” متى يبكي الشيطان؟” هذا ما نطرحه في هذا المقال، إذ بعد أن طرد الله تعالى إبليس من الجنة في قوله تعالى في سورة الأعراف في الآية 18 ” قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ”، لذا فقد أراد الشيطان الرجيم أن يبعد الإنسان عن رحمة الله ومغفرته، وبالفعل غوى سيدنا آدم وأمنا حواء وأنزلهما من الجنة، فقد يقوم الشيطان الرجيم بكل ما يُبعد الإنسان عن طريق الطاعات من صلاة وصوم وإخراج الزكاة وكل ما يُقرب العبد من ربه، ليحيد عن أمر الله تعالى، وإن خالفه العبد الصالح بكاء شديد البُكاء، فما هي تلك الحالات التي يبكي فيها الشيطان هذا ما تُجيب عنه موسوعة من خلال هذا المقال، فتابعونا.
متى يبكي الشيطان
ورد على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الشيطان الرجيم يبكي بشدة حين يسجد المؤمن الخاشع العابد المُصلي، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ ! – وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ : يَا وَيْلِي – أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ “.
وقد أرجع العلماء في هذا الحديث بكاء الشيطان من الغيظ والحقن الذي ينتابه جراء عمل العبد الصالح من صلاة وقيام وخشوع وركوع، ورغبة في إبعاد العباد من دخول الجنة جراء التوّجه إلى الصلاة فور سماع الآذان وإيتاء الزكاة وزيارة بيت الله وهي من أركان الإسلام ؛ كما ورد على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم”بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان “.
لماذا يبكى الشيطان عندما تصلي النساء
يبكي الشيطان الرجيم بشدة فور قيام أحد النساء من المسلمات بالسجود والركوع وإقامة الصلاة، خشية من دخول أحد أبناء سيدنا أدم وأمنا أدم الجنة.
فيما ورد في أراء العلماء أن الشيطان يبكي جراء قيام أي مسلم أو مسلمة بالتقرب إلى الله تعالى، إذ يتقرب الله تعالى عمن يتقرب إليه ولو بأداء أبسط العبادات التي أوصانا المولى عز وجل بها، حيث جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة” رواه البخاري.
كم مرة بكى إبليس
جاء في العديد من الآيات بكاء إبليس الشيطان الرجيم الذي أنزل جنس البشر إلى الأرض وحرمهم من الجنة، فما هي تلك الآيات ومواضعها وكم مرة بكى فيها الشيطان، هذا ما نوضحه فيما يلي:
ورد بكاء الشيطان الرجيم في سورة الفاتحة؛ كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه” رنَ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب”.
حين نزلت الآية 135″ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ” من سورة آل عمران في مكة المكرمة بكى إبليس، ووضع التراب على رأسه ودعا بأشد العذاب منه الذي يذوقه عباد الله الصالحين منه، وتوعد لهم بكل الشرور هو وجنوده، فقد أخرج الترمذي عن عطاف بن خالد إن هذه الآية حين نزلت على العباد، دار بين إبليس وجنوده حوار جاء فيه”.
فيما يبكي إبليس فور تلاوة بعض الآيات وسور القرآن الكريم، كما قال العلماء أنه بكى فور نزول الآيات من السماء.
عرضنا من خلال هذا المقال العديد من المواضع التي ذُكر فيها بكاء إبليس حين تتنزل بعض الآيات، وفي مواضع أخرى حين يُصلي عباد الله الصالحين، فرُحماك يا الله من بطش وظلم وإغواء الشيطان لعبادك، فأنت خير الحافظين.