يُعرف عن علم التجويد أنه أحد أهم العلوم التي عرفتها البشرية، فمن خلال هذا العلم يستطيع المرء قراءة القرآن الكريم بطريقة صحيحة مجوّدة، وهذا الأمر يُساعد بشكل كبير في فهم الآيات ومعناها ومقصدها بشكل صحيح، ويمتلئ هذا العلم بالكثير من الأحكام المختلفة التي تتعلق بمتنوع الحروف، ومن ضمنها أحكام الراء.
فالراء تعتبر من أهم الحروف في اللغة العربية، ومن أجل قراءتها بشكل صحيح يجب العلم بكافة أحكامها، حيث يُعرف عنها أنها تكون في بعض الأحيان مُرققة، وفي بعض الأحيان تكون مُفخمة، وأحيانًا يجوز ترقيقها وتفخيمها.
والتفخيم والترقيق من ضمن أحكام التجويد أيضًا، وكلاهما صفات صوتية، ومصدرهما البلعوم، وقبل العلم بمتى تفخم الراء أو متى ترقق الراء، لا بد من معرفة معنى التفخيم والترقيق في البداية.
فالتفخيم عبارة عن تسمين صوت الحرف أي تفخيمه وتضخيمه عند النطق به، وعند فعل ذلك يمتلئ الفم بالحرف وصداه، أي يحتل الحرف وصوته كافة ثنايا الفم.
أما الترقيق عبارة عن تنحيف صوت الحرف أي ترقيقه ونطقه بشكل بسيط عند النطق به، وعند فعل ذلك لا يمتلئ الفم بالحرف أو صداه، أي لا يحتل الحرف وصوته جميه ثنايا الفم.
وتفخم الراء في عدة حالات مختلفة، وتتضمن هذه الحالات إذا كانت الراء:
مفتوحة في أول الكلمة، أو في وسطها أو في نهايتها.
مضمومة في بداية الكلمة أو في وسطها أو في نهايتها.
ساكنة سكونًا أصليًا وموجودة في وسط الكلمة أو في نهايتها، ولا بد أن يأتي قبلها ضم.
ساكنة سكونًا أصليًا وموجودة في وسط الكلمة أو في نهايتها، ولا بد أن يأتي قبلها فتح.
ساكنة سكونًا عارضًا وموجودة آخر الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها ألف مدّيّة.
ساكنة سكونًا عارضًا وموجودة آخر الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها واو مدّيّة.
ساكنة وموجودة في وسط الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها كسر عارض.
ساكنة وموجودة في وسط الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها كسر أصلي، ولكن يجب أن يكون منفصلًا عنها.
ساكنة وموجودة في وسط الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها كسر أصلي، ويجب أن يأتي بعدها حرف استعلاء مفتوح موجود في نفس الكلمة.
ساكنة سكونًا عارضًا وموجودة في نهاية الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها حرف ساكن، ويأتي قبله إما حرف مفتوح أو حرف مضموم.
ساكنة سكونًا عارضًا وموجودة في نهاية الكلمة، ولا بد أن يأتي قبلها إما حرف مضموم أو حرف مفتوح.
من حالات التفخيم في الراء
يُعد حكم تفخيم الراء من ضمن أحكام الراء الموجودة في أحكام التجويد، وهذا الحكم يتضمن العديد من الحالات المختلفة، وكل حالة تختلف عن الأخرى سواء في حالة الراء أو علامتها أو مكان تواجدها، وتتضمن حالات التفخيم الراء الآتي:
إذا كانت الراء مفتوحة في أول الكلمة، مثل:
رَحيم، رَبكم، رَبك، رمضان، رَأى.
إذا كانت الراء مفتوحة في وسط الكلمة، مثل:
برَبكم، الرَّحيم، سحرَان، مُدبرَا.
إذا كانت الراء مفتوحة في نهاية الكلمة، مثل:
البرَ، ترَّ، الطيرَ.
إذا كانت الراء مضمومة في أول الكلمة، مثل:
رُحما، رُزقوا، رُزقنا.
إذا كانت الراء مضمومة في وسط الكلمة، مثل:
الرُسل، ينصرُون، يأتمرُون.
إذا كانت الراء مضمومة في نهاية الكلمة، مثل:
غفورُ، الآخرُ، نصرُ.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا أصليًا في وسط الكلمة، وقبلها ضم، مثل:
قُرْآن، المُرْسلين، يُرْسل، عُرْفا.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا أصليًا في نهاية الكلمة، وقبلها ضم، مثل:
أشكُرْ، فانظُرْ، يكفُرْ.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا أصليًا في وسط الكلمة، ويقبلها فتح، مثل:
مَرْيم، العَرْش، فَرْعون، مَرْفوعة.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا أصليًا في نهاية الكلمة، وقبلها فتح، مثل:
يسخَرْ، الأَرْض، قدَرْ.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا عارضًا في نهاية الكلمة، وقبلها ألف مدّيّة، مثل:
الدار.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا عارضًا في نهاية الكلمة، وقبلها واو مدّيّة، مثل:
الشكور.
