وقد تتعرض البيئة المحيطة بالفرد للعديد من الملوثات التي تدمرها وتسبب لها التلف، الأمر الذي يجعل من الصعب العيش بها، وفي الفقرات التالية من موسوعة سنتحدث معكم عن أبرز أنواع تلك الملوثات وهي النفايات، فتابعونا.
تعد النفايات من أكثر الملوثات التي تهدد البيئة بصورة كبيرة، وتختلف أشكال النفايات وفقاً للمصدر الذي تتشكل منه، فنجد النفايات الصلبة أو السائلة، وتوجد أنواع أخرى غازية، ولكل تلك الأنواع أضرار كبيرة على التربة والماء والهواء، وتزداد خطورتها بشكل واضح كلما مر الوقت عليها، أو إذا تم تخزينها لفترة طويلة، الأمر الذي يجعلها سامة بصورة كبيرة.
فنجد النفايات التي تُلقى فوق المياه وتسبب تلوثها، الأمر الذي يلحق ضرراً كبيراً بالكائنات الحية عند الشرب منها، كما تعمل على تلوث المياه الجوفية وجعلها سامة، ومن الجدير بالذكر أن ضررها لا يقتصر على المياه فقط، بل يؤثر بالسلب على صحة الأفراد الذين يعيشون في الأماكن التي توجد بها نفايات، فنجد أن الأشخاص الذين يقيمون بالقرب من مناطق إلقاء النفايات هم معرضون للإصابة بالأمراض الخطيرة بنسبة أكبر من الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عنها.
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأساليب التي يمكن اتباعها للتقليل من أخطار النفايات والحد من تأثيرها السلبي على البيئة، مثل فرز القمامة جيداً ثم إعادة تدويرها، أو الاعتماد على الطرق الكيميائية في معالجة القمامة، مثل الأكسدة، أو التمطير، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن الاعتماد على الحرارة العالية في التخلص من النفايات، حيث أن وضع القمامة في درجة حرارة عالية يساعد على قتل كافة الجزيئات السامة الموجودة بها، ولكن يجب الحرص على تركيب مرشحات على المصانع التي تقوم بتلك العملية، وذلك تجنباً لتلويث الهواء.
وتوجد بعض الطرق الفيزيائية التي تساعد على التخلص من أضرار النفايات، مثل الترشيح، والترسيب، بالإضافة إلى التصلب والتبخر، وكلها طرق مضمونة ولا تسبب تلوث البيئة، أما عن النفايات العضوية، فيمكن القيام بالمعالجة البيولوجية والتي تساعد في الحد من أضرارها.
هناك العديد من الأضرار السلبية التي تؤثر على البيئة نتيجة وجود النفايات السامة بها وإلقائها في المياه أو في التربة الزراعية، فالنفايات تحتوي على نسب عالية من المواد الكيميائية السامة، والتي قد تؤدي إلى قتل مئات من الكائنات الحية، الأمر الذي سيؤثر بالسلب على عملية التنوع البيولوجي، كما قد تؤدي إلى انتشار الأمراض والآفات بين الناس، وانتقال العدوى بينهم، وتدمير جهاز المناعة ونشر الأوبئة الخطيرة.
كما أن تراكم النفايات لفترة طويلة قد يؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة، بالإضافة إلى الجرذان والثعابين، الأمر الذي يهدد حياة الإنسان، كما إن إلقائها في المياه قد يؤدي إلى ابتلاع الأسماك لها، الأمر الذي يقضي على الثروة الحيوانية، فكثيراً ما نقرأ عن سلاحف بحرية وحيتان نفقت نتيجة تناول النفايات البلاسيتيكية.
وهناك العديد من الطرق التي تساعد على التخلص من أضرار النفايات، مثل حرقها والاستفادة من حرارتها العالية في عملية توليد الكهرباء، أو دفنها في المدافن الصحية التي لا تسمح للمواد الكيميائية السامة الموجودة في النفايات بالوصول إلى التربة وتلويثها، كما يمكن الاستفادة منها عن طريق تدويرها وصناعة المواد الخام التي تدخل في الصناعات الأخرى.