عند نوم الشخص ومشاهدته للأحلام فإنه يفكر في قراره نفسه، ويتبادر إلى ذهنه هل هذه إشارة من الله؟ أم ماذا؟
وهذا يعتبر من الموضوعات المهمة التي يجب على الإنسان ألا يتجاهلها والبحث حول حقيقتها. ولكن يجب علية التفرقة بين الرؤيا التي تكون من عند الله، والأحلام، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم (الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره).
نعم، يُرسل الله سبحانه وتعالى إلى عباده الصالحين بعض الإشارات في منامهم، والتي قد يكون بعضها بشرةً بالخير أو إنذاراً من سوء قد يواجهه المرء في حياته، لذا قد تكون الرؤية بشرة طيبة أو حلم من الشيطان، وهنا فقد أوضح الرسول صلي الله عليه وسلم بعض النصائح والإرشادات الواجب على المسلم إتباعها، عندما يكون الحلم مزعج.، وهي،
فالله عز وجل ذو حكمةً واسعه في شؤون خلقه، فيُقدر لهم الخير أينما كانوا، فهو الرؤوف الرحيم بعباده، يكتب لهم الخير في أقدارهم، ويحب هدايتهم إلى سبيل الرشاد دومًا، ومن رحمة الله ـ عز وجل ـ أنه يُرسل إشارات بالخير أو إنذارًا بالسوء في رؤىى المؤمنين لتكون سببًا في هدايتهم، أو لمنعهم من الوقوع في الذنوب.
أن الرؤيا بشكل عام هي أحد المنامات التي يرسلها الله عزل وجل إلى العباد وتكون لها معاني ودلالات واضحة، تكون من عند الله عز وجل، كما كانت الرؤى إحدى طرق الوحي، فقد كان مما يوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال الرؤى، وذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح).
ورؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام لذبح ولده إسماعيل، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ قَالَ يَـٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَـٰٓأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ١٠٢)
وجعل الله الرؤيا جزءا من أجزاء النبوة: حيث يخبر الله عز وجل بها عباد الصالحين بما يريد منهم في أخر الزمان حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) صحيح البخاري.
وقد سمى رسول الله أن هذا النوع من الرؤى باسم المبشرات، (لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة) صحيح البخاري، فعالم الأحلام يعتبر عالما مليئا بالغموض ويهتم العديد من الناس بالتعرف عليه والبحث عنه، لمعرفة سبب إرسال الله الرؤيا لبعص من عباده.
الرؤيا الصادقة من صفات أولياء الله تعالى وقال رسول الله (لهم البشري في الحياة الدنيا قال: هي الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو تري له)
ومن يكرمه الله بالرؤيا الصادقة عليه أن يشكر الله على هذه النعمة، ولا يغتر بذلك أو يتكل عليه، فالرؤيا الصداقة تسر ولا تغر، ولا يعني ذلك أن الرؤيا الصادقة تحدث لأصحاب العبادات فقط، لأن رحمة الله واسعة، ويكرم بها من يشاء من عباده.
والبشارة لكي يسعد بها الإنسان أو تكون تنبيه وتحذير للشخص البعيد عن الله، فيجب عليه الاستغفار وأن يفيق من غفوته وأن يتوب ويرجع إلى الله، ومن أهم عوامل صدق الرؤيا، صدق اللسان، وصفاء القلب من أي شوائب، وقيام الإنسان بالأعمال الصالحة التي تقربه من الله، والقيام بالعبادات والفرائض التي فرضها الله عز وجل على الإنسان،
أن الرؤيا الصالحة جندي من جنود الله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)، ومما لا شك فيه أن من وظائف الملائكة الإنذار، التبشير، والتبليغ عن الله (ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ رُسُلًا) والرؤيا الصالحة من الله عز وجل، وهي مهمة الأنبياء، تبليغ ما يريد الله تبليغه للبشر عن طريق الرؤيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الرؤيا الحسنة، من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)
لا حرج علي المسلم في أن يسأل الله جل وعلا أن يريه مناما يبين له أمرا من الأمور، وإذا لم يقتنع المسلم بأن هذه الرؤيا صادقة، فقد تكون حديث من النفس، أو تلاعبا من الشيطان، على المسلم الاستعانة بجوامع الدعاء، وأن يطلب من الله أن ييسر له الخير حيثما كان، وصلاة الاستخارة والدعاء.
هناك الكثير من الرموز في الأحلام التي تعبر عن تحقيق الأماني، مثل
