نقدم إليكم فوائد الشجر خلال مقالنا اليوم ، فالشجر من أهم وأجمل النباتات التي خلقها الله لنا على الأرض، وهي النباتات الأكثر انتشاراً حول العالم، ولكن قد يتساءل الأشخاص ولو نادراً ما هي أهمية الأشجار؟ وهل لها فوائد؟ وهل يمكن للإنسان أن يستغني عن وجودها ويحولها مثلاً لأخشاب يستفيد منها ؟
فالكثيرون لا يروا فوائد للأشجار غير الزخرفة، وآخرون يروا أن جني الثمار منها هو الفائدة الوحيدة منها، ولكن تتعدد الفوائد الخاصة بالأشجار فمنها ما يخص الغلاف الجوي والحياة على كوكبنا ومنها ما يخص الأفراد والمجتمعات.
لذا خلال مقالنا اليوم سوف نناقش فوائد الشجر بالتفصيل للإنسان والمجتمع بشكل عام وللاعتدال المناخي بشكل خاص عبر موسوعة فتابعونا.
فوائد الشجر
أهمية الشجر
إن الأهمية الحقيقية للشجر في حياتنا لا تقتصر على الشكل الزخرفي الجميل، ولا على استفادة وانتفاع الأشخاص منها ولكن للبيئة النصيب الأكبر من فوائدها، فالأشجار لها تأثير مباشر على توازن البيئة والحفاظ على الغلاف الجوي والحد من التقلبات المناخية أو حتي التغيرات التي تتسبب في الرعب الأكبر للمهتمين بالبيئة حول العالم، وأهم تلك الفوائد الخاصة بالبيئة والإنسان والمجتمعات هي محور مقالنا اليوم
فوائد الشجر للبيئة
وجود الأشجار يحمي الغلاف الجوي ويقلل من حدة التغيرات والتقلبات المناخية، لأن الأشجار تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يفيض عن حاجة المناخ، والذي يكون العامل الأكبر في إحداث التقلبات المناخية، ومن ثم تحوله للأكسجين فور امتصاصها له وإعادة بثه أو إطلاقه في الهواء مرة أخري.
الأشجار تنقي الهواء لأنها لا تمتص فقط غاز ثاني أكسيد الكربون السام، بل وتمتص أيضاً الغازات المضرة والسامة والروائح الكريهة أمثال الامونيا والأوزون وثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين، والكثير من الغازات التي تظل عالقة في الغلاف الجوي.
المصدر الأكبر للأكسجين حيث أثبتت الدراسات والأبحاث أن فداناً مزروع بالأشجار النضرة ينتج من الأكسجين ما يكفي 18 فرد.
تضبط درجات الحرارة لأن المكان الذي يمتلئ بالأشجار تكون فيه درجه الحرارة أقل عن مثيلاتها بما يقرب من عشرة درجات حرارية، لأن وجودها يمنح الأماكن والشوارع الكثير من الظل وتمتص كل ما يصدر من الشمس من أشعة ضارة وتحول الأشجار الحرارة لبخار ماء يجعل الغلاف الجوي أكثر رطوبة.
وجود الأشجار يمنع الانجراف للتربة لأن الأمطار بمجرد تساقطها على بعض المرتفعات تنجرف التربة إلي الأسفل على الأماكن المنخفضة ولكن وجود الأشجار، يجعل هذا الانجراف الذي يضر بالبيئة أقل أثراً وتمنعه بشكل قاطع.
كما أن الأشجار تمنع الفيضانات أو تقلل من اثرها، وذلك لأن وجودها يعيق من قدرة المياه على السريان وتحد من التجريف الجائر من قبل المياه للتربة، لأن شدة جريانها يضر التربة ضرراً شديداً لذ فهي تجعلها أكثر أماناً إلى حد ما.
الأشجار تقلل من أخطار لأشعة الفوق بنفسجية لأن تلك الأشعة الضارة تصيب الجلد بالسرطان، وقد يُقتل الإنسان بعد التعرض لها لفترات طويلة، والأشجار تقلل من خطر تلك الأشعة ما يقرب من 50 % من ضررها وفقاً لما أشارت له الأبحاث العلمية.
الأشجار بيوت ومظلات وموائل حيث يتخذ العديد من الطيور والحيوانات وخاصة البرية منها أشجار كالبلوط والجميز ومجموعات أخري من الأشجار بيوتاً ومنازل، خاصة النحل والطيور والسناجب وغيرها من الطيور والكثير من الحيوانات البرية.
فوائد الأشجار للإنسان والمجتمع
انتشار الأشجار يجعل الإنسان يشعر بالراحة والسكينة والهدوء والطمأنينة، وتحسن من الحالة النفسية للإنسان والمزاجية وتقلل من الآثار النفسية السيئة التي يعاني منها، فيستطيع الإنسان أن يقضي الكثير من الأوقات السعيدة ليستجم ويعيد لعقله وقلبه بعض الحيوية والنشاط.
يستطيع الإنسان أن يتخذ من الأشجار مظلات له لتقيه من درجات الحرارة المرتفعة وتحميه من أثارها.
إطلاق الأشجار الكثير من الأكسجين يؤدي إلى إتاحة صحة أفضل، وتساعد على توفير ما يحتاج إليه الجسم من أكسجين ليحافظ على عملياته الحيوية.
تستطيع الأشجار أن تتحكم في الرياح وقوتها وتخفف من شدتها، ففي أوقات التقلبات المناخية الشديدة والغزيرة تستطيع الأشجار أن تعمل كمصدات للرياح والأمطار، لتحمي البيوت والحيوانات والبلاد من الاقتلاع من جذورها.
توفر الأشجار الكثير من الثمار والفاكهة ذات القيمة الغذائية العالية، والتي يقوم عليها أي نظام غذائي صحي حول العالم.
تدخل بعض الأشجار وأوراقها أو لحائها في بعض الصناعات الدوائية وبعض مستحضرات التجميل التي يحتاج إليها الإنسان.
أثبتت الدراسات أن زراعة ثلاث شجرات بزاوية محددة وشكل محدد حول أي منزل، تجعل احتياجه لمكيفات الهواء أقل بنسبة تقترب من النصف أي 50%.
لذا لا يقتصر دور المنتجعات والأشجار على النواحي التجميلية أو الزخرفية، ولكن أصبحت من الضروريات التي خلقها الله للكوكب لتمثل له الرئة التي يتنفس منها والتي تحافظ على المناخ الجوي من التغير والتقلب الذي قد يقضي على الحياة في كوكبنا، فغضب الطبيعة أمراً لا يمكن لكوكبنا تحمله، وسيعود علينا بكوارث لا يمكن حصرها ولا تخيلها، لذا وجب علينا الحفاظ على البيئة زيادة الرقعات الخضراء لزيادة نسبة الأكسجين في الهواء.