الشيشان من دول منطقة القوقاز الفريدة من نوعها بشكل كبير، ولذلك يتساءل الكثير اين تقع الشيشان ؟، وما هي الطبيعة الجغرافية والطبيعية لهذه البلاد، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنجيب عن هذا السؤال بشكل تفصيلي، كما سنوضح الديانة الرسمية للمواطنين بالبلاد، وأهم المناطق السياحية بها، فالشيشان واحدة من البلدان الغنية للغاية تراثيًا وثقافيًا وفنيًا وتاريخيًا.
اين تقع الشيشان
الشيشان بلدة منضمة رسميًا إلى جمهورية روسيا الاتحادية، والموقع الجغرافي لهذه البلدة مميز للغاية.
تقع الشيشان شمال شرق منطقة القاوقاز، بالتحديد بين خطى طول 44 درجة – 47 درجة شرقاً، وخطي عرض 42 درجة – 45 درجة شمالاً.
ويحدها من الغرب البحر الأسود، وأوسيتا الشمال وأنجوشيا.
ويحدها من الشرق بحر قزوين.
ومن الجنوب دولتي داغستان وجورجيا.
ومن الشمال دولتي داغستان وكراي ستافروبول.
العاصمة الإدارية للشيشان هي مدينة غروزني.
ومساحة الدولة تبعًا لأخر الإحصائيات الجغرافية تقريبًا 15800 كيلو متر مربع.
وكانت قديمًا مساحتها تُقدر بحوالي 16165 كيلو متر مربع، ولكن مع التغيرات السياسية والعسكرية بالمنطقة، استطاع الجانب الروسي أن يستقطع جزء من أراضي الشيشان من الجانب الشرقي.
وقام الروس بضم القطع المستقطعة إلى دول داغستان وجورجيا وأوسيتا.
تاريخ الشيشان
دولة وشعب الشيشان من الدول العريقة بالعالم، واختلفت كتب التاريخ والتراث هو الأصل الحقيقي لدولة الشيشان.
وتاريخ الشيشان كبير للغاية، وممتد إلى مملكة أوراتو الشرقية (زورزوكيتا) التي كانت مُقامة في 600 – 900 قبل الميلاد.
وكانت منطقة القوقاز من المناطق التاريخية التي شهدت إقامة العديد من الإمبراطوريات المختلفة، فقد حكم البلاد من قبل:
اليونانيين.
الرومانيين.
الفرس.
الصينيين.
الفتح الإسلامي.
وشعب الشيشان على مدار العصور اختلط كثيرًا بالألمان وبالبولنديين والأوكرانيين.
ونلاحظ اليوم أن روسيا تسعى إلى محو تاريخ دولة الشيشان، وتريد دائمًا تزييف تاريخها.
وطمس هوية الشيشان سيساعد بشكل كبير في سيطرة روسيا على حكم البلاد، وعلى ثرواتها.
جمهورية الشيشان الحديثة قد أقيمت بعد صراع طويل للغاية مع روسيا.
فقد رغب شعب الشيشان في الحصول على استقلالهم التام، لتكن الدولة حرة ومستقلة وذات سيادة تامة.
وقد سعت الشيشان للاستقلال بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ميلاديًا، فقد أعلنت تأسيس جمهورية إشكيريا الشيشانية.
ومرت بالعديد من الأزمات العسكرية والسياسية الصعبة للغاية، منها الحرب الشيشانية الأولى.
ففي هذه الحرب بذلك الدولة طاقتها قد تقف بعزم وقوة أمام روسيا، واستطاع شعبها أن يثبت قدرته على إدارة البلاد.
وانتصرت الشيشان في هذه الحرب، وأصبحت بسلطة الأمر الواقع دولة مستقلة تمامًا لها رئيس وحكومة خاصة بها تدير شؤونها.
ولكن لم يقف الأمر عند هذا الحد، ولم تتوقف أبدًا محاولات روسيا في السيطرة مرة أخرى على الشيشان، وضمها لسلطتها.
ولذلك تمت الحرب الشيشانية الثانية وهاجمت روسيا الشيشان مرة أخرى بقوة أخرى، وعلى الرغم من عدم سيطرة روسيا على البلاد، ولكن حتى يومنا هذا ما زال هناك اشتباكات عسكرية عنيفة وصعبة للغاية على حدود البلاد، خاصة في المناطق الجبلية التي تقع جنوب البلاد.
والوضع الدبلوماسي بين الدولتين متوترة بشكل كبير، فشعب الشيشان يريد بكل السبل أن يحافظ على سيادة واستقلال بلاده.
ومن المعروف اعتزاز الشعب كثيرًا بوطنيته، وفخره الدائم بتاريخ وتراث الدولة.
هل الشيشان دولة مسلمة
أغلبية سُكان الشيشان من أصحاب الديانة المسلمة، ولذلك الديانة الرسمية للشيشان هي الديانة الإسلامية.
وتبعًا للإحصائيات الأخيرة فعدد سكان الشيشان يُقدر بحوال 1.3 مليون نسمة، منهم تقريبًا مليون نسمة من المسلمين.
واستطاعت دولة الشيشان أن تحقق إنجاز إسلامي كبير وغير مسبوق في المنطقة.
