كيف ينتقل السيال العصبي ؟ سؤال نجيبكم عليه من خلال هذا المقال، يتكون جسم الإنسان من العديد من الأجهزة والتي يقوم كلًا منها بمهام ووظيفة مُحددة داخل الجسم ليكتمل بناءه ونموه، ويُعد الجهاز العصبي واحدًا من أهم أجهزة الجسم على الإطلاق، فهو المسؤول عن تأقلم الإنسان مع التغيرات البيئية المُحاط بها، كما أنه يُعد حلقة الوصل بين البيئة التي تحيط بالإنسان وبين دماغه، إذ ينقل لها شعور الإنسان ومختلف التعليمات والأوامر، وبالتالي تقوم العضلات بإصدار رد فعل يتناسب مع المعلومات التي تلقتها الدماغ، كما أن هذا الجهاز يساعد على حدوث عمليات أخرى بالجسم كالهضم والتنفس، ولكن ما هو تعريف السيال العصبي؟ وكيف ينتقل في جسم الإنسان؟ ولماذا يسير في اتجاه واحد؟ سنجيب على جميع تلك الأسئلة في سطور المقال التالي على موسوعة.
الخلايا العصبية
تحتوي دماغ الإنسان على المليارات من الخلايا العصبية أو العصبونات والتي يبلغ عددها بالتحديد 100 مليار خلية، وكل خلية عصبية تتكون من الجسم الذي يتضمن المعلومات الوراثية ويمد الخلية بالطاقة حتى تقوم بأنشطتها ويحافظ على بنيتها.
وتتكون أيضًا من المحور العصبي المحاط بمادة المايلين وهي التي تنقل الزوائد الشجرية والإشارات الكهربائية.
كما تتكون من التشعبات العصبية المتفرعة من جسم الخلية والتي تستقبل وتعالج الإشارات الصادرة من المحاور للخلايا العصبية.
تُعد الناقلات العصبية هي حلقة الوصل بين جميع الخلايا العصبية، حيث تقوم نقاط التشابك العصبي بإفراز تلك الخلايا.
أما عن أنواع الخلايا العصبية فهي تختلف طبقًا لوظيفة كلًا منهما وتركيبها الجيني وبنيتها، وطبقًا لوظيفة كل خلية تم تقسيمها إلى 3 أنواع.
النوع الأول هو الخلايا العصبية الحسية، والتي تحفزها العوامل الكيميائية مثل الرائحة والتذوق، والفيزيائية مثل الضوء والصوت والحرارة واللمس تلك العوامل الموجودة في البيئة، حيث يكمن دور تلك الخلايا في شعور الإنسان بما حوله مثل الحرارة، وتمكنه من الرؤية والشم والسمع والتذوق.
أما النوع الثاني فهو الخلايا العصبية الحركية، وهي التي تمكن الحبل الشوكي والدماغ من الاتصال بغدد وأعضاء الجسم وعضلاته، وبالتالي يتمكن الإنسان من التحكم في حركة جسده سواء كانت بشكل إرادي أو غير إرادي، ولتلك الخلايا نوعان، النوع الأول هو الخلايا العصبية العليا التي تُعد حلقة وصل بين الحبل الشوكي والدماغ وتنقل الإشارات بينهما، والنوع الثاني هو الخلايا العصبية السفلى والتي تُعد حلقة وصل بين العضلات الملساء والهيكلية والحبل الشوكي وتنقل الإشارات بينهما.
النوع الثالث من الخلايا العصبية هو الخلايا العصبية المتوسطة، وهي حلقة وصل بين الخلايا العصبية الحسية والخلايا العصبية المتوسطة من جهة، والخلايا العصبية الحركية والخلايا العصبية المتوسطة من جهة أخرى، وتقوم بنقل الإشارات بينهما.
تعريف السيال العصبي
اكتشف العالم البريطاني إدغار دوجلاس أدريان السيالة العصبية في حقبة الثلاثينات من القرن العشرين، والذي حصل بسبب هذا الاكتشاف على جائزة نوبل عام 1932.
ويعود هذا الاكتشاف إلى أجهزة القياس الشعرية التي التقطت الإشارات التي تصدرها السيالات العصبية.
كما أن اكتشاف السيالة العصبية ساهم في فتح المجال لدراستها من أكثر من جانب، ومن تلك الدراسات ما حاز على جائزة نوبل وقد بلغ عددها 4 جوائز.
يُعرف السيال العصبي بالنبض العصبي، وهو عبارة عن مجموعة من المعلومات والأوامر التي تقوم الأعصاب بنقلها، ويتم نقل تلك المعلومات سواء من خلال التفاعلات الكيميائية التي تحدث بين الأعصاب، أو من خلال واسطة كهربائية.
