ما هو معنى السلوك في اللغة وما دلالاته؟ وما هو التعريف الخاص به في علم النفس؟ والتعريف الخاص به في الإسلام؟ وما المقصود بالسلوك بالنسبة للتعريف الوارد في علم الأحياء؟ وما هي خواص السلوك الإنساني؟ العديد من الأسئلة سنجيب عليها هنا من خلال موسوعة .
السلوك من أهم التعريفات التي عليك معرفتها، فهي عبارة عن رد فعل يقوم الشخص باتخاذه تجاه موقف معين أو شيء معين، وغالباً ما يكون متعلق بالبيئة، ويمكن أن يصدر السلوك عن وعي أو عن غير وعي كما يمكن أن يكون السلوك طوعي يمكن التحكم فيه أو لا يمكن التحكم فيه.
اهتم علم النفس بتفسير سلوك الإنسان بدءاً من القرن العشرين، وقد حدث ذلك بعد ظهور نماذج شهيرة تمت مسمى “السلوكية”، والتي تشتمل على رد فعل الإنسان اتجاه علم النفس الكولي، وقد كان هدفها العمل على فهم تفكير الإنسان ومعرفة ردود فعله من دون القيام بعمل تجارب معملية، كما اعتمدت السلوكية على وجهات نظر مختلفة، ومؤسس علم دراسة السلوك هو العالم الشهير جون واتسون.
فسر العالم السلوك على أنه فعل يمكن أن يكون منتشراً أو غير منتشر أو غير مقبول أو غير طبيعي بالنسبة للكثير من الناس، حيث يحتوي المجتمع على العديد من الأسس المختلفة التي يتم استعمالها في تقييم سلوك الشخص عبر المعايير الاجتماعية، والتي تهدف في النهاية إلى تنظيم سلوك الفرد تبعاً للتحكمات الاجتماعية، حيث يعد السلوك في علم الاجتماع بلا معنى محدد ولا يقصد به تحقيق أمر معين، مما يجعله من أبسط الأفعال الإنسانية، على الرغم من كونه ذا تأثير لا يمكن إغفاله في تشخيص العديد من المشكلات النفسية.
يرى العديد من علماء الأحياء ان الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان بالإضافة للأعصاب من أهم أجزاء الجسم التي تتحكم في سلوك الشخص في حين أن الرأي ووجهة النظر الشائعة هو أن السلوك قائم على الجهاز العصبي بشكل أساسي، حيث أن العمليات الحيوية معقدة للغاية في الجهاز العصبي، وهي السر في قدرة الإنسان على الاستجابة للمؤثرات الخارجية المختلفة، وكلما كان الشخص أكثر ذكاء وتجربة كان أكثر قدرة على ضبط سلوكه والتحكم في أفعاله وردود أفعاله ناحية المواقف المختلفة.
السلوك يمكن أن يكون مكتسباً من البيئة المحيطة بالإنسان كما يمكن أن يكون موروثاً، وبالرغم من القيام بعمل العديد من الجتارب والأبحاث التي تمت تحت مسمى مشروع ميكروبيوم الذي حاول الهيمنة على سلوك الإنسان الشخصي عبر ميكروب معين يتم إدخاله إلى جسد الإنسان، لكن العملية فشلت لكون السلوك أكثر تعقيداً فهو يعتدى كونه عملية حيوية ويختلف بشكل كبير باختلاف البيئة التي يعيش فيها الإنسان ومدى تأثيرها عليه.
الدين الإسلامي عمل على تربية المسلم ليكون ذا نفس صافية ومخلص للآخرين ومحب لهم، ونمى في المسلمين صفة الإيثار وتفضيل الآخرين على النفس والنصح والشورى، والبر بالوالدين والعطف على المحتاجين وقد تحققت الكثير من الأشياء الحسنة تحت لواء الإسلام حيث أن الدين الإسلامي من الأديان القائمة على العدل والمساواة والرحمة بالضعفاء بمنهج سلوك إيجابي كما ينهى الدين الإسلامي عن القيام بأعمال ارهابية أو أعمال عنف وبطش بالآخرين من أجل تحقيق الرحمة والعطف وزيادة قوة وترابط فصائل المجتمع المختلفة كما قال الله تعالى في كتابه: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” في سورة الأنبياء الآية 107.