لغز إختفاء أطفال عائلة سودر ربما يتخيل البعض من الوهلة الأولى لقراءة عنوان هذا المقال إننا بصدد التصدي لأحد القصص الخرافية أو البوليسية التي تمتلأ بالرعب أو الأحداث الغامضة كما يتخيل البعض، ولكن في الحقيقة إن الأمر مختلف إختلاف جذري وكلي عن ذلك حيث أن هذه القصة بالفعل قصة حقيقية وقد حدثت بالفعل في داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إختفى تماماً عدد خمسة أطفال من أسرة واحدة، وربما يكون الأمر حتى هنا طبيعي ولكن الغير طبيعي أن يظل هؤلاء الأطفال يبعثون لأبائهم مجموعات من الرسائل في كافة المناسبات وبشكل خاص مناسبات الأعياد من كل عام ! فالأمر بالفعل غير طبيعي ومثير للفضول.
عزيزي القارئ إذا كنت ترغب في التعرف علي باقي أحداث هذه القصة الغريبة من نوعها فما عليك إلا أن تقوم بمواصلة قراءة السطور القادمة من هذا المقال المختلف حقاً … هيا بنا …
إن عائلة سودر قد كانت مثل أي عائلة بسيطة وعادية وطبيعية للغاية، كانت تعيش في داخل أحد ولايات الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً هي ولاية فيرجينيا، هذا وقد كانت تلك الأسرة مكونة من إثنى عشر فرداً هما الأب والأم وعشرة أبناء وقد كانت تتسم هذه الأسرة بوجود حالة غير عادية من الترابط في ما بين كافة أفرادها، حيث كان يظهر هذا الأمر جلياً في تمسكهم بتناول كافة وجبات الطعام معاً بشكل دائم ومستمر.
ربما الكثيرين قد سمعوا عن هذه الحكاية ولكنهم لا يعلمون بدايتها من نهايتها ومن هو ذاك الجاني الذي يخلد وراء حدوث تلك الحكاية التي قد حيرت الكثيرين علي مدار الكثير من العقود الزمنية، في الواقع أن البداية كانت مع ذلك الإختلاف الجذري والعدواني بين كل من جورج مؤسس عائلة سودر و بين الفاشية موسوليني والذي كان يهاجم جورج ويتعقبه في كل مكان نتيجة إختلاف جورج معه في الآراء، وعلي الرغم أن جورج قد واجه الكثير من الصعاب والمطاردات المستمرة إلا أنه قد حاول من جانبه أن يتغلب علي كل تلك الصعاب وعمل علي الهروب في مكان بعيد داخل أمريكا من أجل أن يستطيبع أن ينشأ أسرته، وبالفعل ذهب إلي مكان بعيد وقام بإنجاب كل أطفاله الذي يبلغ عددهم عشرة أطفال وكان أكبرهم أحد جنود الجيش الأمريكي في ذلك الوقت.
ولكن في الحقيقة موسوليني لم يترك سودر ليهنأ بأولاده وعائلته حاول مطاردتهم بشكل دائم ومستمر وترويعهم بكثير من الأمور ولكن من جانب جورج وزوجته جيني قد حاولا كسب مودة كل جيرانهم علي النحو الذي جعلهم يحترمونهم ويكنون لهم كل الحب، ولكن في أحد الليالي وتحديداً يوم رأس السنة لعام 1945 وبعد أن إحتفل جورج وكل أفراد عائلته بالعام الميلادي الجديد وليلة رأس السنة بصحبه كافة أصدقاؤه، قد ذهب جورج وزوجته جيني إلي غرفهم من أجل أن يخلدوا إلي النوم، وأطفالهم ذهبوا كل منهم إلي غرفته، ولكن في منتصف الليل وتحديداً في الواحدة والنصف سمعت جيني صوت غريب في البيت فقامت وحاولت أن ترى ما الخبر ولكنها فوجئت أنه ليس هناك أي شئ علي الإطلاق.
وفي الرابعة قد إستيقظ كل المنزل علي صوت من الصراخ الغير طبيعي من جانب جيني وجورج حيث وجدوا البيت كله يشتعل بالنار من كل جوانبه، وعلي الفور حاول كل فرد من أفراد السرة أن يفر بنفسه بعيداً عن كل تلك النيران التي تحيط بالمكان، وبالفعل بدأوا بإخراج جيني الزوجة ولكن قام جورج بخرق فتحه في داخل هذه النيران المتوهجة من أجل إخراج أطفاله التسعة، وبالفعل نجح في إخراج ثلاثة منهم بأمان تام، ولكن فجأة قد وجد تلك الفتحة يتم إغلاقها بالنيران من كل جانب ولم يعد قادر علي رؤية أي شئ ولم يشعر بنفسه إلا وهو يتطاير بفعل إنفجار كبير بعيداً عن المنزل ككل.
وعندما بدأ يرجع إلي جورج تركيزه في الأمور قد أيقن أن أولاده الخمسة لم يتم إخراجهم بل وقد تم إحراقهم بفعل تلك النيران الملتهبة، وبالفعل هذا ما قد أكده كل أجهزة الشرطة التي أكدت أنهم قد حرقوا بفعل النيران، ولكن الغريب في الأمر إن جورج وجيني كانوا علي يقين أن أولادهم لا يزالوا موجودين وعلي قيد الحياة، وتوالت الأيام وراء بعضها إلي أن مر ما يقرب من العشرين عام، وقد أنهت الشرطة من جانبها الأمر وأكدت أن الحادث هو بمثابة حادث حريق عادي وأنتهى الأمر وأن الأطفال قد حرقوا في داخل أثناء الحريق.
ولكن المفاجأة كانت بعد مرور كل تلك السنوات عندما فوجئ جورج برسالة تحتوي علي ثلاثة كلمات ( أبي، أمي أسفين ) ويحتوي الظرف علي صورتين أحدهما لأطفال جورج وهم صغار وصورة أخرى تحتوي علي خمس شباب يشبهون أطفال جورج إلي حد كبير، فتيقن جورج أنهم أولاده وأن الشعور الذي كان يراوده دوماً بأن أطفاله أحياء قد كان شعور دوماً حقيقي، ولكن حاول أن يفتح جورج التحقيق في القضية مرة أخرى ولكن دون أي جدوى علي الإطلاق، ومات جورج وجيني وأولادهم الواحد يلو الأخر ولم يتبقى سوى أبنتهم التي كانت تبلغ العامين في وقت حدوث تلك الحادثة، وكانت دائمة البحث عن إخوتها ولكن أيضاً دون جدوى، أنه فعلياً لغز قد شغل الكثيرين عبر كل العقود الماضية منذ القرن الماضي ولا شك أن الفاشية موسوليني قد كان هو الذي يكمن وراء هذا اللغز ووراء حريق المنزل وإختفاء الأطفال الخمسة.