من روائع الايمان في هذه المعركه ، لقد كانت غزوة بدر الكبرى نقطة تحول في العداء بين المسليمن وكفار قريش، وهي لم تكن غزوةً كأي غزوة، فلقد كان الرجل من المسلمين يلقى بسيفه أخاه، أو أباه، أو خاله…من المشركين، فكان ذلك من روائع الإيمان في هذه المعركه التي تغلب فيها المسلمون على أنفسهم إعلاءًا لكلمة الله، ونصرًا لدينه، وفي هذا المقال سنتعرف معًا على المزيد من روائع الايمان في هذه المعركه الخالدة، فتابعونا على موسوعة.
كان أمية بن خلف هو من يعذب بلالًا رضي الله عنه في مكة، فلما أسر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أمية وسار به يقوده رآهما بلال.
فقال بلال: رأس الشرك امية بن خلف لا نجوت إن نجا، واستغاث بالمسلمين، فيقول عبد الرحمن بن عوف: فأحاطوا بنا حتى جعلونا كالمسكة، فقتلوه هو وابنه.
وفي هذا المشهد يتجلى أن الله تعالى ناصر المظلوم من ظالمه ولو بعد حين، وفيه ما يكون من نصرة المظلوم كما فعل المسلمون مع بلال رضي الله عنه.
فكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يقول: يرحم الله بلالًا، ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري.
انقطع في هذه المعركة سيف عكاشة بن محصن رضي الله عنه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جذلًا من حطب، فقال: قاتل بهذا يا عكاشة.
فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه، فعاد سيفًا طويلًا في يده، شديد المتن أبيض الحديدة، فقاتل به حتى فتح الله تعالى على المسلمين، وظل عنده حتى استشهد في حروب الردة.
ففيه معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الله ناصر الحق لا محالة.
بعد انتهاء المعركة مر مصعب بن عمير رضي الله عنه بأخيه أبي عزيز المشرك، وكان احد الانصار يشد يده قد أسره.
فقال مصعب للأنصاري: شد يديك به، فإن أمه ذات متاع، لعلها تفديه منك، فقال أبو عزيز لأخيه مصعب: أهذه وصاتك بي؟ فقال مصعب: إنه- الأنصاري- أخي دونك.
لما أمر النبي صلى الله عليه بأن تلقى جيف المشركين في قليب بدر، كان ممن ألقوا عتبة بن ربيعة، وكان ابنه أبو حذيفة رضي الله عنه واقفًا.
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، فإذا هو كئيب قد تغير، فقال: “لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟”.
فقال: لا والله يا رسول الله، ما شككت في أبي ولا مصرعه، ولكنني كنت أعرف من أبي رأيًا وحلمً وفضلًا، فكنت أرجو ان يهديه الله للإسلام، فلما رأيت ما اصابه، وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له أحزنني ذلك.
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له خيرًا.
وبعد فقد كانت بدر مثالًا لما بنبغي عليه أن يكون عليه المؤمن من قول الحق، حتى ولو كان على أهله، أو أحبابه، وكان هذا الجانب على عظمته جانبًا واحدًا مما تناولته تلك الغزوة العظيمة، لذلك حق لها أن يسميها الله تعالى عنها “يوم الفرقان”. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.