يمكن من خلال ما يلي التحدث عن مظاهر توقير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على النحو التالي:
الصحابة هم من أحب الناس على قلب رسول الله مُحمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لهم مكانة كبيرة في قلب المسلمين أجمعين.
وكانوا الصحابة الكرام يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسهم، وهذا ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: (واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ).
وبالتالي يعمل المسلمين على تعظيم وتوقير الصحابة، ولهم مكانة كبيرة جداً في قلب المسلمين.
ويظهر توقير المسلمين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال محبتهم واحترامهم لهم.
قيام المسلمين بالثناء والتراضي عند ذكر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
العمل على نشر كافة فضائلهم، ومحاسنهم وذكرهم في الخير دائماً وأبداً نظراً للكثير من الأعمال الجيدة الذين تطرقوا لها، كما أنهم كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً جماً.
العمل على تقديم قول الصحابة أولا عن غيرهم من الناس.
تعظيم مكانتهم ومقامهم.
العمل على مدحهم والثناء عليهم.
وجوب توقير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
من الواجب على المسلمين أجمعين العمل على تقديم كل الاحترام والتوقير والحب والتراضي لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أنهم أعظم وأكرم خلق الله سبحانه وتعالى، وهم الذين حضروا نزول القرآن الكريم، وساعدوا في العمل على تفسيره؛ كما أنهم كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسهم، وبالتالي يجب توقيرهم واحترامهم، وهذا ما جاء وورد في الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، ويمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:
أكدت بعض الآيات القرآنية الكريمة على وجوب تعظيمهم وتوقيرهم، وأن كل من اتبع الصحابة له موعد بدخول الجنة، حيث قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
قد أوضحت بعض الآيات الكريمة أن من اتبع الصحابة بالخير والإحسان والفعل الحسن والمشاركة بالخير، يجب توقيرهم وتعظيمهم، حيث قال تعالى: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِم ﴾، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ والذين جاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ﴾، وأيضاً قول سبحانه وتعالى: ﴿ والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فأولئك مِنكُم ﴾.
كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالسابقين والأنصار حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا).
ومدح النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة، وجاءت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على ضرورة توقير الصحابة، واحترامهم، والاقتداء بهم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ).
قال عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه: (إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ في قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ في قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ على دِينِهِ، فما رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَناً فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ، وما رَأَوْا سَيِّئاً فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّء)، حيث كان للصحابة هبة ونعمة من الله الله في قوة الحفظ، حتى يسعى لهم نقل القرآن الكريم والسنة النبوية.
من هم العشرة المبشرين بالجنة
العشرة المبشرين بالجنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أشرف وأكرم خلق الله سبحانه وتعالى، وكانوا يقتدوا بنبي الله صلى الله عليه وسلم ويتبعون سنتة، ويحبونه أكثر من أنفسهم، ويمكن التعرف على العشرة المبشرين بالجنة من خلال ما يلي:
أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق هو من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان خليفته عند وفاته، وبالتالي هو من أفضل الصحابة على الإطلاق.
يحتل مكانة كبيرة جداً في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما له مكانة عالية في قلب المسلمين أجمعين.
كان لأبو بكر الصديق فضل كبير وعظيم في الأمة الإسلامية، حيث جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا نقول ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – حي: أفضل أمة النبي – صلى الله عليه وسلم – بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان).
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب هو أمير المؤمنين، أسلم بنبي الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الدعاء: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب)، وقد قال عكرمة: (لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر)، وقال سعيد بن جبير: (وَصَالِحُ د جم).
وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. ولما أسلم عمر رضي الله عنه كبّر أهلُ الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد.
عثمان بن عفان
كان يعرف عثمان بن عفان باسم ذو النورين، وهو من العشرة المبشرين الجنة.
عثمان بن عفان هو ثالث الخلفاء الراشدين، وتم تجميع القرآن الكريم في مصحف واحد في عهده.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (اشترى عثمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين: يوم رومة، ويوم جيش العسرة).
علي ابن ابي طالب
علي ابن أبي طالب هو رابع الخلفاء الراشدين، وكان ابن عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة رضي الله عنها.
عن محمد القرظي قال: (أول من أسلم خديجة، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام، وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه، حتى لقيه أبو طالب، فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: وازر ابن عمك وانصره وأسلم علي قبل أبي بكر).
طلحة بن عبيد الله
طلحة بن عبيد الله هو من الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان من أصحاب الشورى.
هو من العشرة المبشرين بالجنة، وكان من ضمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سعيد بن زيد
أسلم سعيد بن زيد قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهذا ما وفر له أن يرى كل الأحداث مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو الأعور، القرشي، العدوي.
الزبير بن العوام
الزبير بن العوام هو من العشرة المبشرين بالجنة، ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما سمع الزبير بن العوام بمقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة سل سيفه في سبيل الله سبحانه وتعالى.
أبو عبيدة بن الجراح
أبو عبيدة بن الجراح هو من العشرة المبشرين بالجنة، والذي أشار لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له.
عبد الرحمن بن عوف
هو من الأوائل الذين أسلموا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من العشرة المبشرين بالجنة، وذو أخلاق عالية ورفيعة، حيث قال الزهيري: (تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد النبي، صلى الله عليه وسلم، بشطر ماله؛ أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة)
سعد بن أبي وقاص الزهري
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم.