سنعرف اليوم معنى اسم الله القدوس ، فكما نعلم أن لله تسعة وتسعين اسماً وله صفات يختص بها وحده تليق بعظمته سبحانه، نؤمن بها كما جاءت في كتابه وما ورد منها في سنة نبيه الكريم، فكل من أحصى أسماء الله حفظاً وفهماً لمعانيها مستشعراً عظمتها دخل الجنة، وفي هذا المقال على موقع موسوعة سنتحدث عن معنى اسم الله القدوس وخصائصه والمواضع التي ورد فيها ذكره من القرآن والسنة.
معنى اسم الله القدوس
معنى اسم الله القدوس
اسم القدوس من أسماء الله الحسنى جاء ذكره في كتاب الله الكريم حين قال :(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23)سورة الحشر.
الله القدوس من (التقديس) وتعني التنزيه أو التطهير، فالله منزهٌ عمّا ادّعاه أهل الكفر والضلالة، تعالى أن يكون له ولد أو صاحبة، متصف بالكمال والتمام،مباركٌ معظّمٌ ليس كمثله شيءٌ.
ويُقال قدّس ربه أي عظمه وطهره من كل ما لا يليق به سبحانه، والقداسة هي الطهارة فقد سُمي جبريل عليه السلام (روح القدُس) في قول الله: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ)آية87 (سورة البقرة)،وقوله تعالى أيضاً: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ)، فهو طاهرٌ من كل نقصٍ مؤدٍ واجبه في تبليغ الرسالة إلى نبي الله على أكمل وجه، وكما قل الله: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ) أي الطاهرة المباركة.
وتقول الملائكة(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) أي نذكرك وننزه أنفسنا عن كل عيبٍ وننسب لك الطهر الذي هو من صفاتك، وقيل أن الملائكة تقدّس ربها أي تصلي له وتذكره.
والتقديس هو التعظيم والتمجيد والتطهير والطاعة، وقال بعض المفسرين أن التقديس هو الصلاة.
وتجد العرب في لغتهم يسمون إناء الماء (قدَس) أي الذي يحتوي على الماء الطاهر أو المتطهر، فمعنى تقدّس أي تطهر من كل دنسٍ ونقص.
خصائص اسم الله القدوس
يقول ابن القيّم:
هذا ومن أوصافه القدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمنِ.
يُقال اسم الله القدوس في الركوع والسجود كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيما ورد في صحيح مسلم (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ في ركوعِه وسُجودِه، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائكةِ والرُّوحِ) أخرجه أبو داوود والنسائي وابن ماجه.
نذكر اسم الله القدوس في الدعاء كمدح لله تعالى وثناء عليه، وتقديس لجلاله وتنزيه لعظمته عن كل دنس وعيب، وقد ذكر الله هذا الاسم في مواضع من كتابه الكريم حين قال:(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (23) سورة الحشر.
وقد اختصّ الله ذاته بهذا الاسم فهو محمودٌ طاهرٌ منزهٌ عمّا لا يليق بعظمته، منزهٌ عن الصاحبة والولد وأن يُشرك به شيئاً في عبادته.
والله القدوس الذي لا يقبل عبداً من عباده أن يتصل به إلا أن يكون طاهراً من الذنوب والمعاصي، موحداً الله في عبادته.
إن معرفة العبد عن ربه أنه قدوسٌ وجب عليه الإيمان بكماله وأنه ملك الملوك المعظّم المُنزه عن كل نقص وعيب.
وعلينا بعد معرفة هذه المعاني الجليلة عن اسم الله القدوس أن نعلّم أطفالنا أسماء الله ومعانيها لينشؤوا على حبه والتقرب منه بمعرفته حق المعرفة.