اليوم العالمي للنظارات الشمسية من أحد أهم الأيام في العام، ويأتي هذا اليوم في 27 من يونيو كل عام، وسر اختيار هذا اليوم خصيصا من العام لأنه في فصل الصيف وهذا الوقت يعد الوقت المناسب للتوعية بأهمية ارتداء النظارات للوقاية من أشعة الشمس الضارة حتى لا تصل الى العين وتحدث أضرارا بالغة.
ومن بعض أوجه الاحتفال في هذا اليوم أن الناس تتهادى في هذا اليوم العالمي مع بعضهم البعض بالنظارات الشمسية وهذا من باب الحث على ارتداء النظارات والحماية من الشمس.
مرت النظارات الشمسية بالعديد من المراحل عبر التاريخ فلا يوجد لها مخترع بعينه، ولكن هناك فترات مؤثرة مرت على النظارات الشمسية قام بعض الأشخاص فيها بإحداث تغيير جذري في مستقبل النظارات الشمسية، وفيما يلي سرد لبعض ما جرى من أحداث أدت في النهاية إلى ظهور النظارة الشمسية بشكلها الحالي المتعارف عليه لدى الجميع.
في بداية الأمر كانت شعوب الإسكيمو ترتدي نظارات ذات سطح مسطح وكانت عاجية اللون لكن لم تكن كالنظارات الشمسية في وقتنا الحالي يمكن لنا النظر من خلال زجاج النظارة، فقد كانت نظارات الإسكيمو بها فتحات ضيقة في العدسات حتى تحجب الأشعة الضارة المنبعثة من أشعة الشمس.
ويقال أيضا أن الإمبراطور اليوناني نيرون كان يحب أن يشاهد معارك المصارعة القتالية عبر الزمرد الذي كان غالبا ما يستعمله كالمرآة، واستخدمت النظارات الشمسية في الصين منذ القرن الثاني عشر، وهناك بعض الأقوال تقول أنها ظهرت قبل هذا التاريخ، كما أن بعض الروايات تقول أن القضاة في المحاكم الصينية كانوا يستخدمون النظارات المصنوعة من الكريستال حتى لا تظهر تعابير وجوههم أثناء محاكمة المتهمين.
كانت سنة 1913 هي إحدى اللحظات الفارقة في تاريخ النظارات الشمسية حيث أنه تم تصنيع عدسات نظارات تسمى بالكروكس والتي صنعت من خلال الزجاج المحتوى على مادة السيريوم والذي يعمل على منع الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وفي بدايات 1920 شاع استخدام النظارات الشمسية لدى نجوم الأفلام السينمائية، وأما في عام 1929 الذي مرت به النظارات الشمسية بتغيير جذري حين قام سام فوستر بصناعة النظارات الشمسية الغير مكلفة من خلال مركب السيلولويد، وانتشرت هذه النظارات كانتشار النار في الهشيم نظرا لسعرها المنخفض وجودتها فكانت تجمع نظارات فوستر بين السعر الجيد والجودة الجيدة؛ وقد وجد فوستر متاجر جاهزة على سواحل الشواطئ في مدينة أتلانتك في نيو جيرسي فبدأ فيها ببيع النظارات الشمسية التي قام بصنعها تحت مسمى “فوستر غرانت”.
أما في العام 1938 كانت هناك ظاهرة غريبة عبرت عنها مجلة مخصصة للنظارات الشمسية حتى أنها تحمل نفس الاسم قالت أن النظارات الشمسية أصبحت موضة!، فتغيرت مهمة النظارات عند بعض الناس في ذلك الوقت من حماية عدسات العين من أشعة الشمس الضارة إلى موضة، وانتشرت تلك الموضة في كثير من شوارع الولايات المتحدة الأمريكية، بل وكانت النظارات الشمسية تعد هي المظهر المفضل للنساء في ذلك الوقت؛ كما ذكرت المجلة نسبة المبيعات في عام 1937 وكانت نسبة المبيعات ضخمة للغاية حيث بيع ما يزيد عن 20 مليون نظارة شمسية في الولايات المتحدة، ولكن المفاجأة ليست في العدد إنما العجيب في هذا الرقم هي النسبة التي احتاجت إلى النظارات لاستعمالها في حماية عينيها ومثلت هذه النسبة 25%.
