يعد المرض من الابتلاءات التي تطهر الإنسان من الذنوب، والمعاصي، وترفع درجته عند الله – عز وجل – في الآخرة، ويعد مرض الصرع من الأمراض المزمنة التي تصيب الأعصاب، والسبب فيها يرجع إلى حدوث خلل، أو اضطراب في الإشارات الكهربائية داخل الخلايا الموجودة في المخ، ونتيجة خطورة هذا المرض، وما يعانيه صاحبها من نوبات متكررة، نجده يسأل هل يجعله الله بهذا المرض من أهل الجنة؟.
هل مريض الصرع يدخل الجنة
ورد عن عطاء بن أبي رباح أن ابن عباس – رضي الله عنه – قال له: “أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ وإنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قالَتْ: أَصْبِرُ، قالَتْ: فإنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا.”
يؤكد لنا الحديث الشريف أن المريض المصاب بالصرع إذا صبر على مرضه، واحتسب أجره عند الله – عز وجل – جعله الله به من أهل الجنة، بفضل صبره على هذا البلاء الشديد.
تعرف تلك المرأة السوداء باسم “سعيرة الأسدية”، والبعض قال أنها تدعى “شقيرة” كانت تعاني من مرض الصرع الذي يتسبب في دخول صاحبه في غيبوبة.
ذهبت إلى النبي – صلَّ الله عليه وسلم – حتى يدعو لها بالشفاء، والمعافاة من هذا المرض، حينها خيّرها النبي بين الصبر على المرض، ودخولها الجنة، وبين أن يدعو لها فتشفى.
اختارت السيدة المؤمنة الصبر على البلاء حتى يكتبها الله من أهل الجنة، وينجيها من النار، ولكنها طلبت الستر بدعوة النبي – عليه الصلاة والسلام – لها بألا تتكشف حتى لا يظهر جزء من جسدها، فكان لها ما طلبت.
الصرع بسبب العين
هل هناك صرع بسبب الإصابة بالعين؟، هذا ما نجيب عنه بشكل مفصل من خلال ما يلي:
أوضح علماء الدين أن هناك نوعين من الصرع، منه العضوي، ومنه ما يكون نتيجة إصابة المرء بالعين، أو السحر.
يعالج الصرع العضوي من خلال الكي، حيث يتصبب المريض عرقًا من رأسه، وحينها يبرأ، ويعيش لفترة طويلة.
إذا ذهب مريض الصرع إلى الطبيب، ولم يستجيب إلى العلاج، في تلك الحالة يكون قد تعرض لمس الجن، وبالفعل معه دخيل يصرعه، وعليه أن يتوجه إلى شيخ موثوق حتى يقرأ عليه.
الصبر على المرض والابتلاء
نقدم لك عزيزي القارئ فضل الصبر على المرض، والابتلاء في الإسلام من خلال ما يلي:
يعد الله – سبحانه وتعالى – لعباده الصابرين أجرًا عظيمًا جزاءً لصبرهم، واحتسابهم، ويعتبر المرض من أشد أنواع الابتلاءات في الدنيا – حفظنا الله وإياكم – لذلك جعل للصابرين منزلة خاصة، ربما لم يكن ليبلغوها إلا بهذا المرض.
جاء عن النبي محمد – صلَّ الله عليه وسلم – أنه قال: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير: إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له.”
يشير الحديث النبوي إلى أن قدر المؤمن مليء بالخير، فهو دائمًا في رعية الله – عز وجل – وأمانه، فإن نزل عليه ضر، فصبر، واحتسب، ولم يجزع جعل الله هذا البلاء خير له.
يجب على المرء المسلم أن يتجنب الشكوى للناس إذا أصابه المرض، وأن يأخذ بأسباب العلاج، ويدعو الله بالشفاء العاجل، ورفع منزلته عنده بهذا البلاء، وأن يرزقه الرضى.
أوضح العلماء أن الحصول على الأجر مرتبط بصبر الإنسان على مرضه، والابتعاد تمامًا عن أي قول، أو فعل يغضب الخالق سبحانه وتعالى.
فوائد الصبر على البلاء
ما من بلاء ينزل على الإنسان إلا لحكمة يعلمها الله عز وجل، فعلينا أن نسلم أمورنا لله، ولا نجزع، فللصبر على المرض العديد من الفوائد منها ما يلي:
أجمع علماء الإسلام على أن المرض يكفر عن الإنسان خطاياه، ويطهره من الذنوب، والمعاصي، ويقربه من الله.
توجد العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد لنا أن صبر الإنسان على البلاء لا يضيع سدى، وإنما يؤجر على ما أصابه.
قال الله – سبحانه وتعالى – في القرآن الكريم: «إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ» (سورة الزمر – الآية رقم 10).
يعتقد البعض أن البلاء إذا نزل بالعبد هو عقاب من الله سبحانه وتعالى، وهذا المعتقد خاطئ بالمرة، بل أن الله يبتلي كلًا منا على قدر إيمانه.
قال النبي محمد – صلَّ الله عليه وسلم – في الحديث الشريف حينما سئل: يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: “الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه”.
يعد المرض من الابتلاءات العظيمة التي تعكر صفو الحياة، لذلك أعد الله للصابرين على المرض أجرًا كبيرًا من لدنه، فأي أذى يصيب الإنسان هو مأجور عليه.
ورد عن النبي محمد – صلَّ الله عليه وسلم – في الحديث الشريف أنه قال: “مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه”.