فقبل تفكك الاتحاد السوفيتي كان يُمنع تمامًا ممارسة أي من الطقوس الإسلامية بالبلاد.
فبداية من عام 1917 ميلاديًا وحتى عام 1991 ميلاديًا، عانى الشعب الشيشاني المسلم من عنصرية شديدة.
وبعد حصولها على استقلال ملحوظ من الجانب الروسي بعد الحرب الشيشانية الثانية، تم الاهتمام بشكل خاص بالنهضة الشاملة بالبلاد.
وتم الاهتمام بشكل خاص بالمنشئات الإسلامية، وبالمؤسسات الدعوية بالبلاد، لتعويض ما عانوا منه طويلًا من عنصرية دينية.
وقد كان الشعب يرغب بشدة في الاستمتاع بحرية العقيدة، ولذلك نجد اليوم أن لدولة الشيشان هوية إسلامية واضحة للغاية، فهم يعتزوا بأصلهم وديانتهم بشكل كبير.
وقد استقبلت دولة الشيشان الفتح الإسلامي على يد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب بحفاوة شديدة، ودخلوا إلى الدين الإسلامي أفواجًا.
واستمتعوا بحرية العقيدة لفترة طويلة حتى سيطرت روسيا على البلاد عام 1860 ميلاديًا، وحينها تم مهاجمة المسلمين بشكل كبير.
وكان سقوط الاتحاد السوفيتي إنقاذ حقيقي لهم، وأصبح يُمكنهم الاستمتاع بحرية العقيدة مرة أخرى.
وتجد اليوم هناك أعداد كبيرة من المساجد في كل مدن وقرى الشيشان، وبجانب كل مسجد هناك مدرسة لتعليم الأسس الشرعية.
وتضم الشيشان اليوم أول معهد إسلامي ضخم بمنطقة شمال القوقاز، وهذا المعهد ينضم إليه الآلاف كل عام، لكي يتعلموا آداب وقواعد الديانة الإسلامية.
وبجانب المعهد، ففي الشيشان الآن مجمع ضخم للتعليم الإسلامي، يضم:
جامعة إسلامية.
مبنى إدارة دينية.
مسجد كبير.
والنهضة الإسلامية بالشيشان نهضة ليس لها مثيل إطلاقًا في أي من الدول الأوربية.
ولم يتم الاكتفاء فقط بالدعوة الإسلامية، بل شهدت الشيشان نهضة ملحوظة وكبيرة للغاية من الناحية الاقتصادية والتجارية أيضًا، وأصبح هناك علامات بارزة للإعمار والنهضة في كل النواحي.
السياحة في الشيشان
وهب الله عز وجل الشيشان بثروات طبيعية فريدة ومميزة للغاية، جعلتها مقصد السياحة الأول للآلاف من الأشخاص كل عام.
واهتمت الإدارة السياسية في الشيشان بتطوير الجوانب السياحية بشكل خاص، وساعدها على ذلك ثروات البلاد الطبيعية.
ووجود كميات كبيرة من النفط والثروات المعدنية، التي تم استثمارها بطريقة علمية مقننة.
وبجانب الثروات المعدنية فالبلاد أيضًا تتميز بوجود الثروات الزراعية، فالأرض بطبيعتها أرض زراعية خصبة، وهناك العديد من مصادر المياه العذبة، التي ساعدت على الاهتمام بمجال الزراعة بشكل كبير.
وكان كل ذلك عوامل لتشجيع السياحة بالبلاد، ويأتي السياح للاستمتاع بالطقس المميز للغاية خاص في فصلي الربيع والخريف، فهناك العشرات من المظاهر الطبيعية المميزة للغاية بالبلاد.
وفي فصل الشتاء تتساقط الثلوج بشكل بكل أنحاء البلد، فإذا كنت من محبي الثلوج فالشيشان وجهة سياحية مثالية لك، وهي الاختيار الأول لمحبي رياضات التزلج.
وفي فصل الصيف يكن الطقس ملائم لمحبي التجول الاستكشاف، فالجو معتدل.
وتأكد أن زيارتك للشيشان ستكن زيارة مميزة للغاية، لن تشعر فيها بالممل.
ومن أفضل المناطق السياحية بالشيشان:
مدينة غروزني الشيشان
مدينة غروزني عاصمة البلاد، زيارتها ستحقق لك سعادة ومتعة فريدة من نوعها.
فهي واحدة من المدن التراثية التي تضم عدد كبير من المظاهر الطبيعية الخلابة، فالمدينة تطل على نهر ارغون.
ومن أهم المعالم السياحية بالمدينة:
قلعة كيزليار.
قلعة مايكوب.
قلعة فلاديكافكاز.
مسجد قلب الشيشان (المسجد الأكبر بأوروبا، والذي يتميز بتصميمه المعماري الفريد، فهو مزين بالكامل بالرخام الأبيض).
أبراج حروزني سيتي.
متحف الشيشان الوطني.
معبد ميخائيل رئيس الملائكة.
منتزه بارك ماترينسكو سلافي الترفيهي.
مسرح يرمونتوف الوطني.
المكتبة الوطنية.
وهكذا نكن قد أجبنا على سؤال اين تقع الشيشان ، وأوضحنا الطبيعة الجغرافية والسياسية لهذه البلاد، وأهم المدن السياحية بها.