أما عن عام 1936 فقد شهد نقلة نوعية في مسيرة النظارات الشمسية حيث بدأت النظارات المستقطبة في الانتشار آنذاك، وقد بدأ هذا الأمر حين بدأ إدوين لاند بتصنيع نوع من العدسات التي استخدم فيها مجموعة من المرشحات المستقطبة الحاصلة على براءة اختراع. أما في عام 1947 قامت شركة أرموليت بتولي مهمة تصنيع نوع جديد من العدسات مكون من المادة CR-39.
في الوقت الراهن تعد الصين هي أكبر مركز لصناعة النظارات الشمسية حيث يوجد في الصين ميناء شيامن وهو أكبر ميناء يقوم بإنتاج النظارات الشمسية في العالم بأسره، ويصل عدد النظارات التي يقوم الميناء بتصديرها إلى 120 مليون زوج من النظارات الشمسية في كل عام.
تقوم النظارات الشمسية بالعديد من المهام لكن إن أردنا إجمالا فيمكننا القول أنها تقوم بحماية عدسات العين من الاشعة الضارة الصادرة من الشمس، وإن أردنا تفصيلا فسنقوم بسرد بعض المهام التفصيلية التي تقوم بها هذه النظارات؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر:
تقوم النظارات الشمسية بتحسين الرؤية وتوضيح مجال رؤية العين للرائي، ويكون ذلك من خلال حماية العين بواسطة العدسات التي تختلف أنواعها من عدسة إلى الأخرى حسب سعر النظارة الشمسية والجودة التي تميز شركة عن الأخرى.
ومن أكثر الناس استفادة بالنظارات الشمسية هم قائدي المركبات ذلك بجانب الفئات الاخرى بكل تأكيد لكن النظارات الشمسية دفعت عن سائقي المركبات مشكلة عدم القدرة على التركيز في الطريق بسبب أشعة الشمس لكن مع ارتداء النظارات الشمسية تندثر هذه المشكلة تماما وتصبح القيادة أمرا ممتعا.
تقوم النظارات الشمسية بحماية العين من الأشعة الضارة التي تصدر عن الشمس، لكن النظارات التي تتمتع بأعلى درجة الحماية هي التي تقي العين من الأشعة فوق البنفسجية، وهذه الأشعة تعتبر مدمرة لعدسات العين إلى أبعد الحدود فمشكلة واحدة من المشاكل التي يمكن أن تسببها الأشعة فوق البنفسجية ستكون كالكابوس لأي شخص.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يصاب الشخص بالعمى الثلجي الذي يصيب الإنسان بحالة تشبه العمى المؤقت يصعب معه بل يستحيل في بعض الحالات تمييز الألوان، فيرى المصاب بهذا العمى كل الأشياء من حوله باللون الأحمر ويستمر هذا لمدة ليست بالقصيرة، من المعتاد أن يسترد المصاب بصره خلال 24 ساعة لكن التعرض لمدة طويلة إلى الضوء المنعكس يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى اعتلال الشبكية الشمسية ويتسبب هذا الاعتلال إلى العمى التام والدائم بكل أسف، لكن مع ندرة الحالات التي تصاب بالعمى التام بسبب هذا الأمر فيجب علينا أن نحتاط من هذا الأمر.
كما أن الأشعة فوق البنفسجية من الممكن أن تصيب بالعديد من الأمراض الأخرى مثل الماء الأبيض والظفرة وبعض الأنواع من سرطان العيون، وينصح أطباء العيون بالوقاية من هذه الأشعة بواسطة ارتداء النظارات الشمسية التي تعكس 99% من الأشعة فوق البنفسجية، وإن استطعت أن تأتي بنسبة حماية أكبر من هذه النسبة سيكون الأمر أفضل وأفضل، والنوع الذي يضمن هذا النوع من الحماية غالبا ما يأتي باسم UV400.
لكن النظارات الشمسية بالطبع لا تكفي لحماية العين من الأضرار طويلة المدى التي تأتي بسبب طول طول النظر نحو الشمس، فيجب استعمال نظارات خاصة تعرف باسم نظارات المشاهدة الشمسية التي تستعمل لأجل النظر إلى الشمس مباشرة، ويتمتع هذا النوع بخاصية غير موجودة في باقي النظارات العادية ذات نسبة الحماية الأقل وهي أن نظارات المشاهدة الشمسية تقوم بتصفية الأشعة فوق البنفسجية تماما قبل أن تصل إلى العين.
