تم الاتفاق من قبل أهل العلم والفقهاء، على وجوبي زواج الزوج بعد المفارقة المباشرة للزوجة، ولا ينتظر قضاء وقت عدتها، ويتوجب الانتظار في هذا الأمر في حالتان، هما:
الحالة الاولى
إذا كان الزوج متزوج من أربع نساء، وقام بتطليق إحداهن.
وأراد أن يتزوج من الخامسة، هنا يجب عليه الانتظار حتى تنقضي فترة العدة بالزوجة التي قام بتطليقها.
إلا تم اعتبار هذا الطلاق رجعيا ولا يستطيع الزواج من الخامسة.
الحالة الثانية
إذا كان الزوج متزوج بامرأة وقام بتطليقها.
وأراد الزواج بأختها أو خالتها أو عمتها أو غيرها من النساء الآتي لا يحلون له.
عليه أن ينتظر حتى تنقضي فترة العدة الخاصة بالزوجة.
فإذا لم ينتظر، يعد هذا طلاقا رجعيا، ولا يحل له أن يجمع بين الزوجتين في نفس الوقت.
أنواع الطلاق الذي لا يقع
توجد العديد من الأنواع الخاصة بالطلاق التي لا تحتسب طلاق، حتى إذا كانت صادرة بشكل صحيح من الزوج، ومن ضمن تلك الأنواع ما يلي:
طلاق مكره: إذا كان الطلاق مبني على أنه مكرها لا يتم وقوع الطلاق لعدم وجود الإرادة في ذلك.
طلاق المدهوش: إذا قام الطلاق تحت تأثير الدهشة بسبب أمرا ما أو مصيبة لا يقع الطلاق لعدم القصد والنية بذلك.
طلاق السكران: إذا تم الطلاق والزوج كان تحت تأثير المخدرات أو السكر أو شيء يذهب عمل العقل بشكل عام، لا يعد هذا طلاقا لأن النية لم تكن حاضرة.
طلاق المجنون: إذا قام الزوج بتطليق زوجته وكان تحت تأثير نوبة من الجنون أو أي مرض نفسي آخر، لا يعد هذا طلاقا لانتفاء صفة الاتزان وعمل العقل.
طلاق الغضبان: إذا تم التطليق تحت تأثير نوبة الغضب الشديد، لا يعد هذا طلاقا لانتفاء الإرادة في ذلك.
أنواع الطلاق الذي يقع
توجد العديد من أنواع الطلاق الذي يقع حكمه بين الزوجين، وهو الطلاق الذي يتم دون وجود أي ضغط وإرادة من الزوجين، ومن أمثلة تلك الأنواع ما يلي:
طلاق التمليك: هو الطلاق الذي يعطي فيه الزوج الزوجة حق تطليق نفسها منه إذا أرادت ذلك، ويعد هذا النوع من الطلاق رجعيا وليس بائنا، حيث يحق للزوجين مراجعة قرارها بعد إتمام التطليق.
الطلاق بالاتفاق: هو الطلاق الذي يتم بالاتفاق بين الزوج والزوجة وتحديد كلا من: (الواجبات، الحقوق) الخاصة بكلا منهما.
الطلاق بالخلع: هو الطلاق التي تقوم فيه الزوجة بدفع المال لزوجها مقابل إتمام الطلاق، ويقع هذا تحت بند طلقة واحدة بائنة.
الطلاق قبل البناء: هو الطلاق الذي يقع على الزوجة وهو بائن بين الزوجين، لا يحل المراجعة فيه إلا بوجود عقد جديد ،ولا ينتج عنه وجود أي حقوق مادية للزوجة ، لعدم دخول الزوج بها في هذا الطلاق.
الطلاق بعد البناء (الطلاق الراجعي العادي): هو الطلاق الذي يقوم الزوج بتطليق زوجته بكامل إرادته بعد الدخول بها، ويعد هذا الطلاق رجعيا يحق مراجعة الزوج لزوجته بلا عقد، ويجب عليه استحقاق جميع الحقوق المادية الناتج عن هذا الطلاق للزوجة.
شروط وقوع الطلاق
يوجد العديد من الشروط التي يتوجب وجودها حتى يتم الطلاق الصحيح، وهي ما يلي:
العقل
حتى يتم الطلاق بشكل صحيح يجب أن يكون الزوج عاقلا وواعي لما يقوم بفعله.
لا يقع طلاق المجنون أو المعتوه لأنه بلا عقل أو إدراك لما يقوم بفعله.
القصد
يعد القصد هو أساس أي فعل يقوم به الإنسان.
حيث إنه إذا لم يكن الزوج قاصدا تطليق الزوجة، لا يعد هذا طلاقا صحيح.
من أمثلة ذلك:
تطليق الزوجة عند رؤية كارثة ما حدثت له.
التطليق تحت تأثير الغصب الشديد فيكون غير مدرك لما يقوم بفعله.
الإرادة
لا يقع الطلاق الصحيح إلا تحت إرادة الزوج لذلك الطلاق.
في حالة إتمام الطلاق بالإكراه لا يعتبر هذا الطلاق طلاقا شرعيا.
تظل الزوجة تحت حكم الزوج إذا كان الطلاق بالإكراه.
اليقظة
لا بد من وجود صفة اليقطة حتى يتم الطلاق بشكل رسمي ويكون الطلاق صحيحا مرتبا.
لهذا السبب لا يقبل طلاق المجنون أو المعتوه أو من يعاني من أي مرض نفسي، فهو يعتبر غير يقظ.
وقوع الطلاق تبعا للأحوال المحيطة
تختلف طرق وقوع الطلاق تبعا للأحوال المحيطة بالفرد، فيعمل ذلك لاختلاط أحكام الطلاق على الكثير من الناس، ومن ضمن تلك الطرق:
وقوع الطلاق حسب اثاره
تختلف أحكام وقوع الطلاق حسب الأثر التابع له، حيث يخلف عن ذلك علاقة الزوجين حيث يكون رجعيا أو بائن.
الطلاق البائن:
ينتج عن هذا الطلاق عدم مقدرة الزوج لمراجعة أمور زوجته مرة أخرى إلا بوجود عقد جديد في حالة كان بائن بينونة صغرى.
إذا كان البائن بينونة كبرى، لا يجوز مراجعة زوجته إلا بعد أن تنكح زوجا آخر غيره وثم تطلق منه.
الطلاق الرجعي:
يترتب على هذا الطلاق مقدرة الرجل في إرجاع زوجته مرة أخرى إلى عصمته في خلال فترة العدة.
ترجع الزوجة دون وجود عقد جديد من خلال مراجعتها بالقول.
وقوع الطلاق حسب وقته
وقوع الطلاق حسب الوقت يكون له أثر ديني.
طلاق السنة: هو الطلاق الذي يتم من قبل الزوج للزوجة في قترة طهرها من الحيض، ولا يقع فيه إثم على الزوج.
طلاق البدعة: هو الطلاق الذي يخالف فيه الرجل الأوامر الذي أمرنا بها الله ورسوله ويقوم بطلاق المرأة في فترة حيضها، ويعد هذا إثم أمام الله سبحانه وتعالى.
وقوع الطلاق حسب ألفاظه
تختلف أحكام وقوع الطلاق حسب الألفاظ، حيث تختلف بناء عن إيقاع الطلاق من حيث الكناية والصراحة.
ألفاظ الطلاق بالكناية: إذا تم الطلاق بأحد ألفاظ الكناية، فلا يقع هذا طلاقا.
ألفاظ الطلاق الصريحة: إذا قام الزوج بتطليق الزوجة باستخدام ألفاظ صريحة، يقع الطلاق فورا ويترتب على ذلك وجوب الزوج لإعطاء زوجته الحقوق المادية الكاملة.