ستتعرف في المقال الحالي من موسوعة على إجابة تفصيلية لسؤال هل القهوة حمضية فعلى الرغم من شهرة القهوة بأنواعها المختلفة إلا أن الكثرين لا يعرفون هل هي حمضية أم لا، كما أنه لا يعرفون ما العوامل المؤثرة على ذلك، وكيف يُمكن التحكم في درجة الحمضية، وما الحالات الصحية التي تتأثر بالسلب بدرجة الحمضية المرتفعة إلى حد ما، وفي الفقرات التالية ستضح كل تفاصيل كل ذلك بدايًة من تعريف الحمضية وكيفية قياسها.
تُحدد درجة الحموضة بالاعتماد على مقياس الأس الهيدروجيني الذي يشتهر اختصارًا باسم (pH)، والذي يساعد استعماله في تحديد درجة الحمضية في السوائل الذي يُمثل الماء المكون الأساسي لها كالقهوة؛ وتتراوح درجات هذا المقياس بين 0 و 14، وأي سائل تُقدر نتيجة فحصه وفق هذا المقياس بـ 7 أو أقل، يُعد من الأنواع الحمضية، ووفقًا لهذا فإن القهوة حمضية حيث تختلف درجة حمضيتها نسبيًا من نوع لآخر إلا أن درجتها تتراوح في المتوسط بين 4.85 و 5.10. ويعود الفضل في هذا الحمضية إلى تمتع القهوة بمذاقها الفريد والذي ينجم عن وجود 9 من الأحماض وهم: الستريك، واللينوليك، والكورلونجيك، والخليك، والكينيك، واللاكتيك، والماليك، والفوسفوريك، والبالماتيك.
القهوة حمضية ودرجة حمضيتها تتباين وفقًا لنوعها، وفي المتوسط تُقدر درجة حمضيتها بمعدل حده الأدنى 4.85، وحده الأعلى 5.10.
القهوة حمضية بمختلف أنواعها إلا حمضيتها تتباين تبعًا لعدة عوامل من أكثرهم تأثيرًا التحميص حيث تتختلف درجة الحمضية تبعًا لمدة التحميص ودرجة الحرارة المستعملة خلاله؛ حيث أوضحت دراسة أن القهوة المحمصة على درجة حرارة مرتفعة ولمدة طويلة ينخفض محتواها من حمض الكلوروجينيك، وتبعًا لهذه الدراسة فإن القهوة خفيفة التحميص هي الأكثر غنى بهذا الحمض وعدد من الأنواع الأخرى من الأحماض.
وبالإضافة إلى تأثير درجة التحميص على درجة حمضية القهوة فإن عملية التخمير تؤثر على ذلك أيضًا، وبنفس الطريقة فالتخمير لوقت أقل يننتج عنه قهوة أعلى من حيث درجة الحمضية.
كما يوجد عامل آخر يؤثر على حمضية القهوة، ويتمثل ذلك في درجة طحن حبوب البن، فالقهوة المُعدة من بن مطحون جيدًا تتفوق في درجة حمضيتها على الأنواع متوسطة الطحن.
لتناول كوب من القهوة مرتفع في درجة الحمضية لأعلى درجة ممكنة يوصى بشرب القهوة المعدة من البن المُعد بالخمير والتحميص لوقت قصير، والمطحون جيدًا.
حمضية القهوة مفيدة لأغلب الحالات، إلا أنها قد تتسبب في أضرار لبعض الحالات المرضية في أعراض جانبية؛ ومن بين هذه الحالات المرضية؛ مرضى القولون ومرضى تقرح الأمعاء، ولهذا السبب ينصح الأطباء المصابين بالإضطرابات الصحية التي تزيد شدتها بتناول المشروبات الحمضية بتجنب شرب القهوة مع مراعاة تناول الأنواع منخفضة درجة الحمضية لتجنب لأي أعراض جانبية، وتتمثل هذه الأنواع في القهوة المُجهزة من بن داكن اللون وغير جيد الطحن.
القهوة مرتفعة درجة الحمضية مفيدة لأغلب الحالات إلا أنها قد تتسبب في بعض الآثار الجانبية للمصابين ببعض أنواع الاضطرابات الصحية كقرحة المعدة.