قصة أسطورة فيلوميلا أحد الأساطير اليونانية القديمة فلطالما كثرت الأساطير في الدولة اليونانية القديمة وهي تحكي عن أحد الفتيات من أحد العائلات الارستقراطية التي تحولت في النهاية إلي طائر حزين بسبب ما قد تعرضت له من جريمة بشعة، وكانت كل أسطورة من تلك الأساطير تشير إلي عبرة ما في محاولة لفهم العالم من ناحية وإبراز مبدأ القوي الإلهية من جهة أخري فلقد كانوا اليونان القدماء شديدي الإيمان بالآلهة والقوة الخارقة التي تمتلكها ويحاولون خلق الأساطير حولها ومن خلال سطورنا الآتية سوف نتعرف إلي قصة الفتاة الجميلة فيلوميلا من خلال موسوعة.
قصة أسطورة فيلوميلا
فيلوميلا هي أحد الفتيات الجميلات وكانت تعيش في أثينا عاصمة اليونان، وهي أبنة لأحد ملك أثينا والذي يدعي زيوكسيبي.
كانت لفيلوميلا أخت واحدة وهي بروسن التي تزوجت من تيريوس ملك مدينة تراقيا بموافقة أبيها وهذا يرجع لأغراض سياسية فيما بينهما.
عاشت بروسن مع زوجها تيريوس بعيدا، وفي أحد الأيام بعد أن اشتاقت إلي أختها فيلوميلا أخبرت زوجها بأن يذهب ويحضرها إليها، وبالفعل وافق زوجها علي هذا الطلب.
وصل تيريوس إلي منزل فيلوميلا لإحضارها من المنزل، ولقد أوصاه أباه أن يعتني بها طيلة الطريق وفي الفترة التي ستقضيها هناك في تراقيا، ومن ثم ودعها الأب.
أثناء رحلة فيلوميلا مع تيريوس وهما في طريقهما إلي مدينة تراقيا قام باغتصابها فلقد كان معجب بجمالها بعد أن رأها منذ فترة طويلة.
انهارت فيلوميلا مما قد حدث، وهددته بأن سوف تخبر أختها عندما تصل إلي هناك ولكن قام تيريوس بقطع لسانها حتي لا تقوم بإخبار القصة لأحد وتهدد استقراره الأسري مع زوجته.
لم يكتفي تيريوس بقطع لسانها بل قام برميها في الغابة، وبعدما وصل إلي تراقيا أخبر زوجته بأن أختها قد ماتت في حادثة طريق.
لم تخضع فيلوميلا لما قد حدث وأصرت علي إخبار أختها بحقيقته عن طريق كتابتها علي النسيج، وبعثتها بعد ذلك إلي منزل أختها.
بعدما علمت أخت فيلوميلا بما حدث قامت بقتل ابنها من تيريوس، ووضعته له في الطعام.
بعدما تناوله تيريوس وهو لا يعلم، سألها أين ابننا إيتس، فقالت له في بطنك.
لم يصدفها إلا بعدما أحضرت له رأس أبنه، جن جنون تيريوس وقاما بمطاردة الأختين وتوعد بالانتقام منهما.
أشفقت الآلهة علي غضب تيريوس، وقاموا بتحويل كلا من بروسن وفيلوميلا إلي طائرين العندليب والسنونو.
بعدما تحولت فيلوميلا إلي طائر العندليب ظلت تغني قصتها بصوتها العذب إلا أن عرفها الجميع، ومنذ هذا الوقت تحولت إلي أحد أهم الأساطير اليونانية التي تبرز عواقب الانتقام في النهاية علي الإنسان.
فائدة قصة أسطورة فيلوميلا
مثلت القصة الهيمنة الذكورية من خلال اغتصاب تيريوس لفيلوميلا وقطع لسانها أيضا.
كما تبرز القصة عاقبة الانتقام علي الأطراف التي تسعي إليه لأن كلاهما كانا خاسرين، أحدهما فقد نسله وقوته من خلال قتل ابنه، والأخري قد غضبت عليها الآلهة وحولتها إلي طائر.
عكست القصة معاناة المستضعفين واضطهادهم، ومحاولة إسكاتهم أيضا من الأطراف الأقوى منهم دون الاهتمام بمعاناتهم.
أبرزت تلك الأسطورة الإصرار الذي كان لدي فيلوميلا بأن تحكي القصة لأختها حتي وإن كان لسانها مقطوعا، فلقد استخدمت طريقة أخري لإخبارها بقصتها.
هناك بعض المحللين قد جاءت بأن تلك القصة قد جاءت من رحم المعاناة التي قد عاشتها النساء في دولة أثينا قديما ومحاولة ممارسة الهيمنة الذكورية عليهم.
توجد بعض القصص في الأساطير اليونانية التي قد أبرزت اضطهاد المرأة علي مر العصور.
