تعرف على حكم من افطر رمضان دون عذر من خلال مقال اليوم على موسوعة، فالصيام هو عبادة عظيمة أقرها الله عز وجل على المسلمين لتقربوا بها إليه، كما تُساعدهم على التنزه عن الشهوات والمعاصي. فالنفس البشرية هي أرقى مخلوقات الله على الأرض، ولكن الآثام التي ترتكبها تقف حائلاً بينها وبين رحمة المولى ومغفرته، ليأتي الشهر الكريم باعثاً الأمل فينا من جديد، مُخبراً إيانا أن باب التوبة لا يزال مفتوح. فيستغلها كل من يحرص على تلك العلاقة الربانية، ويُفرط بها الجاهل الذي لا يزال الشيطان يضع الغمامة على عينيه، فحتى الصيام يُفسده دون عذر مقبول.
فُرض الصيام في العام الثاني من الهجرة، وفي بادئ الأمر لم يكن الصيام مفروض على المسلمين بشكل إجباري، ولكن الله عز وجل خيرهم ما بين الصيام أو الكفارة حتى لا يشق عليهم، وبعدما ترسخت العقيدة في نفوسهم جاء فرض الصيام بشكل إجباري في تلك الأيام المعدودة من شهر رمضان المبارك.
ومن المؤكد أن الله تعالى تنزه وتقدس عن صيامنا، فهو لا يحتاجه في شيء، ولكنه على علم تام بطبيعة النفس البشرية الأمارة بالسوء، فحدد لنا من العبادات ما يُساعدنا على تقويم تلك النفس، والارتقاء بها بعيداً عن الذنوب والمعاصي.
ومن بين تلك العبادات والشرائع التي فرضها عليها في الصوم، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة. ويُعتبر التفريط فيه كبيرة من الكبائر، وذلك لقوله سبحانه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ“. ومنح الخالق عباده رخصة الإفطار في حالات معينة ومنها المرض، والسفر فقال “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ“.
واستفاض أهل العلم في شرح الحالات التي يجوز الإفطار بها، مع بيان حكم القضاء والكفارة لكل منها، ولكن البعض ربما لا يمتلك عذر فيتهاون في فرض الصيام، ويقع في كبيرة من الكبائر، سواء فطر للجوع والعطش، أو فطر بسبب الجماع.
أجمع الفقهاء على أنه آثم وعليه التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، كما عليه أن يقضي ما فطره من أيام الشهر المبارك. ولا يُكرر هذا الأمر مرة أخرى.
وقع في إثم عظيم، هو ومن جامعها، وعليهما قضاء اليوم الذي فطراه، مع أداء الكفارة بتحرير رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع عليه إطعام ستين مسكيناً عن كل يوم فطر فيه بالجماع.
اختلف أهل العلم في شأن تلك الحالة، فمنهم من قال بأنه آثم ويرتكب جرم كبير وعليه أن يعود ويرجع إلى الله ويندم عما فعل، ومنهم من وضعه بمنزلة الكفر، وفي الحالتين عليه أن يُراجع صحيح الدين، ويتحدث مع المشايخ في كل ما يجول بذهنه حتى يقتنع بالحجة والدليل. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.