعتمد قرابة ثلث سمكان العالم على مجموعة من مرافق الرعاية الصحية، وذلك بدون تواجد خدمات المياه الأساسية.
يعاني أكثر من نصف سكان الأرض، قرابة 4.2 مليار إنسان من خدمات الصرف الصحي التي يتم إدارتها بشكل آمن وصحي، يحمي البيئة ويلبي احتياجات الأفراد.
يمود قرابة 300،000 طفل سنوياً، لم يبلغ عمرهم الخمس سموات بسبب الأمراض المزمنة، مثل الإسهال، والتي تنتج عن سوء الصرف الصحي، أو سوء النظافة، أو من استخدامهم لمياه شرب غير آمنة.
يعيش ملياري شخص حول العالم في بلدان تواجه مشاكل في ارتفاع معدلات ضغط المياه.
تشير الأبحاث والدراسات العلمية أن ما يقرب من 90 في المئة من إجمالي الكوارث الطبيعية مرتبطة بشكل وثيق بالطقس، بما في ذلك الفيضانات والجفاف.
الكارثة البيئية الكبرى هي أن 80% من إجمالي مياه الصرف الصحي العالمي يتم الإلقاء بها مرة أخرى غلى النظام البيئي، وذلك دون القيام بمعالجتها، أو القيام بإعادة استخدامها.
ثلثي أنهار العالم التي تعبر الحدود بين البلدان تفتقر للإطار التعاوني للإدارة.
تشكل الزراعة قرابة 70% من المياه المسحوبة في العالم.
ولم تعد المياه متوفرة بالشكر الكافي، والذي اعتاد عليه الإنسان منذ وجوده على الأرض، وإنما صارت الموارد المائية آخذة في التضاؤل، ويقابلها ارتفاع ملحوظ في أعداد السكان، ما يعني استهلاك أكبر للموارد المائية، الأمر الذي جعل الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر بحق الإنسان في الحصول على كفايته من المياه، وذلك للاستخدام الشخصي و المنزلي، ويعد القدر الكافي للفرد يومياً هو ما بين 50 غلى 100 لتر من المياه العذبة، على أن تكون تلك المياه مأمونة ومتوفرة له بثمن معقول، فلا يجب أن تزيد تكلفة المياه عن 30% فقط عن إجمالي الدخل الأسري، وأن تكون تلك المياه متاحة له، ولا تبعد عنه أكثر من 1000 متر من المنزل بحد أقصى، ولا يستغرق الحصول عليها أكثر من 30 دقيقة فقط.
ولم تزل الأمم المتحدة تعمل على معالجة تلك المشكلة، فالأمم المتحدة تعمل على حل مشكلة تزايد الطلب الملحوظ على الموارد المائية في العالم، هدفاً لتحقيق تلبية كاملة لاحتياجات كل شخص على الكوكب، سواء احتياجات إنسانية أو تجارية أو زراعية، فضلاً عن الحاجة إلى خدمات الصرف الصحي الاساسية.
أسئلة شائعة
ما هي مشكلة تلوث الماء؟
يتم تعريف مشكلة تلوث الماء على أنها إحداث تغير كيميائي أو فيزيائي في المياه، ومصادرها المختلفة، سواء كانت المياه العذبة أو المياه المالحة، ويتم ذلك التغيير عن طريق استخدام بعض الظواهر الطبيعية الناتجة عن التلوث الكيميائي،و التغير في طبيعة تركيب طبقات الهواء الجوي، ونسب الغازات بها، أو عن طريق تلوث التربة، وتسلل تلك الملوثات إلى المياه الجوفية، أو بإلقاء المخلفات الصناعية والعضوية في مصارف المياه.
ما هي ما هي مصادر تلوث الماء؟
توجد الكثير من المصادر التي تؤدي إلى تلوث الماء، والتي من بينها ما يلي: – المخلفات الزراعية من المواد الكيميائية المستخدمة فيها، مثل الأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية، وصرف الزائد عن الحاجة إلى مصارف المياه. – تسريب النفط في المسطحات المائية، مثل البحار والمحيطات. – المخلفات الصناعية والتخلص منها عن طريق إلقاؤها في المصارف المائية. – المخلفات الإشعاعية. – مياه الصرف الصحي. – النفايات المنزلية.