بالتفصيل أهم تعريفات الحياة الفطرية، وسنشير إلى النتائج السلبية الناتجة عن تلوث الحياة الفطرية سواء للكون أو للبشر، كما سنعرض أهم الطرق العملية التي تساعد على الحفاظ على الحياة الفطرية.
وما هو دور المحميات الطبيعية في العالم كله للمساعدة في الحفاظ على توازن الكون، فحدوث أي ضرر أو خلل في أي عنصر من عناصر البيئة يؤدي إلى اختلال في التوازن العام، وتتأثر كافة الكائنات الحية.
تعريفات الحياة الفطرية
وضع علماء البيئة عدة تعريفات يمكن من خلالها توضيح معنى الحياة الفطرية أو البيئة الطبيعية، واجمعوا على تعريف واحد شامل لها، وهي أنها الحياة الطبيعية الفطرية التي لا دخل للإنسان بها، والتي أوجدها الله لنا بكل ما فيها من نعم لكي تخدم الإنسان ولكي تُلبي إحتياجاته.
فتشمل الحياة الفطرية الأرض والحيوانات الطبيعية التي لا تحتاج إلى تدخل في التربية، وكل ما هو طبيعي وفطري حولنا من طعام وشراب لا دخل للبشر في وجوده هو عنصر من عناصر الحياة الفطرية.
فقد خلق الله جميع الكائنات في هذا الكون، وجعل بينهم روابط قوية بشكل أو بآخر، فيتأثروا ببعض البعض بداية من النبات والحيوان مرورًا بأصغر المخلوقات مثل الفطريات، فهذه المنظومة الدقيقة تحتاج إلى رعاية وإهتمام بشكل مكثف حتى لا يختل توازنها.
إذا حدث أي خلل أو ضرر لأي من المعدلات الطبيعية للكائنات الحية أو للنباتات أو لنسبة المياه في الكون أو لغيرها، أدى ذلك لإختلال توازن الكون كله، فكل عنصر من عناصر الحياة الفطرية له دلالة معينة.
فإذا نقص عدد أي كائن حي يؤثر ذلك على باقي الكائنات الحية، وخير مثال على ذلك النتائج السلبية الواضحة والظاهرة بقوة على البيئة الناتجة عن الصيد الجائر لبعض الحيوانات، ووجد العلماء أن جميع الكائنات الحية لها فائدة ما، حتى الكائنات المضرة للبشر.
فإذا قُتل عدد كبير من الثعابين أو من العناكب أو من الأسود سيؤدي ذلك لإختلال توازن البيئة والتأثير بالسلب على حياة البشر أجمع، فلكل الكائنات الحية دور فعال.
فسموم الحيوانات المؤذية يمكن أن يتم الإستفادة منها في العديد من المجالات مثل صنع الأدوية، وغيرها من الأمثلة التي تدل على أن البشر عادة ما يكون تدخلهم في البيئة يؤدي لنتائج سلبية وخيمة على كافة المستويات.
تهديد الحياة الفطرية
انتشر الفساد في الأرض وانتشر التلوث نتيجة لأفعال البشر الخاطئة، وقال الله تعالى “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”، وإنتشار هذا الفساد أدى لإختلال كبير في التوازن البيئي والعديد من النتائج السلبية على الأرض كلها، ومن هذه النتائج السلبية:
أدى الصيد الجائر إلى انقراض العديد من الحيوانات الهامة للجنس البشري.
التلوث الجوي واستخدام المبيدات الحشرية والأدوات الكيميائية الضارة أدى إلى حدوث ظاهرة الإحتباس الحراري وثقب الأوزون، مما أدى إلى تغييرات كبير في المناخ تسبب أضرار بالغة، مثل ذوبان القطبين وإرتفاع درجة الحرارة في الكون كله.
قيام البشر بالتخلص من النفاية والقاذورات في المياه، أدى إلى تلوث البحار والأنهار، وهذا التلوث له دور كبير في ظهور العديد من الأمراض الخطيرة وإنتشارها في الفترة الأخيرة.
في كل مكان ستجد تلوث ضوضائي وتلوث سمعي وتلوث بصري بسبب أفعال البشر.
القضاء على الحدائق والمساحات الخضراء لبناء المدن زاد من التلوث الجوي، ونادى الكثير بخطورة قطع الأشجار وضرورة الإهتمام بزراعة البديل حتى لا تتأثر البيئة.
البناء على الأراضي الزراعية نتج عنه بور الأراضي ونقص الرقعة الزراعية، وبطبيعة الحال قلة المزروعات الناتجة.
