الوضوء فضله عظيم للغاية في ديننا الإسلامي الحنيف، ولذلك يحرص المسلم على أداء الوضوء بأفضل صورة ممكنة اقتداءً برسولنا الكريم، ويتساءل الكثير هل من زاد على ثلاث في الوضوء فقد أساء ؟، وبعد الرجوع إلى الآراء الفقهية وآراء علماء المسلمين، سنشير في هذا المقال في موقع موسوعة بصورة تفصيلية إلى إجابة هذا السؤال، وما هي فروض وسنن الوضوء، وهل تكرار أركان الوضوء أكثر من مرة سنة عن رسولنا الرحيم.
من زاد على ثلاث في الوضوء فقد أساء
لا تجوز الصلاة بلا وضوء، ولذلك الوضوء له قيمة خاصة لدى المسلم، ويحرص على تعلم آدابه وضوابطه وفروضه وسننه.
وهناك العديد من الأحكام الفقهية الخاصة بالوضوء، على المسلم أن يكن على دراية تامة.
ليكن وضوءه صحيح يشبه وضوء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وهناك العديد من الأسئلة التي تدور حول الوضوء، منها ما حكم الزيادة في الوضوء أكثر من ثلاث.
أي غسل العضو أكثر من ثلاث مرات في الوضوء.
وقد أشارات المذاهب الفقهية الأربعة إلى هذا الأمر، وأجمعوا أن الزيادة في الوضوء عن ثلاث أمر مكروه.
واستندوا في حكمهم إلى ما جاء في السنة النبوية الشريفة، فقد جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسأله عن الوُضوءِ، فأراه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: هكذا الوضوءُ، فمَن زاد على هذا، فقدْ أساء وتعدَّى وظَلَم.
فعلينا أن نتبع سنة نبينا الكريم، وألا نزيد عليه، فمن زاد عما قام به النبي رغم علمه بالحكم الشرعي، دخل ذلك ضمن دائرة البدعة، وهو أمر مكروه تمامًا في ديننا الحنيف.
فلا يصح الاعتداء في الوضوء والزيادة أو النقصان عليه.
فقد أكد الصحابة الكرام بأنهم شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقم بالغسل عند وضوءه مرة، وأحيانًا أخرى مرتين، وأحيانًا ثلاث مرات.
ولم يزد رسولنا عن ذلك، وعلينا اقتداءً بنبينا الكريم ألا نزيد أيضًا عن ذلك.
حكم التكرار في الوضوء
الثابت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أن الوضوء إما يكن مرة أو مرتين، أو ثلاث مرات، ولم يزد عن ذلك.
والتكرار أكثر من ذلك يكن مجاوزة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فهناك بعض الأعضاء التي قام نبينا الكريم بغسلها مرة واحدة فقط، وهناك أعضاء قام بغسلها لثلاث مرات.
وذُكر في الشرع الحنيف أن رسولنا الكريم كان يغسل الرأس مرة واحدة فقط، وكان يغسل الوجه واليدين والرجلين ثلاث مرات.
ولم يزد رسولنا الكريم عن ذلك أبدًا.
والتكرار في الوضوء سنة وليس فرض، فمن الممكن أن يغسل المسلم أعضاءه مرة واحدة فقط، وبهذا يكون قد الوضوء جائز شرعًا.
فديننا دين رحمة ويسر، وليس بدين عسر، ولا حرج في الأخذ بالرخصة التي أعطانا الله بها.
ولكن من المؤكد أن الأفضل هو الاقتداء بسيرة نبينا الكريم، وغسل الأعضاء ثلاث.
وعلى المسلم أن يحرص على الوضوء عند كل صلاة، طهارة لبدنه ولروحه، وللتهيئة للصلاة، واقتداءً بنبينا الرحيم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ”.
فالمسلم عليه أن يكن طاهر تمامًا قبل بدء الصلاة، وذلك في صلواته الخمس، فالطهور هو الركن الأول للصلاة.
ولكي يحصل على فضل الوضوء بصورة كاملة، عليه أن يتوضأ كما كان رسولنا الكريم يتوضأ، فلا يزيد عن ذلك ولا ينقص.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يكونُ في هذه الأمَّة قومٌ يَعتَدونَ في الطُّهورِ والدُّعاءِ”.
فالاعتداء والزيادة في أي أمر شرعي أمر غير جائز، وعلى المسلم ألا يشق على نفسه، فهذا ليس من ديننا في شيء.
والمغالاة في أداء الشعائر الدينية يكن من الشيطان الرجيم، الذي يريد دائمًا أن يشق على العبد.
الزيادة في الوضوء بسبب الوسواس
يزيد البعض في الوضوء بسبب إصابتهم بالوسواس القهري، ولا يكونوا قد أدركوا هل هم بالفعل قاموا بأداء شعائر الوضوء بشكل كامل أم لا.
الشك والقلق الزائد عن الحد الطبيعي يسمى بالوسواس، وهو أمر يعوق بين الشخص وبين إكمال مهامه بصورة طبيعية.
فيشك المسلم في وضوءه، فيغسل يديه أكثر من مرة، ويغسل الوجه والرأس واليدين كذلك أكثر من مرة.
