صيام يوم عاشوراء من النوافل المُحببة لدى الله سبحانه وتعالى، ويمكن الإجابة على هل صيام عاشوراء يعتبر قضاء من خلال هذا المقال، ويمكن التعرف على ذلك على النحو التالي:
الإجابة نعم، يجوز صيام يوم عاشوراء بنية قضاء يوم من أيام صيام شهر رمضان المبارك.
ومن الجدير بالذكر أن صيام الواجب أهم وأولى من صياام النوافل، ولكن لو كان على الإنسان أيام لم يقم بصيامها من شهر رمضان لسبب ما، أو أيام منذورة، أو كفارات، فهي تكون أهم من النافلة بالطبع.
وبالتالي يجوز صيام يوم عاشوراء بنية قضاء يوم فرض من أيام رمضان، ونتمنى من الله عز وجل أن يجمع الأجرين.
يمكن للمسلم أن يقوم بصيام اليوم الواجب، والفرض في اليوم السنة مثل يوم عاشوراء، لأنه يكون من الأيام المستحب الصيام بها.
ذكر الشيخ ابن عثيمين، رحمة ونور عليه، في هذا الصدد، حيث قال: “من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء، رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان”.
هل يجوز صيام عاشوراء مع نية القضاء
يمكن التعرف من خلال ما يلي على هل يجوز صيام عاشوراء مع نية القضاء على النحو التالي:
في الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية لا يجوز الجمع بين نية صيام الفرض والقضاء، والواجب صيامه، مع نية صيام النوافل، فإن هذا غير جائز.
هذا يسمى بالتشريك، أي جمع نيتين في نية وادة فقط، وهي جمع صيام يوم فرض وواجب أداءه، مع صيام يوم سنة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم.
وبالطبع صيام الفرض والواجب هو أهم وأولى من صيام النافلة، حيث في حالة صيام الشخص يوم عاشوراء بنية قضاء يوم من أيام رمضان يجزى على القضاء، والله كريم وندعوا الله أن يحتسب له اليوم المسنون، ولكن القضاء أولى من السنة.
ولكن يجوز جمع نية يومين سنة، مثل الجمع بين نية صيام يوم عاشوراء ونية صيام يوم الأثنين، ويحساب على الأثنين والله أعلى وأعلم بذلك.
هل يجوز صيام عاشوراء قبل قضاء رمضان
اختلفت الكثير من الآراء، واختلف العلماء في حكم صيام يوم عاشوراء، قبل قضاء أيام شهر رمضان المبارك، ويمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:
المذهب الحنفي
يذهب علماء وفقهاء المذهب الحنفي أنه يجوز التطوع، والعمل على صيام يوم عاشوراء قبل قضاء الأيام الواجبة عليه من شهر رمضان المبارك.
ولا يوجد كراهة في صيام هذا اليوم لأخذ ثوابه، ومن ثم قضاء أيام شهر رمضان المبارك.
المذهب الشافعي والمالكي
يقول علماء وفقهاء المذهب الشافعي، والمالكي أنه يجوز للسلم أن يقوم بالتطوع، والعمل على صيام يوم عاشوراء من دون قضاء الأيام الواجبة من شهر رمضان.
ولكن يكون مكروه عندهم أن يقوم المسلم بتفضيل اليوم المسنون عن اليوم الواجب والفرض، حيث أن الفرض أهم وأولى من صيام السنة.
حيث قال الإمام الدسوقي عن هذا ما يلي: “يكره التطوع بالصوم لمن عليه صومٌ واجبٌ، كالمنذور والقضاء والكفارة، سواءٌ كان صوم التطوع الذي قدمه على الصوم الواجب غير مؤكدٍ، أو كان مؤكداً كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح”
المذهب الحنبلي
ذهب أصحاب المذهب الحنبلي أنه لا يجوز للمسلم أن يقوم بصيام يوم عاشوراء كسنة، وترك الفرض.
حيث لا يصح للمسلم أن يتطوع، وذهبوا إلى تحريم ذلك، وأن صيام الفرض أهم.
ولكن الشيخ ابن عثمين وابن باز، قالوا أنه جائز أن يتطوع المسلم قبل أداء الأيام القضاء والواجب، ولكن لا بد من عدم تفويت الواجب والتسرع في أداءه.
هل يجوز صيام يوم عاشوراء وحده
ذهب العديد من العلماء والفقهاء ورجال الدين أنه يجوز صيام يوم عاشوراء بمفرده.
صرحت دار الإفتاء المصرية للتوصيح الأمر، أنه يجوز شرعاً في الشريعة الإسلامية أن يصوم المسلم يوم عاشوراس بمفرده، ولا يوجد حكم عليه.
ولكن ذهب البعص الآخر أنه من المستحب ألا يقوم المسلم بصيام يوم عاشوراء بمفرده، وأن يصوم يوم قبله، أو يوم بعده لكى نخالف اليهود في ذلك.
حيث أن يوم عاشوراء هو ذلك اليوم المحبب لدى المسلمين، بسبب نجاه سيدنا موسى عليه السلام من الغرق، وإهلاك فرعون وقومه.
وبالتالي يعمل اليهود على صيام يوم عاشوراء، وبالتالي يقول الكثير من رجال الدين والفقهاء، أنه من الأفضل والمستحب أن يقوم المسلم بصيام يوم عاشوراء ومعه يوم قبله، ويوم بعده، لمخالفة اليهود.
أفضل أدعية بيوم عاشوراء
يمكن عرض أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم العمل على ترديدها في يوم عاشوراء، لأنه من الأيام المحببة لدى الله عز وجل، وينزل الله سبحانه وتعالى رحماته على عباده المؤمنين والموحدين بالله، وبالتالي لا بد من الإكثار من الدعاء، ولكن من الجدير بالذكر أنه لا يوجد دعاء مخصص ليوم عاشوراء ولكن من أهم الأدعية المأثورة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم والتي من الأفضل ترديدها وقت الإفطار، والتي يمكن عرضها على النحو التالي:
ربِِ أعني ولا تعن علي، وأنصرني ولا تنصر علي، وأمكر لي ولا تمكر علي، وإهدني ويسّر الهدى إلي، وأنصرني على من بغى علي، ربِ إجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، ربِ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، وإهدِ قلبي، وسدد لساني، وأسلل سخيمة قلبي.
اللّهم إنّي أعوذ بك من يوم السوء، ومِن ليلة السوء، ومِن ساعة السوء، ومِن صاحب السوء، ومِن جار السوء في دار المقامة.
اللّهم رَحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلاّ أنت.
اللّهم مَتِّعني بسمعي، وبصري، واجعلهما الوارث مِني، وأنصرني على من يَظلمني، وخذ منه بثأري.
اللّهم إنّي أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم.
اللّهم إنّي أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللّهم إنّي أعوذ بك من شر فتنة المَسيح الدجال، اللّهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونقِ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المَشرق والمغرب.
اللّهم إنّي عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو إستأثرت به في علم الغيب عِندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همّي.
اللهمّ إنّي توكلت عليك ، وسلمت أمري إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم إني أستودعتك حلماً يتمناه قلبي ويشغل تفكيري فقر عيني ، اللهم اجعلني ابكي فرحا من حلم ظننته مستحيل فتحقق.
اللهم أسألك باسمك الأعظم الذي إن دُعيت به أجبت، وغن سُئلتَ به أعطيت، أن ترزقني من الخير ما يتعجّب منه أهل الأرض وأهل السّماء، بارك لي في مالي وولدي، وأصلح لي فساد قلبي.