تعرف على مناسك العمرة للشيعة من خلال مقالنا التالي عبر موسوعة. فعلى الرغم من أن ديننا الإسلامي الحنيف وضح العديد من الأمور الخاصة بأداء العبادات ومن بينها أحكام العمرة والحج، كما بيَّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تلك المناسك بشكل مُحدد، إلا أن الشيعة لم يلتزموا بها جميعًا، وجعلوا لهم مجموعة من المناسك الخاصة بالعمرة كما أنهم قسموها إلى نوعين ومنها العمرة المفردة وكذلك عمرة التمتع، لذا فمن خلال السطور التالية سنعرض عليكم تلك المناسك بالتفصيل، فتابعونا.
مناسك العمرة للشيعة
لا يختلف مفهوم العمرة عند الشيعة مع مفهومها عند أهل السنة، فهي تُعني التوجه إلى مكان مُحدد وهو بيت الله الحرام من أجل القيام بأوامر وتنفيذ أحكام مُعينة. ولكنها عند أهل الشيعة مُقسمة ما بين العمرة المفردة، وكذلك عمرة التمتع، حيث:
أولاً: العمرة المفردة
هي تلك المناسك الخاصة بالعمرة، والتي لا ترتبط بالحج على الإطلاق، فلا تتم في نفس موعده، ولا تؤدى فيها مناسكه.وهي من المناسك التي يُمكن القيام بها في أي شهر من شهور السنة، ولكن الأمر يُفضل أداءها في شهر رجب على وجه التحديد.
أعمال العمرة المفردة
هناك مجموعة من الأعمال التي لابد من القيام بها في تلك العمرة، وهي على النحو التالي:
الإحرام من خلال عقد النية بأداء هذا النسك لوجه الله عز وجل، سواء كان لفظًا أو سرًا. ومن ثم ارتداء ملابس الإحرام.
ترديد التلبية على النحو التالي” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
الإحرام من أحد المواقيت المتعارف عليها.
الطواف فور الوصول حول بيت الله الحرام، 7 أشواط تبدأ من الحجر الأسود.
الصلاة في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.
السعي ما بين جبلي الصفا والمروة.
التحلل من الإحرام من خلال التقصير أو الحلق سواء بالنسبة لشعر الرأس أو اللحية، أو حتى الشارب وذلك بالنسبة للرجل، أما المرأة فعليها التقصير وحسب.
طواف النساء، وهو نوع من أنواع الطواف الخاص بالشيعة، والذي من بعده يحل للمعتمر النساء. وهو عبارة عن 7 أشواط يدور بها حول الكعبة، بنية التقرب إلى المولى عز وجل. وهو من المناسك التي يقوم بها الجميع حتى غير المتزوج، ولكنها ليست من فروض العمرة الأساسية فمن تركها ليس عليه شيء ولكن تظل النساء محرمة عليه.
ومن بعد أداء الطواف يأتي دور صلاة طواف النساء، وهي عبارة عن ركعتين كصلاة الصبح تمامًا، وبعد الانتهاء منها يكون المعتمر أدى ما عليه من أعمال مستحبة في العمرة المفردة.
يُستحب الهدي في العمرة المفردة، كما يُفضل أن يكون مكان الذبح هو مكة المكرمة.
ثانيًا: عمرة التمتع
هي قسم من أقسام الحج، وفيها يبدأ الحاج بأعمال عمرة التمتع، ومن ثم أعمال حج التمتع، ثم يعقد نية الإحرام مرة أخرى للحج الواجب. وعلى الرغم من التشابه الكبير ما بين العمرة المفردة، وكذلك عمرة التمتع، إلا أنه لا يزال هناك فروقات فيما بينهما.
وجه الاختلاف ما بين عمرة التمتع والعمرة المفردة
يرجع الاختلاف فيما بينهما إلى كون عمرة التمتع لا يُمكن أداءها في أي وقت مثل العمرة المفردة، حيث أنه لابد من القيام بها في شهر شوال، ذي القعدة، وكذلك ذي الحجة.
على الرغم من أن حلق الرأس أو تقصيره من الأمور الواجب على المعتمر القيام بها في العمرة المفردة، والتي يُخير بينها، إلا أنه لا يجوز في عمرة التمتع القيام بذلك، فعليه تقصير الشعر فقط.
تخلو عمرة التمتع من طواف النساء، أما في المفردة فلابد من القيام به لتحل النساء للمعتمر.
مكان إحرام العمرة المفردة هو أدنى مكان خارج الحرم المكي، ويُمكن للمعتمر أو يُحرم من المواقيت الخمسة، أما في عمرة التمتع فيقتصر الإحرام على المواقيت الخمسة وحسب.
بالنسبة للعمرة المفردة فلا يُشترط أداءها مع الحج في عام واحد، أما عمرة التمتع فيُشترط فيها ذلك.
في العمرة المفردة لا تحل النساء للمعتمر، إلا بعد أداء طواف النساء، أما في عمرة التمتع فتحل له كافة الأمور المحرمة إلا الحلق أو الخروج من مكة.
كانت تلك هي مناسك العمرة عند الشيعة، والتي تختلف إلى حد كبير من مناسك أهل السنة، لذا لابد من توخي الحذر، وعدم الخلط فيما بينهما.