أكدت تلك الأسطورة أيضا علي أهمية الفنون من خلال غناء فيلوميلا للقصة بعد تحولها إلي طائر العندليب ذات الصوت العذب، فلطالما حرصت دولة أثينا القديمة علي تمجيد الفنون.
تغيرات في أسطورة فيلوميلا
هناك بعض التغيرات التي قد طرأت علي أسطورة فيلوميلا، فهناك سردا أخر يؤكد علي أن بروسن هي من تحولت إلي طائر العندليب، وفيلوميلا إلي السنونو.
أكدت الأسطورة علي أن تيريوس قد تحول إلي طائر الهدهد، وهذا بحسب ذكر بعض المصادر التي لم يتبقي منها الكثير حتي الآن.
وهناك بعض المصادر اليونانية القديمة التي أكدت علي أن بروسن تحولت إلي طائر العندليب الذي يتجول وهو ينشد أنشودة ندم وحزن، بعكس ما جاء في مصادر لاحقة قد أكد عليها بعض الشعراء الإنجليز بأن فيلوميلا هي من تحولت إلي طائر العندليب بعدما قطع لسانها.
هناك بعض المصادر الثالثة التي قد عكست الأسطورة تماما وزوجت تيريوس من فيلوميلا وليس من بروسن، وبأن تيريوس حاول أغتصاب بروسن أخت زوجته وبعدما اغتصبها قطع لسانها، ورماها في الغابة وفي النهاية قد تحول تيريوس إلي طائر الصقر وليس الهدهد.
تحويل الأسطورة إلي مسرحية الطيور الثلاثة
بسبب القصص والعبر الكثيرة في تلك الأسطورة فلقد تم تحويلها إلي أحد المسرحيات تحت عنوان الطيور الثلاثة قامت الكاتبة الإنجليزية جوانا لورانس من شدة أعجابها بالأسطورة بكتابة عمل مسرحي عنها.
ركزت المسرحية علي مسخ الإنسان إلي طيور أو حيوانات وهو أمررا شائع في الأساطير اليونانية، وقد يرجع ذلك إلي شدة إيمانهم بتناسخ الأرواح، وتحول الإنسان عندما يرتكب أفعال شريرة إلي حيوان مفترس أو تحوله إلي حيوان جميل عندما يفعل الأعمال الطيبة عندما يموت.أظهرت المسرحية بعض التفاصيل الجديدة في القصة من ضمنها هو عرض الملك بانديون علي تيريوس الزواج من ابنته تيريوس بالرغم من رغبة تيريوس من الزواج بفيلوميلا فلقد كان معجبا بجمالها أكثر من أختها.حققت المسرحية نجاحا باهرا بعد أن تم عرضها علي أحد المسارح في مدينة لندن الإنجليزية.
أهمية الأساطير اليونانية
اشتهر اليونانيين القدماء بأساطيرهم العديدة ومن خلال السطور القادمة سوف نتعرف إلي أهمها لكونها كانت جزءا لا يتجزأ من الحضارة اليونانية، وبعضها واقعيا والأخر غير ذلك وقد يصعب علي بعض المحللين معرفة مدي واقعية الأسطورة أو التأكيد علي خرافتها من جهة أخري بسبب حرصهم علي جعل عناصر الأسطورة أن تكون مترابطة مع بعضها البعض دون وجود أية خلل.
تميزت الأساطير اليونانية بالتنوع الكبير، فمنها ما هو حضاري، والأخر شعبي وكانت تتحدث عن الآلهة أو الحب.
تظهر العادات الاجتماعية السائدة في دولة أثينا القديمة التي كانت تعد منارة للعلم والأدب في العالم، كما أن تلك الأساطير كانت تهتم بإيصال بعض القيم والعبر إلي الأفراد لاستخلاص العظات منها.
كانت توجه إلي العامة من الناس لكي يستطيعوا أن يعيشوا حياتهم وهم سعداء، كما أنهم حرصوا علي إدخال اللأهة دوما في تلك الأساطير كي تكون مستساغة أو مقبولة.
كان لكل آله من الآلهة اليونانية قصة مختلفة عن الأله الأخر، وقد تم إطلاق اسم وصفة علي كل واحدا فيهم فعلي سبيل المثال كان الآله زيوس هو رئيس الآلهة وكان وحده هو الذي يستطيع أن يرسل إليهم الرعد والعواصف عندما بغضب عليهم، علي عكس الآلهة هير زوجته التي كانت تمتاز بصفات أخري وهكذا.
وبهذا نكون قد تعرفنا إلي قصة أسطورة فيلوميلا أحد أشهر الأساطير اليونانية القديمة ذات النهاية المأساوية، كما سلطنا الضوء علي أهم العبر المستخلصة منها، وندعوكم إلي الإطلاع علي كل جديد عبر الموسوعة العربية الشاملة.