يعتبر التلوث هو آفة العصر الحالي، والذي نتج بسبب الثورة الصناعية، وعدم الاهتمام بالبيئة لقرون طوية، وتم التعامل في الصناعة على أن الانبعاثات للكربون لن تؤثر بأي حال من الأحول على المدى القريب على البيئة، فلم يوجد أي اهتمام بشكل ملحوظ بمخاطر كل تلك الانبعاثات، والاستخدام الخطير للموارد اثناء الفترة ما بعد الثورة الصناعية الأوروبية بشكل عام، والفرنسية بشكل خاص، وحتى نهاية القرن التاسع عشر، ومع التطور العلمي الذي وصلنا إليه في الفترة الأخيرة، تمكن العلماء من تحديد الكثير من الأنواع المختلفة من التلوث التي تنشأ بشكل دوري، وتؤثر على الحياة على كوكب الأرض وبالتالي على البشرية، وفي الوقت الحالي جاري العمل عليها.
يتم تعريف كلمة التلوث في معجم لسان العرب على أنها مشتقة من الفعل “لوّث”، والذي يعني لطخ، فتلوثت الملابس بالطين، أي تم تلطيخها بالطين، وتلوث الماء تعكير صفوه واضطرابه، ولعل كلمة الاضطراب هي الكلمة الأكثر توضيحاً للتلوث، وذلك على مستوى التعريف اللغوي.
أما من ناحية التعريف الاصطلاحي، فيتم تعريف التلوث على أنه عبارة عن إدخال مجموعة من المواد الملوثة إلى البيئة الطبيعية لنظام معين، بشكل يحدث الضرر به، يسبب له الاضطراب واختلال التوازن في عناصر ذلك النظام، حيث تكون هذه الملوثات مواد جديدة، تدخل علي البيئة، أو مواد طبيعية، ولكن بنسب غير طبيعية وبشكل غير مقبول.
يعتبر هذا التلوث من أقدم أنواع المتلوثات، وينتج نتيجة وجود كائنات حية مرئية وكائنات غير مرئية في الوسط البيئي، فتختلط هذه الكائنات بالطعام او الشراب الذي يتناوله الإنسان، أو بوجود هذه الكائنات في الهواء الذي يستنشقه الإنسان، وينتج عنه إصابة الإنسان بالإمراض،
وينتج عن هذا النوع من التلوث بسبب التعامل الخاطئ مع مياه الصف الصحي عند التخلص من القمامة.
يعد التلوث الإشعاعي من أخطر أنواع التلوث البيئي، وهو يحدث نتيجة تسرب الإشعاعات إلي النظام البيئي بشكل سهل ودون مقاومة، حيث لا يمكن الشعور بهذه الإشعاعات ولا استنشقها، فتدخل إلي دورة حياة الكائن الحي، وتسبب أضراراً كارثية قد تضر الحياة بشكل عام،
ويعتبر من المسببات الرئيسية لهذا النوع من التلوث هو الإشعاعات النووية الناتجة من المفاعلات النووية.
ينتج هذا النوع من الضوضاء نتيجة حدوث الكثير من الأصوات العالية، الناتج عن صوت الطائرات او السيارات او غيرها من المزعجات، خاص في المدن المزدحمة، مما يؤدي إلي زيادة نسب الكولسترول بالدم، ويسبب أضراراً بالسمع، ويسبب التوتر والقلق واضطراب في النوم.
يأتي التلوث الحراري نتيجة التغير الحراري في البيئة.
التلوث البصري غالباً ما ينتج عن عدم ارتياح الإنسان عند إبصاره لشيء فوضوي.
هو عبارة عن إطلاق بعض المواد الكيميائية في الغلاف الجوي؛ فيسبب تلوث الجو، ويعتبر من الملوثات الخطيرة؛ وذلك بسبب سهولة وصولها إلي الغلاف الجوي، وهي الأكثر انتشاراً، ولكن التي تحتل لمركز لأول في الملوثات الهوائية هي عوادم المصانع والسيارات، وتلوث الهواء مضراً بالمرتبة الأولي للنباتات وصحة الإنسان، وأن ارتفاع درجة الحرارة وظاهرة الاحتباس الحراري هي خير دليل علي هذا التلوث.
تلوث الماء يعتبر من الملوثات الخطيرة التي تضر الإنسان والنبات والكون كله بشكل عام، ولأن الماء يشغل حيزاً كبيراً من الكرة الأرضية، حيث يشغل 70% من جسم الإنسان، وقد أثبتت الدراسات إن الخلية الصغيرة تعتمد في بنائها علي الماء، فإذا تلوث الماء ستتعرض البنية الأساسية للخلية- وهي وحدة تكوين الكائن الحي- إلى الكثير من الأضرار، ويعد تلوث الماء هو وصول المخلفات المختلفة إلى المسطحات المائية بأنواعها، سواء كانت البحار أو الأنهار أو الآبار الجوفية.