الدمار الذي أصاب أشهر وأهم الغابات في العالم كله، وأشهرها الغابات الإستوائية والغابات المطيرة، مما أدى إلى تهديد حياة مئات الكائنات الحية.
زيادة عدد السكان وعدم إهتمامهم بالمحافظة على الموارد الطبيعية في البلاد، وإهمالهم للنباتات والحيوانات.
طرق المحافظة على الحياة الفطرية
هناك عدة طرق يمكن من خلالها أن يحافظ البشر على الحياة الفطرية، لكي لا تتعرض للضرر، ومن هذه الطرق:
الإهتمام بإنشاء منظمات وطنية وشعبية تهتم بالحفاظ على البيئة وحمايتها من الأضرار ومن التلوث، كما يجب تشجيع الشباب على التطوع والإنضمام لمثل هذه الجمعيات، لزيادة الوعي الشعبي والمجتمعي، وتسليط الضوء على الأضرار البالغة وعلى المستقبل المظلم الذي سنتعرض له إذا استمرت حالة الإهمال.
يمكن أن يبدأ الفرد بنفسه، فلا يلوث البيئة، وإذا ذهب لأحد الشواطئ أو لأحد الحدائق فعليه أن يترك المكان نظيفًا، كما يجب عليه أن يحرص على ألا يتأذى بسببه أي كائن حي.
يجب البعد عن امتلاك الحقائب والملابس المصنعة من جلود الحيوانات، فقتل الحيوانات من أجل صنع مثل هذه الملابس يؤدي إلى ضرر بالغ في الحياة البرية.
الإهتمام بتدوير القمامة، والإستفادة منها مرة آخرى بعد إعادة تصنيعها.
البعد عن إستخدام المواد الكيميائية التي تلوث الهواء والتي كان لها دور هام للغاية في التلوث الجوي الذي نعاني منه الآن.
دور المحميات الطبيعية في الحفاظ على الحياة الفطرية
المحميات الطبيعية هي أماكن مخصصة للحفاظ على الكائنات الحية المميزة، وهي أماكن مغلقة ومجهزة بشكل عملي للغاية، ويتم وضع فيها النباتات المهمة النادرة.
والحيوانات المهددة بالإنقراض، وذلك للحفاظ عليهم ورعايتهم بأفضل شكل، وهناك قوانين صارمة يتم فرضها في هذه المحميات، فيمنع صيد الحيوانات أو قطف النباتات أو القيام بالتدخين أو أذية التربة أو أي من الأفعال التي تسبب ضرر للكائنات التي بها.
فالهدف الأساسي لهذه المحميات هو حماية الكائنات الحية من أذى الإنسان وأفعاله الغير محسوبة، وأول من قام بإنشاء محميات طبيعية كان ملك مدينة سيرلانكا في القرن الثالث قبل الميلاد، وانتشرت فكرة المحميات الطبيعية في العالم كله.
أشهر المحميات الطبيعية
تهتم دولة استراليا بالمحميات الطبيعية بشكل كبير، فيوجد فيها ما يقارب من 9700 محمية طبيعية وذلك على مساحة كبيرة تتجاوز 103 ملايين هكتار.
أما في البرازيل فيتم تسمية المحميات الطبيعية بالمحميات البيولوجية، ويتم في هذه المحميات الإهتمام بدقة شديدة بكل ما يخص النبات والحيوان، وذلك بناء على دراسات علمية على يد أشهر علماء البيئة.
تضم دولة الدنمارك واحدة من أشهر المحميات الطبيعية في العالم تسمى محميّة هانزثولم الطبيعية،.
في دولة ألمانيا تم الإهتمام بالحياة الفطرية والبرية بشكل مكثف، فظهرت دراسات عام 1995م أثبتت أن وصل عدد المحميات إلى 5314 محميّة ضخمة.
تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان العربية المهتمة بالمحميات الطبيعية، حيث قامت عام 1987م، بإنشاء هيئة مخصصة سُميت بالهيئة السعودية للحياة الفطرية، واهتمت هذه الهيئة بالحياة الفطرية في المملكة كلها، ومن أشهر محميات المملكة: محمية التّيسيّة، محمية الجندليّة، محميّة الخنفة، محميّة الوعول، محمية جبل شدا الأعلى، محميّة حرّة الحرة، محميّة جرف ريدة، محمية سجا وأم الرمث، محميّة عروق بني معارض، محميّة جزر فرسان، محميّة مجامع الهضب، محمية نفود العريق، محميّة محازة الصّيد.