وتتخذ الخلايا العصبية في الجسم شكل شبكات، تمر من خلالها الأوامر والمعلومات ما بين دماغ الإنسان وجسده.
ويُعد السيال العصبي هو الوسيلة الوحيدة التي تتواصل من خلاله الخلايا العصبية من أجل القيام بوظائفها المختلفة على النحو الأمثل.
أما عن سُرعة السيال العصبي في الأعصاب فهي تُقدر بـ 120 مترًا في الثانية أي 432 كيلو مترًا في الساعة.
وتُعد فجوات التشابكات العصبية هي الوسيط الذي تنتقل من خلالها السيالات العصبية بين الخلايا العصبية، وذلك من خلال الإشارات الكيميائية المعتمدة على النواقل العصبية والتي تصل من خلالها السيالات العصبية إلى الغدد والعضلات.
وظيفة السيال العصبي
وعن وظيفة السيالات العصبية فهي تعتمد على جُهد الفعل، وهو عبارة عن نبضات كهربائية تقوم بإرسال إشارات عبر الجسم، أي تحولات تحدث بشكل مؤقت من السالب إلى الموجب في جهد غشاء الخلية نتيجة تدفق الأيونات فجأة من الخلية العصبية وإليها.
فعندما لا تُرسل الخلية العصبية أية إشارات تكون في وضع راحة وبالتالي تصبح سالبة الشحنة، أما الإشارة الموجودة خارج العصبونة فهي موجبة، ليكون فرق الجهد الكهربائي للعصبونة أو للخلية العصبية هو -70 فولت.
وهناك أيونات مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم تحافظ على التوازن بين الشحنات الموجبة والشحنات السالبة.
وفي وضع الراحة للخلية يمكن لبعض الأيونات أن تمر بسهولة عبر الجدار الخلوي مثل البوتاسيوم، ولا يمكن للبعض الآخر أن يمر من خلاله مثل الصوديوم، وفي الوقت ذاته لا يمكن للأيونات السالبة أن تعبر خارج الخلية لأن الجدار الخلوي لا يسمح لها بذلك.
وعند تُفتح قنوات الصوديوم الموجودة داخل الغشاء الخلوي عند إثارة جهد الفعل أو إرسال إشارة عصبية بواسطة جسم الخلية، وبالتالي تنطلق أيونات الصوديوم بالخلية حتى وصول الخلية إلى فرق جُهد معين، ومن ثم يتم إطلاق جُهد فعل نحو محور الخلية.
كيف ينتقل السيال العصبي
أما عن الطريقة التي ينتقل بها السيال العصبي، فهي تحدث نتيجة تتابع جهود الفعل داخل الجدار الخلوي لأنها تحدث في أي مكان به، مما يؤدي إلى إنتاج سلسلة من جُهد الفعل من خلال محور الخلية.
وسلسلة جهد الفعل تلك هي التي تنتج السيال العصبي الذي ينتقل من خلال محور الخلية إلى منطقة التشابك العصبي، وتصل السيالات العصبية إلى الخلية التالية عبر إطلاق ناقلات عصبية كيميائية تشق منطقة التشابك العصبي.
وبمجرد وصول الخلية إلى العتبة تقوم بإنتاج جهد الفعل، حتى يصل السيال العصبي إلى باقي الخلايا.
ومن خلال تلك العملية تنقل السيالات العصبية المعلومات بين العصبونات أو الخلايا العصبية.
وتنقسم السيالات العصبية إلى نوعين طبقًا لاتجاه نقل المعلومات، والنوع الأول هو السيال العصبي الصادر وهو الذي ينقل المعلومات لغدد الجسم وأعضاءه.
والنوع الثاني هو السيال العصبي الوارد وهو الذي ينقل المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي.
لماذا ينتقل السيال العصبي في اتجاه واحد
وينتقل السيال العصبي في اتجاه واحد لأن الخلية العصبية عندما تتعرض لمؤثر تتولد فيها إشارات كهروكيميائية تنتقل من خلال أجزاء الخلية.
حيث تكون البداية من الزوائد الشجرية ثم جسم الخلية ثم المحور الإسطواني ثم الأزرار الطرفية التشابكية (النهايات الطرفية للخلية ما قبل التشابكية).
فإذا كانت الخلية حركية أو عصبية تكون تلك الأزرار عضلة أو غدة، وإذا كانت الخلية عصبية حسية فهي تنتقل إلى خلية أخرى ثم إلى الجهاز العصبي المركزي.
وهذا هو سبب انتقال السيالات العصبية في اتجاه أو مسار واحد.
وفي ختام مقالنا اليوم كيف ينتقل السيال العصبي نكون قد تعرفنا على تعريف الخلايا العصبية وأجزائها وأنواعها، بالإضافة إلى تعريف السيال العصبي ووظيفته وكيف ينتقل ولماذا ينتقل في اتجاه واحد.