نتحدث اليوم عن قصة موسى عليه السلام وفرعون كاملة للاطفال ، فاصطفى الله بعض الرسل، والأنبياء ليهدوا الناس إلى الطريق الصحيح، وقصة اليوم لنبي من أولى العزم ألا وهو موسى عليه السلام لُقب بكليم الله. ومن خلال مقالنا اليوم على موسوعة سنتعرف على قصة نبي الله موسى.
وُلد سيدنا موسى عليه السلام في مصر، ويرجع نسبه إلى أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وقد كانت مصر في ذلك الوقت يحكمها فرعون الحاكم الظالم المستبد، وكان دومًا شديد القلق على ملكه أن يأخذه منه بني إسرائيل، فقام بإصدار قرار يؤكد على قتل كل مولود ذكر من بنى إسرائيل فوجد رجاله يزيد سنهم، ولا يقدرون على الخدمة، وبدأ عدد حاشيته يقل فقرر بأن يقتل الأطفال الذكور عامًا، ويتركهم عامًا.
وفي تلك الأحيان ولدت أم موسى طفلها، وأخفت خبر مولده خوفًا عليه من القتل فألهمها الله أن تصنع صندوقًا، وتضع فيه وليدها وتلقيه في النهر حيث قال الله تعالى في سورة القصص : ” وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)” ،وبالفعل قامت بذلك، وأخذت تراقب الصندوق إلى أن رسي عند قصر فرعون فأخذه فرعون، وأعطاه لزوجته فأحبته كثيرًا، وكانت تعتني به أشد الاعتناء ،ورفضت قتله، وقالت سنتخذه ولدًا لنا، وأحضرت له مرضعة فرفض الرضاعة من كل المرضعات إلى أن جاءت أخته، وقالت لهم سأدلكم على مرضعة، وجاءت بأمه فرضع منها، وبذلك فقد أعاده الله لها مرة أخرى كما وعدها.
ونشأ موسى في قصر فرعون، وترعرع حتى أصبح شابًا، وفي يوم من الأيام كان موسى يسير في السوق، وإذا بمشاجرة بين رجلاً من بني إسرائيل، ورجلًا من قوم فرعون فأخذ يستنجد به الذي من قومه فضرب موسى عليه السلام الذي من قوم فرعون فسقط على الأرض ميتًا، ولم يكن موسى يقصد قتله، ولكن دفع الفرعوني لنجدة الرجل الذي من قومه، وأخذ موسى يستغفر ربه حتى غفر الله له، ووصل خبر مقتل الفرعوني إلى فرعون، وجنوده فظلوا يبحثون عن موسى ليلًا ،ونهارًا وفي ذلك الوقت جاء رجل من أقصى المدينة ينصح موسى بالخروج من مصر، ويحذره من فرعون فقد استمع له موسى، وخرج من مصر متجهًا إلى مدين في الأردن داعيًا الله أن ينجيه من القوم الظالمين.
وعند جلوس موسى عليه السلام تحت شجرة ليستريح من الطريق، إذا به يجد بئرًا يسقون منه الرعاة، ورأى فتاتين ينتظران حتى ينتهي الرعاة من السقيا فقام، وسقا لهما، وبعد هذا الموقف جاءت إحداهما تمشي باستحياء، وتطلب منه أن يذهب إلى أباها فقبل موسى الدعوة، وذهب إليه فقدم عليه عرض أن يستأجر هذا الرجل موسى عليه السلام لمدة تدوم ثماني سنوات مقابل أن يزوجه أحد ابنتيه فوافق موسى عليه السلام ،وتزوج، وأقام معهم عشر سنوات ثم ذهب.
وعندما مضى موسى عليه السلام، وأهله سار في الصحراء راجعًا إلى مصر ضل طريقه فرأى نارًا فذهب إليها وحده فناداه الله، وكلمه حيث قال تعالى في سورة طه : ” فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)” وأمره بالذهاب إلى فرعون ليدعوه لعبادة الله، وترك ما هو عليه من شرك، وكفر، وأرسل معه أخوه هارون ليكون عونًا له في هذه المهمة، وعندما قال لفرعون هذا اتهمه بالسحر، ودعا جميع السحرة فنصر الله موسى عليهم جميعًا حتى آمن السحرة بموسى، ودعوته، وظل موسى يدعو فرعون، وقومه كثيرًا، ولكنهم لم يستجيبوا له، وداوموا على تعذيب المؤمنين، وظلمهم حتى أمر الله بهلاكهم بطلب من موسى الخروج من مصر هو، وقومه سرًا، وأحس بهم فرعون فراقبهم هو، وجيشه إلى أن أغرق الله فرعون ،ومن معه، ونجا موسى، وبني إسرائيل.
وبذلك قضى الله على فرعون، وظلمه، ورحم الناس منه، ومن جبروته.