وحتى الأمطار، فالمطر قبل النزول إلي الأرض يسير بالسحاب في الهواء وإذا كان الجو ملوثا بالتالي المياه سوف تتأثر بالتلوث وتمطر علينا في شكل إمطار، ولعل من أكثر الملوثات انتشاراً وتأثيراً على الماء هي مخلفات الصرف الصحي، بالإضافة إلى المواد الكيميائية من مخلفات المصانع وعوادم الآلات، ويؤثر هذا التلوث بشكل مباشر على الإنسان من خلال تناول الإنسان لطعام تمت عملية الري الخاصة به باستخدام مياه ملوثة، أو حتى عن طريق تناول لحوم لحيوانات كانت تشرب من ماء ملوث.
هو استخدام كميات كبيرة من الملوثات التي تؤثر علي صحة الكائنات الحية مثل الأسمدة الكيميائية وغير العضوية، والتصحر الذي يأتي بحجة التوسع العمراني للمناطق الزراعية، وإهدار التربة الزراعية الخصبة الذي أدى إلي ظهور التصحر كدليل واضح علي التلوث البيئي
والتلوث البيئي مشكلة عالمية، وليست مقتصرة علي دولة معينة، ويحاول العالم جاهداً التحكم في التلوث، والبحث عن طرق وحلول فعالة؛ للتقييل من التلوث بدون المساس بالأنشطة البشرية والصناعية، وقد ظهرت عدة منظمات عالمية “كأصدقاء للبيئة” ومنظمات تنشر الوعي البيئي تحت شعار “بيئة خضراء”، محاولين إعادة الحياة للتربة والنباتات، وتوجد منظمات لدعم إعادة التدوير للنفايات، التي تلقي وتدفن في التربة ولا تتحلل، فهي من الملوثات الخطيرة، وتبذل هذه المنظمات الكثير من الجهد في محاولة إنقاذ النظام البيئي للكون من التلوث.
يجب علي الإنسان المحافظة علي البيئة المحيطة به من الملوثات، وقد سبق وعرضنا الملوثات التي تتعرض لها البيئة علي يد الإنسان وإضرارها ومسبباتها، فيجب علي الإنسان اتباع الحكمة التي تقول “من اتلف شيء عليه إصلاحه” فيجب التوقف من كافة الممارسات والأنشطة السلبية التي يقوم بها الإنسان بالإضافة إلي ضرورة بث الوعي والمسؤولية في المجتمع، كما يجب علي الجميع التكاتف في وجه كل من يحاول إيذاء البيئة، ويأتي دور المنظمات الحقوقية والصديقة للبيئة في نشر الوعي بين الناس في كيفية الحفاظ علي البيئة، والحد من الملوثات التي ينتجها الإنسان، والتي يُلقى بها في الماء والتربة والآبار.
والعمل على التصدي لمشكلة القمامة الاهتمام بمصانع إعادة التدوير والتركيز علي الجانب البيئي المتحضر في كافة الأعمال، وزيادة الوعي البيئي لدي الناس؛ للتخلص من نفاياتهم بطريقة صحيحة ومنظمة؛ للحصول علي أفضل بيئة خالية من الملوثات والضار والأمراض.
كما توجد العديد من الوسائل التي من شأنها مكافحة التلوث بشكل عام، والتي تعتمدها العديد من المنظمات البيئية العالمية والدول، والتي من بينها ما يلي.
بعد كل ما عرضناه لكم من نوعيات مختلفة للتلوث، ومدى تأثيره على البيئة، فالوقت حان لنتكاتف سوياً حتى نعيش معاً في عالم أقل تلوثاً، يمكننا أن نسلمه لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا مكاناً يصلح للعيش، كما عرفناه، فكوكبنا الأرض في الوقت الحالي يشكو الكثير من الملوثات والأضرار، والتي من شأنها أن تبيدنا جميعاً إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، ولكن بتعاوننا جميعاً سنتمكن من اجتياز تلك الكوارث.
من الممكن أن يشتمل البحث الخاص بالبيئة على بعض العناصر الأساسية، والتي من بينها ما يلي.
أنواع ومظاهر التلوث.
أضرار التلوث ومخاطره.
التقدم العلمي ودوره في تلوث البيئة.
نظافة البيئة من نعم الله (عز وجل) على عباده.
سبل مواجهة التلوث.
يعتبر تلوث الهواء والمياه أحد أكثر انواع التلوث انتشاراً وخطورة على الحياة في كوكب الأرض.