ما بين الفرائض والنوافل الكثير من الأسئلة التي يبدأ المسلم في أن يطرجها على نفسه للتعرف أكثر على دينه وما هو الواجب عليه وما يجب أن يبتعد عنه ومن باب ذلك فإن:
صلاة التهجد في المسجد ليست بدعة بل هي نافلة من أعظم النوافل كون المولى عز وجل يحب الذين يقيمون الليل ويجتهدون فيه ليتقربوا منه.
والتهجد في الإسلام هي سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يوجد عليها خلاف فقد روي عنه صلوات الله عليه أن من أفضل الأيام التي يممكن أن يصوم بها المسلم من بعد فريضة شهر رمضان هي شهر محرم، وأفضل وقت للصلاة من بعد الصلوات الخمس هو قيام الليل.
وقد أكد العلماء أن صلاة التهجد أو صلاة قيام الليل بشكل عام تصلى في أي وقت من بعد صلاة العشاء ولكن يفضل دائمًا أن تصلى في الثلث الأخير من الليل، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يتنزل من السموات السبع إلى السماء الأولى ومعه الملائكة لينادي على عباده الذين يقيمون الليل ويستغفرون في الأسحار فيسمع الله أصواتهم فيلبي دعواتهم وما كان ذلك ألا أجرًا عظيمًا.
وصلاة التهجد في المسجد بالتأكيد ليست بدعة لأن بيوت الله يجب أن تقام فيها الصلوات سواء كانت نوافل أو فرائض لكن إذا أحب الرجل أن يصلي قيام الليل في بيته ليشجع أهل بيته على الصلاة فلا حرج في ذلك بل هو خيرًا له وأفضل ثوابًا.
أول من جمع الناس لصلاة التهجد
فرض على المسلمين خمس صلوات دون غيرهم والنوافل هي صلوات كان يقوم بها الرسول للتقرب من المولى عز وجل وقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أن:
سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما جاء رمضان صلى بالمسلمين صلاة التراويح يومًا ثم انقطع عنها لباقي الشهر.
في السبع الأواخر جاء مرة أخرى حتى يقيمها ويتهجد مع المسلمين في المسجد وقد قال في ذلك أنها من الصلوات النوافل ولم يقيمها كل ليلة مع المسلمين خشية منه أن تفرض على المسلمين ويتخذوها إلزامًا لذلك في حياة النبي ووفاته لم يقم صلوات التراويح في المسجد جميع ليالي شهر رمضان وكان المسلمون يقيمون الصلاة في منازلهم.
وبعد وفاة النبي جاء سيدنا عمر بن الخطاب ليجد أن المسلمين يصلون القيام في بيوتهم في أي وقت من الأوقات خلال الليل فأراد أن يجمع المسلمين على نافلة كان يقوم بها النبي ليحيي ثنته فأمر في عهده أن تصلى التراويح جماعة في المسجد كل ليلة من رمضان.
وفي أحد الأيام كان عمر بن الخطاب يمشي في شوارع المدينة ووجد المسلمين يقيمون التهجد في المسجد جماعة فضحك وقال نعم البدعة هي، وبذلك يكون دليل على أن لها ثواب عظيم لما يقضي المسلم من وقته في التواصل مع الله والتقرب منه بقيام الليل.
كيفيه صلاة التهجد كم ركعة؟
التهجد هي جزء من قيام الليل وربما هما نفس المعنى في الأساس لكن هناك فرقًا واحدًا بينهم وهو:
صلاة قيام الليل تقام في أي وقت من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، أما التهجد فهي الصلاة التي تتم من بعد نومة هنيئة ينامها المسلم ومن ثم يستيقظ ليتعبد ويدعوا لله عز وجل ويفضل أن يقيمها في الثلث الأخير من الليل وهو قرب صلاة الفجر.
لا يوجد عدد معين من الركعات في صلوات التهجد أو قيام الليل بشكل عام فلابد أن يجتهد فيهم المسلم قدر المستطاع أو أن يقوم بما يقدر عليه من ركعات.
وتصلى ركعات التهجد ركعتان ركعتان ومن ثم يتم التسليم ولا يمكن أن نجمع ما بين 4 ركعات حتى لا يشبهوا صلاة الظهر والعصر والعشاء ولا 3 ركعات حتى لا تشبه المغرب.
ويفضل أن تنتهي التهجد بصلاة الوتر وهي ركعة واحدة فإذا صلى المسلم ركعتان يوتر بالثالثة وإذا صلى 4 يوتر بالخامسة وقد قال النبي إن الله وتر يحب الوتر لذلك لابد أن يختم التهجد بها لأخذ الثواب وهي محبة المولى عز وجل.
لا تنسوا في التهجد أن تقوموا بأهم العبادات عند الله ألا وهي الدعاء فاطبلوا من الله ما تتمنون في حياتكم وادعوا لخير المكان في الأخرة.