ويكن دائمًا غير واثق هل قام بالقيام بكل أركان الوضوء أم سهى عن ركن ما، ومن الممكن أن يكرر الوضوء أكثر من مرة، مخافة أن يكون قد نقض وضوءه.
وإذا شعرت أن الوسوسة تتملكك بصورة أو بأخرى، عليك السيطرة عليها، ومحاولة التحكم في الأمر.
فإذا كنت انتهيت من الوضوء وقلقت عما إذا كنت قد نقضت وضوءك أم لا، أو كنت قلق حول إتمامك لكل أركان وفروض الوضوء، ففي هذه الحالة عليك ألا تطاوع شيطانك، ولا تعد الوضوء مرة أخرى.
قال الله تعالى في سورة فاطر “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا (6)”.
فالشيطان هنا يوسوس للمسلم رغبة منه في جعل الشعائر الدينية أكثر صعوبة عليه.
ولذلك على المسلم أن يعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وألا يطيع الشيطان الرجيم، ولا يجعل هوى النفس تتملكه.
فالشيطان يدخل إلى النفوس الضعيفة، ويسعى للتأثير عليها، بكل السبل.
فيتوضأ المسلم بصورة هادئة، ثم بعد ذلك يذهب للصلاة مباشرة، ولا يستمع لشيطانه.
ولا يكرر الوضوء مرة أخرى، فإعادة الوضوء وإعادة الصلاة ليست من ديننا في شيء.
فدع عنك وسواسك فالله رحيم لطيف بعباده، فلا تشق على نفسك.
وأبعد تفكيرك عن الهواجس المقلقة والمزعجة.
قال الله تعالى في سورة الأعراف “وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)”.
الوسواس في أداء الشعائر الدينية
يحرص المسلم على أداء الشعائر الدينية بأفضل صورة ممكنة، طمعًا في رضا الله عز وجل، وفي نيل ثوابه العظيم، ولكن على المسلم أن يحقق التوازن المطلوب بين تحقيق الشعائر الدينية المطلوبة كما أمرنا الله وبأفضل صورة، وبين الوسوسة في أداء الشعائر.
فهناك الكثير يعيدوا الوضوء والصلاة أكثر من مرة، خوفًا أن يكونوا قد أخطئوا، أو سهوا عن ركن هام من أركانهم الأساسية.
وهذا أمر مخالف تمامًا لديننا، ولم يأمرنا الله عز وجل بذلك.
قال الله تعالى في سورة البقرة “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (195)”.
والهوس بالنظافة والطهارة يمكن أن يهلك المسلم، ويجعله غير قادر على أداء الشعائر الدينية بقلبه، ويكن دائمًا لديه هاجس يسيطر عليه.
ويظن بأنه عمله لن يقبله الله، وهذا أمر غير صحيح تمامًا، فديننا دين رحيم.
ولم يشق الله على المسلم قط، بل هناك قاعدة فقهية أصيلة في ديننا تقول لا ضرر ولا ضرار.
فكل ما يضر المسلم ليس في ديننا، ولذلك إذا تملكك الوسواس قم بمجاهدة نفسك.
فإذا توضئت لا تدع الشك يدخل إلى قلبك، بل قم للصلاة على الفور.
وفي صلاتك كن حاضر القلب والذهن، ولا تعيد الصلاة أكثر من مرة.
وإذا سيطر عليك القلق والشك، قم باستشارة الطبيب المختص، فلكل داء دواء، والوسواس من الأمراض النفسية الشهيرة.
قال الله تعالى عن الظن والشك في سورة النجم “وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)”.
كيف كان وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا توضَّأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهَه، خرج من وجهِه كلُّ خطيئة نظرَ إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسلَ يديه، خرج مِن يديه كلُّ خطيئة كان بطشتْها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسلَ رجليه خرجَ كلُّ خطيئة مشتْها رِجْلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًّا من الذنوب”.
وهذا هو وضوء رسولنا الكريم، وعلينا الاقتداء به، والابتعاد تمامًا عن المغالاة.
وكان رسولنا لا يصرف في المياه عند الوضوء، حتى وإن كان الوضوء بماء جاري.
وكان يفضل دائمًا الوضوء عند كل صلاة.
وغالبًا ما كان يصل الرسول بين المضمضة والاستنشاق، وذلك عن طريق قيامه بغرفة أو غرفتين.
وكان يمسح رأسه بالكامل، مع الأذنين.
وكان دائمًا ما يبدأ رسولنا الكريم الوضوء بالشهادتين.
ويدعو الله بعد ذلك قائلًا اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.
ويبدأ في الوضوء بالعضو الأيمن دائمًا.
وأجاز المسح على ظاهر الخفين وعلى الجوربين.
ويفضل عدم التنشيف بعد الوضوء.
ومن أدعية رسول الله بعد الانتهاء من الوضوء “سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”.
وهكذا نكن قد أشرنا إلى حقيقة مقولة من زاد على ثلاث في الوضوء فقد أساء ، وأوضحنا سنن وفروض الوضوء.
يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من موقع الموسوعة العربية الشاملة عن طريق الروابط التالية: