التدخين هو تلك العملية التي يُحرق فيها مادة معينة، وتعد مادة التبغ هي المادة الأكثر شيوعاً وإستخداماً، وبعد إحراق هذه المادة يقوم المدخن بتذوق طعمها وإستنشاقها، ويلجأ الكثيرين إلى التدخين بإعتبارهم إياه من الممارسات التي تساعدهم على الترويح عن أنفسهم، وفي بعض الأحيان تم ممارسة التدخين ببعض الطقوس الدينية بهدف إضفاء حالة من التنوير الروحي، وتعد السجائر والشيشة هما أبرز وسائل التدخين الشائعة بأغلب مجتمعاتنا العربية.
يرجع تاريخ التدخين إلى 7000 سنة، حيث كان التدخين منتشراً لدى أغلب ثقافات العالم، فقد إرتبطت الإحتفالات الدينية والمباهج بالتدخين، فقد كان التدخين قديماً يرافق تقديم القرابين إلى الآلهة، حيث كان يعد من طقوس التطهير، وبعد إكتشاف الأمريكتين إنتشر التبيغ سريعاً بكافة أرجاء العالم.
التبغ هو أحدى أنواع النباتات التي تُستخدم أوراقها في صنع السجائر، التي يعود أًصولها للأمريكتين الشمالية والجنوبية، ويحتوي التبغ على مواد سامة مثل السيانيد والقطران، أما عن إسم التبغ فهو مأخوذ من كلمة تاباغو، وهو إسم جزيرة تقع بخليج المكسيك، حيث أن التبغ وجد لأول مرة بها، ثم من بعدها نُقل لمختلف بلدان العالم.
النيكتوين مادة شبه قلوية سامة، توجد بكافة أجزاء نبات التبغ ولكنه يبقى متمركزاً بشكل أقوى بأوراقه، ومن الطريف أن النيكوتين يوجد بعدد من النباتات الأخرى كالبطاطس والطماطم والباذنجان، ولكنه يوجد بنسبة قليلة للغاية.
ويعد تدخين السجائر هو أكثر الأنواع إنتشاراً، ويرتبط إرتباط وثيق بكل من أمراض سرطان الرئة وأمراض الشرايين والقلب.
بالرغم من من كونه أقل إنتشاراً وشيوعاً لكن أغلب الأبحاث تؤكد على وجود علاقة بين تدخين اسيجاء وأمراض سرطان اللسان والشفة.
هذا النوع من التدخين يحظى بإنتشار واسع في وطننا العربي بخاصة بلاد الشام ومصر والخليج، وأكدت الدراسات الحديثة على أن تدخين الشيشة لا تقل خطورته عن تدخين السجائر، كما أنه يتسبب في الإصابة بنفس الأمراض التي تسببها السجائر، بل بالإضافة إلى أن الشيشة تعد وسيط قوي يقوم بنقل العدوى الجرثومية بين الأشخاص.
ويعتبر هو النوع الأقل شيوعاً بين أنواع التدخين، ويتسبب في الإصابة بسرطان اللسان والشفاه.
لا يقتصر تعريف المدخن على الشخص الذي يقوم بتعاطي أي نوع من أنواع التدخين بشكل مباشر، بل يوجد شخص أخر يُعرف بإسم المدخن السلبي، حيث أن الأبحاث والدراسات الطبية قد أكدت على أن الشخص المدخن بشكل مباشر يصله 15% من المواد السامة والـ85% الباقية تنفث بالهواء فتضر من حوله، لذا لجأت الكثير من الدول إلى تجريم التدخين بأي من الأماكن العامة، وذلك للحفاظ على البيئة نظيفة كما خلقها الله.
حيث أن مشاكل الآباء غالباً ما يذهب ضحيتها الأطفال.
فأغلب الشباب الذي يشكون من البطالة لا يجدون منفثاً عن محيطهم الضيق المزحوم بالمشاكل والهموم سوى بالتدخين.
كأن يقوم الأب بإرسال إبنه ليشتري له علبة سجائر ويطلب منه أن يحتفظ بالمبلغ المتبقي، فهذا الفعل يعد عامل معزز للطفل دون شعور الأب.
فنجد المدرس الذي يدخن أمام طلابه غير مكترثاً بأثار تلك الجرثومة.
فحينما يرى الطفل أبيه يدخن أو أخيه الأكبر أو أي من أقاربه فإنه سيقوم هو الأخر بالتدخين.
فجماعة الأصدقاء له أثرها القوي في تنشئة الطفل والمرافق، لذا فعلى الأهل معرفة أصدقاء آبنائهم وتعليم الأبناء كيفية إختيار أصدقائهم بعناية.
فلا يقوم أي طرف من أطراف الأسرة بمراقبة الطفل، وتركه مع إعطاؤه كافة ما يريده.
يتم تصنيف التدخين لأكثر من نوع، كل نوع له عدة معايير وهي:
يقود التدخين المدخنين للإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية مثل:
إن أية أعراض تأتي بعد إصابة المدخن بأي من هذه الأمراض قد تتسبب له في زيادة الضغط النفسي والعصبي عليه، الأمر الذي يؤثر عليه تأثيراً سلبياً، إذ يظهر على جلد المدخن بشكل تجعل المدخن يظهر وكأنه في عمر أكبر بكثير من عمره، كما أن التدخين يؤثر بشكل قوي على حاسة التذوق لدى الشخص المدخن، وهناك كثير من الحالات التي تسبب التدخين لها بالضعف الجنسي عند الرجال.
أظهرت عدة دراسات أجريت من قبل المعهد الأمريكي للسرطان بمساعدة منظمة الصحة العالمية أن التدخين يكلف الإقتصاد العالمي تريليون دولار سنوياً، ويقول أغلب الخبراء أن التدخين هو المسبب الأكبر للوفاة حول العالم، ومن الممكن تجنبه والوقاية من أضراره لكن أعداد المتضررين الذين سيفقدون حياتهم بسبب التدخين سيزداد عددهم نحو الثلث مع حلول عام 2030.
كما أن التدخين يعد مسئولاً عن التكاليف الفائقة التي تُنفق للرعاية الإنتاجية والصحية، حيث يُهدر ما يزيد عن تريليون دولار في العالم بسببه.