الامارات بين الماضي والحاضر ، لعل التراث هو كلمة السر الدائمة والتي تربط الحاضر بكل ما مضي. وإنه لأمر مؤكد أن ما تطمح له الشعوب في بنائها الحضارات هو تخليد التراث وقيمته وإن كانت في أبسط الأشياء. ولذا فإن أعظم ما قد يُخلد من التراث هو إنتاج البشر من أفكار، أو أعمال كانت نواة لغيرها مما تم استحداثه ، وفى مقالنا الآتي على موسوعة نستعرض قطاعاً من حياة الإمارات بين الماضي والحاضر.
مقارنة بين الامارات بين الماضي والحاضر
التطور العمراني في الامارات قديما وحديثا
لعل أبرز ما يميز مجتمع في قوة المجتمع الإماراتي حضارياً هو بنية المجتمع التي اختلفت كثيراً عن السابق. فقد عاش المجتمع البدوي حياة الترحال والقبلية بكل ما تحتويه من تفاصيل. وتميزت محال إقامتهم ببناء الخيم أو البيوت المصنوعة من عريش النخل.
الآن نجد الأبراج، وناطحات السحاب، والقصور، والمنازل المتسعة الفخمة المبنية بالحجر والأسمنت ومصممة على أحدث الطرز. كما نجد انتشار أبنية للمراكز الثقافية، والمدارس، والجامعات، والمقاهي والمطاعم، وكذلك النوادي.
العمل والاقتصاد في الإمارات قديماً
اعتمد أهل الإمارات قديماً على إقامتهم بالقرب من مياه الخليج والمواني مثل بني ياس حيث حياة صيد الأسماك، واللؤلؤ و بيعهما من أجل توفير لقمة العيش، وما كانت تلزمه ضروريات الحياة البسيطة جداً وقتها.
وكذلك فإننا نري حياة بدوية قائمة على رعي الأغنام، وكل أنواع الدواب. و القيام على حرفة الزراعة، فأصبح لكل أسرة أو قبيلة اكتفاء ذاتي من المأكل، والمشرب، والملبس.
كما كان قمة التطور الاقتصادي هو وجود حركة التجارة عن طريق السفر عبر الصحراء، وبالاعتماد على الجمال. أو استخدام الخشب في صناعة المراكب والسفن؛ من أجمل نقل البضائع من وإلى ميناء الخليج.
كذلك فقد تميزت الإمارات قديماً بانتشار بعض الأسواق، و ازدهارها مثل أسواق الإمارات وسوق دبي القديم، ووجود الكثير من المحلات الكبيرة لمختلف الأغراض.
ولقد اقتصر دور الأبناء هو تعلم الحرفة من آبائهم أو مساعدتهم في تجارتهم. فلم تكن هناك مؤسسات ولا شركات ولا مكاتب للعمل أو حتى سعي حتى الاحتراق من أجل الحصول على وظيفة عمل مضمونة وثابتة. كان الحصول على عمل أسهل بكثير فالحياة بسيطة وأهدافها محددة.
أما في الوقت الحاضر فقد غدت الإمارات من أقوي الدول العربية على مستوى العالم اقتصادياً بسبب زيادة حركة التجارة، والصناعة، والزراعة، ومختلف القطاعات الاقتصادية في المجتمع. فأصبحت ملاذا آمنا للمستثمرين و رجال الأعمال والتجار من مختلف الجنسيات، و قامت بتوسيع أسواقها لتشمل جوانباً ترفيهية إلى جانب التسوق والذي يعتبر الأساس بالنسبة لقيام هذه الأسواق.
المواصلات في الامارات بين الماضي والحاضر
اعتمد المواطن الإماراتي قديماً على الإبل كوسيلة تنقل رئيسية، تليها في ذلك السفن كوسيلة تنقل وسفر، أما الآن فقد تطور الأمر إلى وجود القطارات والسيارات، والطائرات. وإن كانت السفن لا تزال من أجمل ما قد يرتاده مسافر من الإمارات وإليها.
كما ويضاف الانتقال أيضاً عن طريق ركوب الخيل، والذي تقام لأجله السباقات والمهرجانات من أجل تعزيز الهوية العربية.
التعليم في الإمارات قديماً وحديثاً
قديماً كان المسجد هو دار العبادة والعلم، وكان “المطوع” يعلم التلاميذ أصول الشريعة والدين، وحفظ القرآن الكريم ودراسة اللغة العربية، والأحكام و آداب المعاملة.
أما الآن فقد غدت المدارس بأنظمتها المختلفة ومناهجها الدراسية السبيل الرئيسي للتعليم. يليها في ذلك انتشار أجهزة الكمبيوتر و الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول ذات الغرض التعليمي.
الجانب الابتكاري في الإمارات قديماً وحديثاً
لعل مما سبق نستطيع أن نستنتج أن أبلغ الابتكارات مقاماً هي التفكير ومحاولة فرض آلية أو طريقة تعامل مع التجار مثلا، وكذلك بعض الأدوات التي تعين في الصناعات اليدوية ومن ثم زيادة الإنتاج. الأمر الذي قد اختلف على نحو كبير في الحاضر فظهر الجانب الابتكاري بمجالات العلوم المختلفة، والطب والهندسة، والأدب، وشتي مناحي الحياة الأخرى.
كما أن الجانب الابتكاري أصبح مُدعما بقانون يحمى الملكية الفكرية لصاحب الاختراع والابتكار، وهو ما فرضته الحياة المدنية بشكل عام لتنظيم أسلوب التعامل بين الجميع، والحفاظ على واجباتهم وحقوقهم.
دور المرأة في المجتمع الإماراتي قديماً وحديثاً
لم يكن للمرأة دور في السابق غير فعل كل ما يتطلبه وجودها في المنزل، فهي زوجة وأم وربة منزل عليها رعاية الزوج، والأبناء ورعاية منزلهم وبشكل يومي. وكان أعظم إنجازاتها فوق كل ذلك هو الصناعات اليدوية.
أما الآن فنجد أن المرأة الإماراتية تكرم في المحافل لاختراعاتها و إنجازاتها في مجالات العلم، والحكم أيضاً. كما أنه أصبح لصوتها قيمة في التصويت على القرارات المجتمعية، وغدت أكثر قدرة في التعبير عن ذاتها.
لقد جرت السنون بتغييرات جذرية شاملة على المجتمع الإماراتي. والتي لم يستطع حكام الإمارات إلا أن يحفظوا للمجتمع تراثه ويكرموه في المحافل والمناسبات القومية المختلفة.