تدور الكثير من الأسئلة على ذهن الصائم في أيام رمضان حول صحة صيامهم وعن الأشياء التي قد تتسبب في إفطاره، ومن بين هذه الأسئلة يأتي سؤال هل البخار للصدر يفطر من الذين يعانون من أمراض تحتاج إلى بخاخات صدرية، وذلك خوفًا من أن يتم إفساد صومهم، وخلال السطور التالية سوف نجيب على هذا السؤال:
تمت الإجابة على هذا السؤال من قبل جمهور علماء المسلمين والفقهاء، وهي أن استخدام جهاز البخار لا يفطر الصائم، ولا يفسد صومه، ولا يقلل من صيامه.
كما ينطبق هذا الأمر على بخاخات الربو ذات البودرة الجافة أو بخاخات الربو ذات السائل المضغوط وأيضًا جميع أجهزة الرذاذ البخارية للصدر، والتي تحول المادة الفعالة العلاجية إلى بخار داخل صدر المرض، والتي يتم أخذها من خلال الفم أو الأنف.
وقد جاء قول أهل العلم والدين نظرًا إلى هذه الأجهزة التي يتم استخدامها في دفع العلاج اتجاه الجهاز التنفسي، وليس اتجاه الجهاز الهضمي بالجسم، حيث يوجد الطعام والشراب لذا فهي ليست من مفطرات الصائم والله تعالى أعلم.
هل بخاخ الأنف يفطر
ورد عن أهل العلم أنهم قالوا أن البخاخ أو الرذاذ الذي يتم استخدامه في الأنف لكي يتم من خلاله علاج مرض الربو أو غيره من أمراض الجهاز التنفسي لا يفسد الصيام، ولكن ذلك في حال لم يصل إلى الحلق.
وذلك يعني ألا يجد الصائم طعم العلاج في حلقة، ولكن إذا وجد الصائم طعم العلاج في حلقه، فقد فسد صيامه، ويجب عليه القضاء حتى إذا فسد صيامه بسبب الدواء.
وقد ورد في فتوى للشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- أنه قال: (أنه يفطر بكل ما أدخله إلى جوفه أو مجوف في جسده كدماغه وحلقه ونحو ذلك مما ينفذ إلى معدته إذا وصل باختياره، وكان مما يمكن التحرز منه سواء وصل من الفم على العادة أو غير العادة كالوجور واللدود أو من الأنف كالسعوط أو ما يدخل من الأذن إلى الدماغ أو ما يدخل من العين إلى الحلق كالكحل).
وورد في فتوى للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أنه قال: (قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة، فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً – فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف، فإنها لا تفطر).
هل يفطر الصائم باستعمال بخاخ الربو ابن عثيمين
حكم استخدام الصائم لبخاخات الربو، فهل سيقبل صيامه أم يفسد عندما يقوم باستخدامها خلال شهر رمضان الكريم، وسوف نناقش هذا خلال السطور التالية:
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أن بخاخ الربو أو بخاخات الصدر لا تتسبب في إفطار الصائم، وذلك لأنها عبارة عن علاج يدخل إلى الجهاز التنفسي للمريض من خلال الأوكسجين أو ذرات الهواء، ولا تصل هذه البخاخات إلى الجهاز الهضمي حتى عند استخدامها من الأنف أو الفم.
كما رجح الشيخ ابن عثيمين أنه لا حرج على المسلم الصائم عند استخدام بخاخ الربو للتخفيف من آلام الذي يعاني منه خلال صيامه والله أعلم على ذلك.
هل بخاخ الفنتولين يفطر
ذكر أهل العلم أن استخدام بخاخ الفنتولين لا يفسد الصيام في نهار رمضان، ولا يتسبب في إفطار الصائم، وذلك بسبب أنه مجرد بخاخ للأنف فقط.
ويعتبر بخاخ الفنتولين من الأدوية التي تستخدم من أجل علاج مرض الربو، فهي تساعد المريض على التنفس طبيعياً، وتعمل على توسيع شعبه الهوائية.
ويقتصر وصول الدواء “بخاخ الفنتولين” على مجرى الجهاز التنفسي فقط، ولا يصل إلى مجرى الجهاز الهضمي، لذلك لا يفسد صيام الصائم.
هل جهاز التنفس يفطر الصائم
الإجابة هي أن استخدام جهاز التنفس بالأكسجين للصائم بواسطة الجهاز التنفسي لا يفسد صيامه، ولا يفطره، وهذا ما أقر به مجمع الفقه الإسلامي في المؤتمر الإسلامي بدورته العاشرة.
ويعتبر غاز الأكسجين المستخدم في جهاز التنفس هو مجرد غاز يدخل إلى الجهاز التنفسي من أجل مساعدة المريض على التنفس، ولا يوجد به أية مواد مغذية ولا يصل إلى الجهاز الهضمي، لذلك هو لا يفسد صيام الصائم.
هل يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام
أوضحت دار الإفتاء أن استخدام قطرة الأنف أو بخاخات الأنف خلال صيام نهار رمضان غير جائز، وذلك في حالة إذا وصل طعمها إلى جوف الصائم، فيعتبر أي شيء يصل إلى جوف الإنسان وحلقه من خلال الأنف أو الفم من المفطرات سواء كان ماء أو دواء.
بينما إذا وجب على المريض أن يأخذ الدواء بسبب وقوع ضرر عليه في حالة عدم أخذه، فيجب عليه أن يأخذ الدواء في موعده، ولكن عليه أن يقوم بقضاء الأيام التي أفطر فيها، ولا يوجد عليه ذنب في الأمر لأنه اضطر لذلك بسبب مرضه، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
أما عن حكم استخدام بخاخ الأنف في رمضان، فقد قال الإمام ابن الباز -رحمه الله- (أما القطرة في الأنف: فلا تجوز)، لأن الأنف تعتبر منفذاً، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما)، ويجب على من فعل ذلك أن يقوم بقضاء الأيام التي أفطر خلالها.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ” قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة، فإنها تفطر”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث لقيط بن صبرة: (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ـ فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف، فإنها لا تفطر).
بخاخ البرو يفطر الصائم دار الإفتاء
يتساءل العديد من الناس المسلمين الذين يعانون من الأمراض التنفسية والصدرية عن حكم استخدام بخاخ الأنف المعالج لأمراض الربو والحساسية الصدرية أو مرض التهاب الجيوب الأنفية وغيرها من أمراض تخص الجهاز التنفسي خلال صيام نهار رمضان، وسوف نعرض إجابة هذا السؤال خلال السطور التالية:
وجاء الرد عن هذا السؤال واضحاً وصريحاً في فتوى دار الإفتاء المصرية بأن استخدام بخاخات الربو لا تفسد الصيام إذا لم تصل إلى حلق الصائم.
بينما الأشياء التي تفسد الصيام هي التي يكون بها مواد مغذية تصل إلى حلق الصائم وجوفه، ولكن تعتبر بخاخات الصدر هي مجرد هواء يساعد المريض على التنفس لذا لا حرج على الصائم في استخدامه وقت الصيام.
وقد ورد عن الفقهاء في حكم استنشاق الدواء عن طريق الأنف في نهار رمضان أن أي شيء يصل إلى الحلق سواء من خلال الأنف أو الفم يعتبر من المفطرات سواء كان دواء أم ماء، وذلك ما يمثله البخار المتحلل الذي يصل إلى حلق الإنسان كما في بخاخ الربو، وهذا يعني أن استخدام بخاخ الأنف في نهار رمضان من الصيام ويبطل صوم الصائم.