إذا كانت الراء ساكنة سكونًا عارضًا في نهاية الكلمة، وقبلها حرف ساكن، وقبل الحرف الساكن حرف مفتوح، مثل:
إذا كانت الراء ساكنة وفي وسط الكلمة، وقبلها كسر أصلي ولكنه منفصل عنها، مثل:
رب ارْحمهما، الذي ارْتضى، رب ارْجعون.
إذا كانت الراء ساكنة وفي وسط الكلمة، وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مفتوح في نفس الكلمة، مثل:
قرَْطاس، فرْقَة، إرْصَاد، لبالمرْصَاد.
من حالات جواز تفخيم وترقيق الراء
يُمكن أن تكون الراء مفخمة أو مرققة في القرآن الكريم، وهذا الأمر يختلف باختلاف العديد من الأشياء مثل حال الكلمة الموجودة في الآية وموضعها وحركاتها على سبيل المثال، وفي بعض الحالات يجب أن تكون الراء مفخمة وجوبًا، وفي بعض الحالات يجب أن تكون الراء مرققة وجوبًا، وفي بعض الحالات الأخرى يُمكن أن تكون الراء مفخمة جوازًا أو مرققة جوازًا في نفس ذات الوقت، وتتضمن حالات جواز تفخيم وترقيق الراء الآتي:
إذا كانت الراء ساكنة وموجودًا قبلها حرف استعلاء ساكن، ويوجد قبل هذا الحرف حرف مكسور:
فإذا تم الوقف عليها من خلال تفخيم الراء، وتم النظر إلى حركات الكلمة وحروفها تم الوصل من خلال الفتح، وحينها يتم اعتبار حرف الاستعلاء حاجز يقوم بمنع تأثير الكسر على الراء.
وإذا تم الوقف عليها من خلال ترقيق الراء، ولم يتم النظر إلى حركات الكلمة وحروفها، تم الوصل، ولم يتم الأخذ بحرف الاستعلاء، بينما يتم النظر إلى الكسر الموجود قبله.
إذا كانت الراء ساكنة وموجودًا قبلها كسر أصلي، وموجود بعدها حرف استعلاء مكسور:
إذا تم تفخيمها، تم النظر إلى حرف الاستعلاء وحركته الكسر.
وإذا تم ترقيقها، تم النظر إلى الكسر الموجود قبل الراء، دون الأخذ بحرف الاستعلاء الموجود بعدها.
وفي تلك الحالة أيضًا يُفضل جواز التفخيم، مثل:
فِرْقٍ.
يُمكن أن تُرقق الراء إذا تم النظر إلى حركتها، وكانت حركتها الكسر، وتم الوصل في تلك الحالة، ويُمكن أن تُفخم الراء في حالة لم يتم النظر إلى حركتها في الوصل، وحينها يتم الأخذ بالسكون، ومن أمثلة ذلك:
يُسْر، نُذُر.
يُمكن أن تُفخم الراء في حالة عدم النظر إلى الوصل، أو إلى حالة الأصل، وعند الأخذ بالسكون العارض، ويُمكن أ، ترقق في حالة النظر إلى حركة الراء عند الوصل، وتكون حركتها حينها الكسر، ومن أمثلة ذلك:
فأسْرِ، أن أسْرِ.
يُمكن أن ترقق الراء في حالة النظر إلى حركتها أثناء الوصل، وحينها تكون حركتها الكسر، كما أيضًا يتم النظر إلى الكسر الموجود قبل حرف الاستعلاء، ويُمكن أن تُفخم الراء في حالة عدم النظر إلى حركتها أثناء الوصل، وعند الأخذ بحرف الاستعلاء واعتباره حاجزًا، لذلك حينها يُفضل تفخيم الراء، ومن أمثلة ذلك:
قِطْرِ.
أحكام الراء
تخضع الراء إلى عدة أحكام مختلفة أثناء قراءة آيات القرآن الكريم، وكل حكم من تلك الأحكام يختلف عن غيره في العديد من الأشياء مثل الصوت وطريقة النطق وحالات الحدوث على سبيل المثال، وتتضمن أحكام الراء الآتي:
حكم وجوب ترقيق الراء.
حكم وجوب تفخيم الراء.
حكم جواز ترقيق وتفخيم الراء.
الأصل في الراء
للراء عدة أحكام مختلفة عن بعضها البعض، فيُمكن أن تكون مُفخمة، ويُمكن أن تكون مُرققة، ويُمكن أن تأتي في كلتا الحالتين، ويكثر التساؤل عن الحرف، ما الأصل فيه ؟، هل الراء في الأصل مُفخم ؟، أم الراء في الأصل مُرقق ؟.
وقيل أن الأصل في حكم الراء، هو حكم التفخيم، أي أن الأصل في الراء، هو أن تكون مُفخمة، أما الترقيق فهو عارض بسبب موجب.
وعلى الرغم من أن الأصل في الراء هو التفخيم، إلا أنه يوجد عدد من الحالات يُمكن أن تكون فيها الراء مُفخمة أو مرققة، وهذا الأمر يختلف باختلاف الكلمة والحالة الموجودة عليها في الآية، وباختلاف طريقة نظر القارئ إلى حرف الراء وللحروف الموجودة قبله وبعده كذلك.